قررت محكمة "الصلح" الإسرائيلية في القدس المحتلة، في جلسة عقدتها أمس الإثنين، إرجاء النظر في قضية أراضي وادي الربابة في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك، حتى إشعار آخر.
وفي حديث لـ"العربي الجديد"، أوضح المواطن محمد سمرين، أحد أصحاب الأراضي، بأن جلسة أمس خصصت للاستماع إلى الشهود في قضية قطعتي أرض من أراضي وادي الربابة، تملكها عائلته وعائلة العباسي، حيث تدعي الجمعيات الاستيطانية بأن قطعتي الأرض هذه مملوكة لما يسمى بحارس أملاك الغائبين وتخضع لسيطرته، حيث تملك عائلته 12 دونماً هناك، بينما تمتلك عائلة العباسي أربعة دونمات.
وقال محامي العائلتين محمد جبارة لـ"العربي الجديد": "إن الجلسة خصصت للاستماع للشهود، وهناك بينات واضحة تثبت أن الأرض بملكية فلسطينية بحتة، والمزرعة بأيدي أصحابها منذ عشرات السنين، ولا يحق لسلطات الاحتلال وضع اليد عليها".
يأتي ذلك، في وقت تواصل فيه سلطات الاحتلال محاولاتها للاستيلاء على أراضي حي وادي الربابة، لإقامة "مسارات وحدائق تلمودية"، ومشاريع تهويدية تشمل وضع أساسات وأعمدة للقطار والجسر الهوائي، وإقامة حدائق توراتية وعامة وبستنة تشمل (زراعة الأشجار، وتركيب شبكة وقنوات ريّ، وتطوير مناظر الطبيعة، وترتيب طرق للسير، وتركيب أماكن للجلوس).
وفي هذا السياق، نفذت سلطة الآثار والطبيعة، حفريات واسعة في أراضي الحي لتأسيس بنية تحتية للقطار الهوائي المعلق، ولبناء جسر يربط بين حي الثوري ومنطقة النبي داود مرورا بحي وادي الربابة، بإشراف ما يسمى "سلطة تطوير القدس"، وفق ما أكده لـ"العربي الجديد" جواد صيام مدير مركز معلومات وادي حلوة المختص بالشأن المقدسي.
ولفت صيام إلى أن طول الجسر المخطط إقامته يبلغ 197 متراً، وبارتفاع 30 مترا.
وتدّعي سلطات الاحتلال أن الحي أقيم على أنقاض مقبرة يهودية، وأنه بأكمله يعد "منطقة حدائق وطنية تعود للجمهور العام"، بينما يمتد على مساحة 210 دونمات، وهو من أجمل المناطق في سلوان، كونه يحتوي على الكثير من الآثار والكهوف والقبور التي تعود للفترة الكنعانية قبل 5 آلاف عام، وأراضيه مزروعة بأشجار التين والزيتون القديمة جداً.
وكان أطلق على هذا الوادي في الفترة الكنعانية اسم "جاي هنوم" وتعني وادي جهنم، في حين يطلق عليه أهالي بلدة سلوان "المنطقة الحرام" كونه الخط الفاصل بين شطري المدينة الشرقي والغربي.
ويوجد في الحي دير يوناني يطلق عليه "دير الندم" الذي أنشئ عام 1893، في حين تقع في أعلى الوادي بركة السلطان المملوكية التي خُصصت قديما لتجميع المياه، وأنشئت في عهد علاء الدين جقمق، أحد المماليك الشراكسة في القرن الخامس عشر.
وتزعم سلطات الاحتلال أن حي وادي الربابة أقيم أيضا على أنقاض مقبرة يهودية، ولدعم مزاعمهم هذه قاموا بزراعة مئات القبور الوهمية.
وباشر الاحتلال بزراعة القبور الوهمية في محيط البلدة القديمة من القدس قبل نحو عشر سنوات، وتحديداً في شهر مايو/ أيار 2012، وأقيمت بداية على مساحة قدرها 300 دونم، من جبل الزيتون/ الطور شرقيّ المسجد الأقصى، مروراً بوادي سلوان جنوباً، وانتهاءً بوادي الربابة جنوب غربي المسجد الأقصى، تنفيذاً لقرارات حكومية إسرائيلية، حيث تمت السيطرة على مساحات واسعة من أرض الوقف هناك والبدء بما سمي مشروع "استصلاح واستحداث" قبور يهودية.
كذلك أُعلن عن مقابر يهودية عدة على امتداد سفوح جبل الزيتون/ الطور شرقيّ المسجد الأقصى في المنطقة المطلة عليه، وأطلق الاحتلال عليها "مقبرة هار هزيتيم".
كذلك أُعلن أيضاً عن مقبرة أخرى قريبة تقع في الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى عند منحدر وادي سلوان/ طنطور فرعون، وادّعى الاحتلال وجود مدافن لليهود وعدد من أنبياء إسرائيل، كقبر زخاريا وأفشالوم.
إضافة إلى ذلك ادعى الاحتلال بوجود مقبرة أخرى على السفوح الغربية لسلوان عند وادي الربابة، تسمى مقبرة "سمبوسكي"، وأخرى عند تلة الثوري تسمى "مقبرة القرّائين"، بالإضافة إلى ادّعائه وجود مدافن في المغر الموجودة في المناطق المذكورة، بمساحة إجمالية تصل إلى نحو 300 دونم.