أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الجمعة، بأن مديرية الاستيطان الإسرائيلية، التي شكّلها وزير المالية والوزير في وزارة الأمن بتسلئيل سموتريتش، تدفع باتجاه التصديق على بناء 7 آلاف وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة.
وبحسب ما أوردته الصحيفة، فإنه بعد نحو سبعة أشهر بدون بناء في المستوطنات، تعمل جهات استيطانية في هذه الأيام، من أجل عقد لجنة التخطيط العليا في الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، بغية استصدار تراخيص بناء لآلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية.
ويتطلب تحديد موعد اجتماع اللجنة، موافقة المستوى السياسي، وهو ما لم يحدث بعد، لكن عملية التخطيط من أجل البناء بدأت، وسط تقديرات بأن الجهات ذات الصلة ستصدّق على بناء نحو 7000 وحدة سكنية استيطانية على مراحل مختلفة، بينها أكثر من 2000 وحدة ستحصل على تصديق للمرحلة النهائية.
وذكرت الصحيفة أن الأرقام ليست نهائية، ويتم صوغها في هذه الأيام، ونقلت عن رئيس المجلس الإقليمي الاستيطاني "غوش عتصيون" ورئيس مجلس المستوطنات شلومو نئمان، قوله إن "صمتنا حتى الآن نابع من إدراكنا بأن دولة إسرائيل تمر بفترة معقّدة جداً وأن العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية تجري وفق احتياجات الحرب. وإلى جانب عزمنا الكبير (على البناء الاستيطاني)، فإننا نتحلّى أيضاً بالكثير من الصبر، لكن تقترب اللحظة التي سينفد فيها".
واعتبر نئمان أن "المستوطنين يتواجدون على الجبهة ويضحّون بحياتهم من أجل الشعب والدولة" مضيفاً أن "المشروع الاستيطاني برمته، يشكّل جداراً بالنسبة لأغلبية سكان إسرائيل، والآن حان الوقت لإنهاء تجميد (الاستيطان) وتحريرنا من التوجيه الأميركي المخجل، الذي يمنع على ما يبدو البناء اليهودي في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة)".
وتابع نئمان: "أي شقة (وحدة استيطانية سكنية) لا يتم التخطيط لها هذا العام، لن يتم بناؤها في السنوات الثلاث المقبلة. على الحكومة الإسرائيلية ورئيسها إدراك أننا وصلنا إلى لحظة يجب أن يحصل فيها العدو على رد، ليس فقط في غزة ولبنان ولكن أيضاً في الضفة... من خلال توسيع الاستيطان وتنظيمه وتعزيزه".
ولفتت الصحيفة إلى أن الدفع نحو البناء في المستوطنات، يأتي تزامناً مع الخطة الأميركية الواسعة التي تشمل عدة قضايا (في المنطقة)، من بينها القضية الفلسطينية.
بالإضافة إلى ذلك، أشارت الصحيفة العبرية إلى أن تركيبة حكومة الاحتلال الاسرائيلي تغيّرت بعد الحرب، في أعقاب انضمام وزراء "هماحانيه هممختي" (المعسكر الرسمي)، "لذا ليس من الواضح كيف سترد الحكومة على الخطة، فيما مرت سبعة أشهر منذ الاجتماع الأخير لمجلس التخطيط الأعلى، ومن ناحية أخرى، لا تزال الحرب مستمرة والآلاف من السكان في الشمال والجنوب لم يعودوا بعد إلى منازلهم".
وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أن من يضع الخطط المتعلّقة بحجم بناء المستوطنات ومواقعه، هم أعضاء المديرية التي أقامها سموتريتش بالتعاون مع رؤساء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة والمستوى الأمني. وبسبب الحرب فإن العديد من الجهات المهنية الضالعة في هذا الأمر، التحقت بقوات الاحتياط، الأمر الذي أعاق وضع الخطة.