"مدنية"... مبادرة تجمع مؤسسات مجتمع مدني سورية في باريس

05 يونيو 2023
اجتماع تحضيري لـ"مدنية" مع عدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني السوري (صفحة المبادرة/تويتر)
+ الخط -

يجتمع ممثلو عدد من منظمات المجتمع المدني السورية في العاصمة الفرنسية باريس، غدا الثلاثاء، في مؤتمر من تنظيم مبادرة "مدنية" تحت عنوان "الأحقية السياسية للفضاء المدني السوري".

وقال أيمن أصفري، رئيس مجلس إدارة مبادرة "مدنية"، لـ"العربي الجديد"، إن "أهمية مؤتمر باريس تأتي نظراً لتزايد عمليات التطبيع مع النظام السوري"، ويسعى المؤتمر لـ"خلق مساحة تجمع ممثلي عدد كبير من مؤسسات المجتمع المدني السوري".

وتسعى "مدنية"، بحسب أصفري، إلى "طرح بدائل لكيفية سير الأمور في ما يتعلق بمستقبل سورية بما يتناسب مع قيم الديمقراطية والعدالة والمساءلة والوصول إلى الحقوق"، ويضيف أصفري أن هذا الحراك "يجسد موقفاً واضحاً ضد التطبيع واعترافاً بالجهود الجبارة التي يبذلها الفاعلون المدنيون السوريون، الذين ما زالوا يناضلون من أجل مستقبل ديمقراطي وسلمي لبلدهم".

وأُطلقت مبادرة "مدنية" منذ عامين، ويقول أصفري إن "مؤتمرنا هو المكان الذي ُنطلق فيه رسمياً هذا الجهد الجماعي، للمطالبة بأحقيتنا السياسية كفاعلين مدنيين، ولفرض أنفسنا كنظراء ذوي شرعية ومصداقية في جميع عمليات صنع القرار المتعلقة بسورية، بما فيها المستوى السياسي".

ويعتقد أصفري أن هناك "ضرورة لوجود المجتمع المدني في الحالة السورية اليوم نظراً للعمل الجبار الذي قام به هذا المجتمع منذ بدايات الثورة وحتى الآن"، مضيفاً أن "دعمه لـ(مدنية) هو امتداد لعمله وإيمانه بأن المجتمع المدني السوري هو اللبنة التي سيبنى عليها التغيير المستدام، من خلال اتباع نهج تصاعدي بخلق أرضية صلبة للتغيير المنشود".

ويعتبر أصفري أن منظمات المجتمع المدني تتمتع بقدرة فريدة على سد الفجوة بين الناس والكيانات السياسية: "المجتمع المدني قوة مكملة وليس قوة منافسة، بينما تتحمل الكيانات السياسية مسؤولية التفاوض على الحلول السياسية وتنفيذها، فإن المجتمع المدني يكمل جهودها بوجوده كداعم ورقيب".

ويؤكد أصفري أنهم ضد التطبيع مع النظام، مبرراً ذلك بأن "هذه التغييرات والتطبيعات أخذت مسارها من دون أي وجود لعملية سياسية جدية". ولفت إلى أن المجتمع المدني قائم ومستمر، ورغم ضيق مساحة العمل المدني السوري في بعض الدول، أثبتت هذه المنظمات جدارتها.

‎كذلك يشدد على أن "مدنية" ترحب بجميع الجهات الفاعلة المدنية السورية التي تتماشى مع قيمها داخل وخارج سورية من قطاعات وبقع جغرافية مختلفة، مشدداً على أن المبادرة سورية مئة بالمئة، مؤكداً أن اختيار باريس لانعقاد مؤتمرهم الافتتاحي جاء بسبب تقديم فرص أفضل لاستضافة السوريين من كل مكان، لا سيما بالنظر إلى تقديم الحكومة الفرنسية دعماً في تسهيل إجراءات الحصول على تأشيرات الدخول إلى فرنسا للمتقدمين السوريين، ولكن التمويل كان سورياً مئة بالمئة و"مدنية" تتكفل بكل ما تتضمنه تكاليف المؤتمر.

‎وقالت آمنة خولاني، نائبة رئيس مجلس إدارة مدنية، لـ"العربي الجديد"، إنها تعتبر "أن توقيت هذا المؤتمر مباشرة بعد حملات التطبيع مع نظام الأسد هو رسالة واضحة" بموقفهم الرافض مطلقاً للتطبيع وتبعاته والإعلان عن أنفسهم ووجودهم كفاعلين ومؤثرين وممثلين حقيقين لسورية الديمقراطية.

وعن مشروع مدنية، تقول خولاني: "إنها مبادرة لخلق مساحات ‎عمل مشتركة وتنسيق الجهود بين الفاعلين في المجتمع المدني السوري وخلق آليات ضغط مشتركة"، مشيرة إلى أن "مدنية" "هي محاولة لجمع كافة الجهات الفاعلة المدنية لاستعادة الفاعلية السياسية للفضاء المدني السوري".

وتعتبر خولاني أنهم في مؤتمر باريس قلبوا معادلة المؤتمرات التي نظمت حول سورية، حيث تؤكد خولاني أن مؤتمر باريس هو "بتمويل سوري كامل القيادة والتخطيط والأجندة والمتحدثين والضيوف، كله بتخطيط وإنتاج سوريين، وجرت دعوة المبعوثين والفاعلين الدوليين والمهتمين بالقضية السورية وحلفاء القضية السورية، ليسمعوا منا ونسمع منهم"، واعتبرت أن مؤتمر باريس هو البداية، و"العمل قادم ومستمر ويحتاج لكل الجهود الصادقة والمؤمنة بقيمنا، وستبقى (مدنية) مظلة مفتوحة للجميع".

المساهمون