مدينة لفيف الأوكرانية... استعدادات حرب في معقل القوميين والثوار

19 فبراير 2022
تعد المدينة ذات تقاليد عريقة في التمرد والثورة على القوى التي حكمتها على مر القرون (Getty)
+ الخط -

غدت مدينة لفيف الأوكرانية، الواقعة بالقرب من الحدود البولندية (غرباً)، مقراً مؤقتاً للعديد من السفارات والبعثات الدبلوماسية الغربية، إلى جانب منظمات دولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وقد انتقلت جميعها إلى المدينة لأسباب أمنية بعد تصاعد التحذيرات من اجتياح عسكري روسي لأوكرانيا.

وفي تقرير لـ"فايننشال تايمز" البريطانية، تسلّط الصحيفة الضوء على المدينة ومحاولة البعثات الدبلوماسية تأمين استمرارية أعمالها انطلاقاً من مكاتب مؤقتة في الفنادق المحلية، مع تشكيك بموعد العودة إلى العاصمة كييف.

ورغم ترحيب سكان المدينة بالوافدين الجدد، مع ما يمثله ذلك من فرص عمل جديدة، حيث عبّر أحدهم عن ذلك بالقول: "يمكننا الترحيب بالجميع هنا، لدينا مساحة كبيرة"؛ فإن الحكومة في كييف تنظر إلى الخطوة الغربية بريبة معتبرة أنها "مثيرة للقلق"، مكررة محاولتها حثّ الدول الغربية على الهدوء والتراجع عن دعوة مواطنيها لمغادرة أوكرانيا.

وبحسب "فايننشال تايمز" فإن المدينة بدأت الاستعداد لأي هجوم، ويقول عمدة المدينة، أندريه سادوفي، وهو مرشّح رئاسي سابق، إن المدينة عاشت فترة من الهدوء خلال السنوات الأخيرة، ولكن الأشهر القليلة الماضية أعادت التوتر.

ويعمل المسؤولون في الوقت الحالي على تخزين الإمدادات الطبية والدم، ونشر لافتات طرقية من شأنها مساعدة المدنيين في الوصول إلى الملاجئ، إلى جانب إعداد خطط للحفاظ على إمدادات المياه والكهرباء واستيعاب تدفق اللاجئين في حال وقع الهجوم.

ويرجع هذا النشاط المتميز للمدينة إلى هويتها الفريدة في أوكرانيا؛ فالمنطقة التي ضمها الاتحاد السوفييتي في عام 1945؛ تتحدث اللغة الأوكرانية بالكامل تقريباً، وهو أمر نادر في بلد تنتشر فيه اللغة الروسية، كما أن المدينة تعد معقلاً للوطنية والقومية الأوكرانية، بحسب الصحيفة.

وبحسب فاسيل كميت، أمين المكتبة في جامعة إيفان فرانكو في المدينة، فإن لفيف "كانت دائماً مركزاً للمعارضين"، ويصف المدينة بأنها "ذات تقاليد عريقة في التمرد والثورة على القوى التي حكمتها على مر القرون".

ويتذكر كميت كيف بدأت لفيف حملة لتدمير تماثيل لينين مع بدء انهيار الاتحاد السوفييتي، شارك هو فيها مع زملائه في المدرسة، وكيف أن أي تعدٍ من جانب روسيا اليوم هو تذكير "غير مرحب به" بالماضي السوفييتي، بالنسبة لأهالي المدينة.

ويضيف كميت، أنه خلال أحداث الثورة الأوكرانية عام 2014، والتي أطاحت بالرئيس الأوكراني السابق، فيكتور يانوكوفيتش، المدعوم من موسكو؛ كان سكان لفيف "متحمسين للغاية وأكثر نشاطاً" من غيرهم، بل إن نسبة كبيرة من المتظاهرين الذين قتلوا في تلك المظاهرات كانت من لفيف ومناطق غربي أوكرانيا. كما فقدت المدينة الكثير من أبنائها أيضاً في القتال الدائر منذ سنوات مع الانفصاليين في الشرق.

الصورة
فقدت لفيف الكثير من أبنائها في القتال الدائر منذ سنوات مع الانفصاليين في الشرق
فقدت لفيف الكثير من أبنائها في القتال الدائر منذ سنوات مع الانفصاليين في الشرق

اليوم تستعد المدينة للحرب، متطلعة لدور جديد قد تلعبه في حرب الدفاع عن سيادة أوكرانيا، وقد أصبح التدريب على استخدام الأسلحة النارية إلزامياً بالنسبة لموظفي البلدية، كما انتشرت الدورات التدريبية التي تستهدف المدنيين على نطاق واسع. بل إن المدارس بدأت هي الأخرى بتنظيم زيارات دورية إلى ميدان الرماية.