كشفت قناة "بي أف أم" الفرنسية الإخبارية، اليوم الاثنين، عن مذكرة استخباراتية يعود تاريخها إلى الأول من شهر يونيو/حزيران الحالي، تشير إلى تصاعد احتمال وقوع أعمال عنف ضد العسكريين الفرنسيين وعناصر الشرطة من قبل حركة تسمى "الناجون".
وبحسب المذكرة، فإن جهاز الاستخبارات المرتبط بالجيش الفرنسي قلق من احتمال حدوث عمليات اختطاف عسكريين أو رجال شرطة، وحتى تسلل أفراد هذه الجماعة إلى صفوف الجيش، وهم يسعون باستمرار إلى تسليح وتدريب أنفسهم على عمليات ارهابية يمكن أن يتم تنفيذها من قبل أفراد أو مجموعات من الحركة.
وتأتي هذه المذكرة في أعقاب حوادث حصلت أخيراً، كان أبرزها خطف الطفلة ميا، حيث عثر عليها في سويسرا قبل إعادتها إلى جدتها في فرنسا، وتبيّن أن أفراد العصابة التي استأجرتها والدة الطفلة الممنوعة من رؤيتها ينتمون إلى هذه الحركة.
كما ألقت الشرطة، أواخر مايو/أيار، القبض على جندي سابق في الجيش الفرنسي قام بإطلاق النار على قوات الدرك، وجندي آخر ارتكب جريمة قتل مزدوجة.
وأتباع هذه الحركة هم أناس مقتنعون بنظرية المؤامرة، عدد كبير منهم جنود سابقون في الجيش، يحذرون من انهيار قد يحصل بسبب كارثة نووية، أو طبيعية، أو أزمة اقتصادية، أو بسبب التغير المناخي وصعود "التطرف الإسلامي" في فرنسا.
ويخوض هؤلاء تدريبات ويتعلمون تقنيات البقاء على قيد الحياة، مثل إنشاء ملاجئ والصيد والاعتماد على مصادر الطبيعة في تغذية أنفسهم.
ويحمل بعض أفراد هذه الجماعة أفكاراً يمينية متطرفة، تعادي المهاجرين وتحذر من انتشار الإسلام في أوروبا عموماً، وفرنسا على وجه الخصوص، في حين يصنّف أفراد آخرون منها بأنهم معادون للسامية وأنصار للأفكار النازية، مثل الكاتب والمفكر الفرنسي-السويسري آلان سورال، العضو في حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف في فرنسا، كما أنه يشرف على تدريبات الملاكمة لأفراد هذه المجموعة في منطقة بيرنييه أورينتال.
وتقوم وزارة الداخلية بعمليات إحصاء ومتابعة مستمرة لأفراد هذه الجماعة، لكنها وسّعت، أخيراً، دائرة المتابعة لتشمل أفراداً ينتمون إلى اليسار المتطرف، يمتلكون خطاباً عنيفاً متصاعداً ضد الرأسمالية، ويدعون إلى العيش في حالة اكتفاء ذاتي من أجل الإطاحة بها وفقاً لـ"بي أف أم".