التقى زعيم حزب الشعب الجمهوري ومرشح المعارضة التركية للانتخابات الرئاسية، كمال كلجدار أوغلو، اليوم الإثنين، مع الرئيسين المشاركين لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي، في محاولة لكسب أصوات الناخبين الأكراد في سباق الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وجرى اللقاء في البرلمان التركي، حيث استقبل الرئيسين المشتركين للحزب الكردي مدحت سنجار وبريفان بولدان المرشح الرئاسي عن المعارضة. ويسعى كلجدار أوغلو للحصول على دعم الحزب الكردي لترجيح أصوات تحالف الشعب المعارض.
وعقب اللقاء، قال كلجدار أوغلو للصحافيين: "عرضنا على الحزب الكردي مسودة الدستور المتفق عليه، وأكدنا على حيادية القضاء ودور الحقوق والقانون، وتوقفنا عند مسألة الحكم الذاتي المحلي، كما أكدنا على عدم صحة فرض قيوم (حارس قضائي) على البلديات".
وأضاف: "تم التأكيد أيضا على مسألة الديمقراطية، وعدم الصراع في السياسة (..) وليس صوابا أن تغلق الأحزاب في القرن الحادي والعشرين"، في إشارة إلى دعوى إغلاق حزب الشعوب المرفوعة أمام المحكمة الدستورية العليا.
ووجه كلجدار أوغلو انتقادات للحكومة، في حين أفاد بأن "عنوان الحل لجميع المشاكل، ومنها المسألة الكردية، في البرلمان، لأن وجود البرلمان هو من أجل إيجاد الحلول للمشاكل، وسنحل جميع المشاكل ولن نترك أي مشكلة".
وتابع: "عندما يكون الكلام بالإنكليزية والفرنسية يشار إليه، وعندما يكون بالكردية يقال إنه لغة غير معروفة. كيف يمكن للغة من يتحدث بها منذ سنوات طويلة أن تكون غير معروفة؟ هناك قناة TRT الكردية. نعم اللغة الرسمية هي التركية، ولكن لا يجوز أن تكون هناك ازدواجية معايير".
وواضح من كلام كلجدار أوغلو أنه يتوجّه برسائله للناخب الكردي، وقد كان حذرا من حليفه القومي الممثل بالحزب الجيد، الذي لديه حساسيات في مسألة التحالف مع الحزب الكردي.
من جانبها، قالت بريفان بولدان: "اليوم استقبلنا كلجدار أوغلو وتحدثنا عن مشاكل تركيا الأساسية، وأساس زيارته هو حل المسألة الكردية في البرلمان، وتشاورنا بما يأمله الشارع التركي".
أما مدحت سنجار فقال من جانبه: "يمكن حل مشاكل تركيا عبر توافق واسع، سننقل ما تم نقاشه في هذا اللقاء مع قوى التحالف معنا، وخلال أيام في مؤتمر صحافي وأمام الرأي العام سنعلن عن موقنا بشكل شامل".
ويعد الصوت الكردي من العوامل الحاسمة في الانتخابات، ويسعى التحالف الحاكم وتحالف المعارضة لكسب هذا الصوت، حيث تعمل المعارضة للتحالف مع "الشعوب الديمقراطي"، وهو ممثل في البرلمان، فيما اتفق التحالف الحاكم مع حزب هدى بارتي الإسلامي الكردي.
وتشهد تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية في 14 مايو/ أيار المقبل، في ظل منافسة شديدة، وهي انتخابات وصفها الرئيس التركي رجيب طيب أردوغان في وقت سابق بأنها "مفترق طرق".
نجل أربكان يعلن عدم التحالف مع أي طرف
وفي سياق الانتخابات، كشف فاتح أربكان، زعيم حزب الرفاه من جديد وابن القيادي المعروف الراحل نجم الدين أربكان، عن ترشح حزبه وحده في الانتخابات البرلمانية دون الدخول في أي تحالف، سواء مع التحالف الحاكم أو تحالف المعارضة.
وكشف فاتح أربكان أيضا أنه سيرشح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة، نافيا التكهنات التي كانت تشير إلى تحالفه مع الرئيس أردوغان في الانتخابات ودعمه، بعد تلقيه عرضا ولقائه نائب أردوغان قبل أيام، ولكن من الواضح أن المفاوضات بين الطرفين لم تؤد إلى أي نتيجة.
وكان من جملة مطالب زعيم حزب الرفاه من جديد إلغاء قانون يتعلق بحماية المرأة والعائلة من العنف ويحمل الرقم 6284، وهو ما أثار جدلا في الرأي العام التركي، ودفع النائبة عن حزب العدالة والتنمية أوزلم زنغين للقول إن هذا القانون "خط أحمر".
ابتدأت اليوم عمليات تقديم الترشيحات للانتخابات الرئاسية
وكان التحالف الحاكم يعول على التحالف مع حزب الرفاه من جديد لكسب أصوات "الرؤية الوطنية" التي أسسها الراحل نجم الدين أربكان، والتي يبدو أنها على خلاف مع قيادة حزب السعادة المتحالف مع المعارضة.
وابتدأت اليوم عمليات تقديم الترشيحات للانتخابات الرئاسية، حيث قدم سنان أوغان أوراقه للترشح عن تحالف "أتا" القومي، كما قدم زعيم حزب الوطن الشيوعي دوغو برنجيك المقرب من روسيا أوراقه أيضا، في حين قدم في وقت لاحق اليوم المرشح الرئاسي السابق وزعيم حزب البلد محرم إنجة أوراقه للترشح بالانتخابات.
ومع إعلان كلجدار أوغلو نفسه مرشحا عن المعارضة، وإعلان الرئيس أردوغان نفسه مرشحا، وإعلان فاتح أربكان ترشيح نفسه اليوم، يرتفع مبدئيا عدد المرشحين للانتخابات الرئاسية إلى 6، وستقرر اللجنة العليا للانتخابات لاحقا المرشحين الذين يستكملون الشروط المطلوبة للترشح وإعلان القائمة النهائية بعد أيام.