تستعد الولايات المتحدة لإرسال اثنين من كبار مسؤوليها إلى جزر سليمان، بعد زيارة سناتور أسترالي للجزر الأسبوع الماضي بسبب مخاوف من وجود عسكري صيني محتمل في الدولة الواقعة جنوبي المحيط الهادئ.
وقال البيت الأبيض، أمس الإثنين، إنّ كورت كامبل منسق مجلس الأمن القومي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، ودانييل كريتنبرينك مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ، سيترأسان وفداً يضم مسؤولين حكوميين آخرين إلى جزر سليمان. كذلك سيزور الوفد فيجي، وبابوا غينيا الجديدة.
وتأتي المبادرة الأميركية بعدما وقعت جزر سليمان والصين مسودة اتفاقية أمنية، الشهر الماضي، وقد قالت حكومة الجزر إنها ستوقع النسخة النهائية قريباً.
وتنص المسودة، التي سربت عبر الإنترنت، على أنّ السفن الحربية الصينية تستطيع التوقف قبالة جزر سليمان، وقد ترسل بكين عناصر من الشرطة والجيش إلى هناك "للمساعدة في الحفاظ على النظام الاجتماعي".
وسعت العائلة الحاكمة في جزر سليمان إلى التقليل من أهمية الاتفاقية، وقالت إنها لن تؤدي إلى إنشاء الصين قاعدة عسكرية، لكن دولاً مجاورة عديدة ودولاً غربية لا تزال تشعر بالقلق.
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إنّ الاتفاقية قد تزعزع استقرار جزر سليمان، وستشكل سابقة مقلقة لمنطقة المحيط الهادئ الأوسع.
وأضاف: "رغم تعليقات حكومة جزر سليمان، فإنّ الطبيعة الفضفاضة للاتفاقية الأمنية تترك الباب مفتوحاً أمام نشر جمهورية الصين الشعبية جنوداً في جزر سليمان".
The Pacific family demonstrated our trust & strength when responding to security challenges in our region by working together in the SIAF to restore calm in Honiara.
— Zed Seselja (@ZedSeselja) April 13, 2022
Thank you to personnel from 🇦🇺, 🇫🇯, 🇵🇬 & 🇳🇿 deployed as part of the SIAF. #StrongerTogether pic.twitter.com/xdbYhrJyNo
وتأتي زيارة الوفد الأميركي بعدما حلّ في جزر سليمان، الأسبوع الماضي، وزير التعاون الدولي والمحيط الهادئ الأسترالي، زيد سيسيليا، الذي قال إنه التقى برئيس الوزراء بجزر سليمان مناسيح سوغافاري، وطلب منه التخلي عن الاتفاقية مع الصين.
وبينما تسعى إلى تعزيز وجودها في المنطقة لمواجهة النفوذ الصيني، أعلنت الولايات المتحدة في فبراير/ شباط أنها ستعيد فتح سفارتها في جزر سليمان، بعد 29 عاماً على إغلاقها. وقالت إنها تسعى لإظهار دعمها لجزر سليمان، الدولة الواقعة في جنوب المحيط الهادئ، وتعاني من الاضطرابات والفقر.
ولم تقم جزر سليمان التي كانت مسرحاً لجبهة قتال في الحرب العالمية الثانية علاقات مع الصين إلا عام 2019 بعد الابتعاد عن تايوان.
هزت أعمال شغب استمرت ثلاثة أيام في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 800 ألف نسمة. وكانت أسباب هذا العنف متعددة. فبالإضافة إلى الغضب من الحكومة والصعوبات الاقتصادية التي تفاقمت بسبب جائحة كوفيد، كان وراء الاضطرابات التنافس التاريخي بين سكان مالايتا الجزيرة التي تضم أكبر من عدد السكان، وغوادالكانال حيث تقع العاصمة الإدارية للبلاد.
تعرضت شركات مملوكة لصينيين للتخريب والحرق في هونيارا عاصمة هذا الأرخبيل الواقع في جنوب المحيط الهادئ على بعد حوالى 1500 كيلومتر من أستراليا. وكانت أستراليا من الأطراف الفاعلة في المنطقة لنشر قوات لحفظ السلام في جزر سليمان بطلب من حكومة الأرخبيل.
منذ ذلك الحين، سعت بكين التي أرسلت مدربين للشرطة ومعدات لمكافحة الشغب إلى تعزيز وسائل حفظ الأمن في الجزيرة.
وواجه رئيس الوزراء أيضاً انتقادات لرغبته في إقامة علاقات أقوى مع بكين بعد أن قطع فجأة العلاقات التي أقيمت منذ فترة طويلة مع تايوان في 2019.
وتعارض الصين أي اعتراف دبلوماسي بتايوان التي تعتبرها جزءاً من أراضيها. وهي تعتبر ذلك شرطاً أساسياً مسبقاً لإقامة علاقات دبلوماسية مع أي دولة.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)