مسؤولان صيني وروسي في زيارة متزامنة إلى كابول

24 مارس 2022
كابلوف: موسكو بإمكانها تقديم الكثير لحكومة "طالبان" (ألكسندر زيمليانيشينكو/فرانسبرس)
+ الخط -

أجرى المندوب الروسي الخاص لأفغانستان زمير كابلوف، مباحثات مع قيادات طالبان، خلال زيارته إلى كابول، اليوم الخميس، بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى العاصمة الأفغانية، ما اعتبره مراقبون إشارة إلى الغرب، تحديداً الولايات المتحدة الأميركية التي تتباطأ في الاعتراف بحكومة "طالبان"، والتي لم تنجح حتى الآن في الوصول إلى حل مع الحركة التي ظلت خصمها الأول في أفغانستان خلال العقدين الماضيين.

وقالت الداخلية الأفغانية، في بيان، إنّ كابلوف، الذي وصل إلى كابول على رأس وفد رفيع، التقى مساء اليوم وزير الداخلية في حكومة "طالبان" سراج الدين حقاني، وتباحث معه بشأن ملفات تهم البلدين.

وأضاف البيان أنّ المسؤول الروسي شدد على أنّ موسكو بإمكانها تقديم الكثير لحكومة "طالبان"، وأنها تمد يد العون والمساعدة إليها.

كما ذكر البيان أنّ الوزير الأفغاني سراج الدين حقاني أكد، من جانبه، أنّ حكومة "طالبان" مصممة على المضي قدماً في سياستها وتعهداتها، وهو عدم السماح لأي جهة باستخدام الأراضي الأفغانية ضد أية دولة، خاصة روسيا ودول آسيا الوسطى.

وكان مكتب رئيس الوزراء في حكومة "طالبان" قد أعلن، في وقت سابق اليوم، في بيان له، أنّ المندوب الروسي اجتمع بنائب رئيس الوزراء ورئيس المكتب السياسي للحركة الملا عبد الغني برادر، وتحدث معه بالتفصيل حول ملفات تهم البلدين.

من جانبه، شكر الملا برادر المندوب الروسي على ما قدمته موسكو من دعم لحكومة "طالبان" في المجال الأمني والبشري.

فيما قال المندوب الروسي إنّ بعد المباحثات بشأن الأمور التقنية، ستبدأ روسيا قريباً بتدشين مشاريع اقتصادية ضخمة من شأنها إحداث تغيير في الاقتصاد الأفغاني.

تتزامن زيارة كابلوف والوفد المرافق له إلى كابول مع زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى العاصمة الأفغانية، أجرى خلالها لقاءات مع القيادة الأفغانية، من بينهم نائب رئيس الوزراء الملا عبد الغني برادر، ووزير الداخلية وهو زعيم شبكة "حقاني" الملا سراج الدين حقاني.

وقال عناية الله سمنغاني، نائب الناطق باسم "طالبان"، في تصريح له، إنّ الوزير الصيني التقى اليوم في كابول بالملا عبد الغني برادر، موضحاً أنّ الطرفين شددا على ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين في المجال الأمني والاقتصادي.

الصين وأفغانستان

فيما أكد الوزير الصيني، خلال حديثه مع الملا برادر وعدد من الوزراء في حكومة "طالبان" الذين شاركوا في الاجتماع، أنّ بلاده مستعدة للتعاون مع حكومة "طالبان" أكثر، خاصة في المجال التجاري والاقتصادي، تحديداً في استخراج المعادن.

يذكر أنّ زيارة الوزير الصيني والمندوب الروسي إلى كابول تأتي في وقت تتباطأ فيها الدول الغربية في الاعتراف بحكومة "طالبان"، في حين تعوّل الأخيرة كثيراً على علاقاتها مع دول المنطقة، لا سيما الصين وروسيا.

ويرى مراقبون أنّ موسكو وبكين تسعيان من خلال توطيد علاقاتهما مع "طالبان"، إلى مواجهة النفوذ الأميركي في المنطقة، لا سيما في أفغانستان.

مقتل أربعة جنود باكستانيين إثر هجوم لمسلحين قرب الحدود الأفغانية

على صعيد ميداني منفصل، أعلن الجيش الباكستاني، مساء الخميس، مقتل أربعة من جنوده، جراء هجوم لمسلحين عبروا الحدود الأفغانية الباكستانية في مقاطعة وزيرستان القبلية. ولم تتبن أي جهة مسؤولية الهجوم حتى الساعة.

وقال مكتب العلاقات العامة في الجيش الباكستاني، في بيان له، إنّ مسلحين عبروا الحدود الأفغانية الباكستانية، خلال الليل الفائت، في مقاطعة شمال وزيرستان، ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين.

وأضاف البيان أنّه خلال الاشتباك قتل أربعة من جنود الجيش، موضحاً أنّ الاشتباك وقع في منطقة حسن خيل، حيث أجبرت قوات الجيش المهاجمين على التراجع، وجميعهم فروا إلى الأراضي الأفغانية، بعد أن تكبدوا خسائر في الأرواح.

كما أكد البيان أنّ الجيش الباكستاني "مصمم على المضي قدماً في مواجهة الإرهاب، ولن يقبل أي نوع من المساومة على أمن البلاد واستقرارها".

ولم تتبن أي جهة مسؤولية الهجوم حتى الآن، غير أنّ المناطق القبلية الباكستانية، خاصة وزيرستان، تنشط فيها حركة "طالبان الباكستانية".

المساهمون