شددت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين هينيس بلاسخارت، اليوم الخميس، على ضرورة أن تستمر الحكومة العراقية في مجهوداتها والعمل على تنفيذ "خططها الطموحة".
كلام بلاسخارت جاء خلال إحاطتها الدورية أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك. وتوقفت المسؤولة الأممية في بداية كلامها عند مرور الذكرى الـ20 سنة على الاحتلال الأميركي البريطاني للعراق دون أن تسميها بالاسم، ووصفتها بـ"الأحداث التي هزت العراق منذ عشرين عاماً".
وأشارت إلى "تغلب العراق وعلى مر تاريخه على المصاعب التي واجهته"، مشددة أنه "على الرغم من ذلك، فإن الجذور التي تسببت في عدم الاستقرار في الماضي القريب للبلاد ما زالت قائمة في الغالب، من بينها الفساد، والحوكمة الضعيفة، ووجود جهات فاعلة مسلحة من غير الدولة، والإفلات من العقاب، والسياسات الطائفية، وسوء تقديم الخدمات، وعدم المساواة، والبطالة، والاعتماد المفرط على النفط"، مشيرة، في الوقت ذاته إلى ما أسمتها "الإمكانات الهائلة للعراق على نطاق واسع".
وتحدثت بلاسخارت عن جهود الحكومة العراقية في "معالجة عدد من القضايا الملحة"، وشددت على ضرورة أن يكون هناك تنوع اقتصادي وإصلاحات هيكلية، وأنه "لا يمكن الاستمرار إلى أجل غير مسمى بالاعتماد على النفط لوحده"، مشيرة إلى أن الحكومات العراقية "بدلاً من تطوير قطاع خاص يولد فرص العمل، اختارت الحلول السهلة، أي خلق وظائف في القطاع العام "لإسكات" الاضطرابات المدنية. وقد أدى ذلك إلى دفع فاتورة أجور لا تستطيع أي دولة تحملها".
وتطرقت المسؤولة الأممية إلى إقليم كردستان العراق والخلافات بين الحزبين الحاكمين في الأشهر الأخيرة التي دفعت المنطقة إلى حافة الهاوية، وأشارت إلى وصف الكثيرين للوضع السياسي هناك بـ"المتهور وغير المسؤول بشكل متزايد"، ثم ذكرت أنه "بعد أكثر من ستة أشهر، اجتمع مجلس وزراء إقليم كردستان بكامل طاقمه يوم الأحد"، وعبرت عن أملها أن "تتمكن الأطراف من حل الخلافات والعمل لصالح الشعب"، مؤكدة على الحاجة إلى حلول مستدامة.
كما عبرت بلاسخارت عن خيبة أملها "لأنه لم يتم إحراز تقدم يذكر في تنفيذ اتفاقية سنجار لعام 2020، هذا على الرغم من التصريحات المتكررة حول الالتزام بذلك"، مشيرة لمحاولة البعض (من خلفيات وانتماءات مختلفة) استغلال الموقف لتحقيق غاياتهم الخاصة، وذلك "يمنع آلاف نازحي سنجار من العودة إلى مناطقهم الأصلية".
وتحدثت المسؤولة الأممية عن تحديات ملحة يواجهها العراق تتعلق بالمياه، وقالت "تمثل المياه أكثر حالات الطوارئ المناخية خطورة في العراق، وتشير التقديرات إلى أن العراق بحلول عام 2035 سيكون بإمكانه تلبية 15 بالمئة فقط من احتياجاته المائية. 90 بالمئة من أنهار العراق ملوثة، ويعاني 7 ملايين شخص حالياً من قلة الحصول على المياه، وهذا يهدد استقرار العراق".
وأشارت إلى أنباء عن "خطط التحديث الشامل لأنظمة إدارة المياه في العراق"، ثم تطرقت المسؤولة الأممية إلى أهمية التقاسم العادل للموارد بين جيران العراق، وشددت على "ضرورة التعاون الإقليمي في هذا الإطار، لأن ذلك يشكل مكسباً للجميع".