قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري دي كارلو إنه يصادف اليوم مرور عام ونصف عام منذ أن شنّت روسيا غزوا شاملا على أوكرانيا، مشيرة إلى أن الشعب الأوكراني شهد خلال هذه الفترة "الموت والدمار والمعاناة التي لا يمكن تصورها".
وجاءت تصريحات المسؤولة الأممية خلال إحاطة لها أمام مجلس الأمن الدولي حول الوضع في أوكرانيا.
وتوقفت دي كارلو عند أرقام الضحايا من المدنيين، وقالت "الأرقام وحدها تحكي قصة مروعة، وهو ما أكدته المفوضية السامية لحقوق الإنسان، حيث قُتل ما لا يقل عن 9444 مدنياً، من بينهم 545 طفلاً، وأصيب ما يقارب 17 ألفاً آخرين، من بينهم 1156 طفلاً".
وتوقعت المسؤولة الأممية أن تكون الأرقام الحقيقية أعلى من ذلك بكثير. وأشارت إلى أن وجود تقديرات مفادها أن عدد القتلى من المدنيين والعسكريين من الطرفين وصل إلى نصف مليون.
مبادرة البحر الأسود
وأشارت المسؤولة الأممية إلى زيادة حدة الاقتتال منذ انسحاب روسيا من مبادرة البحر الأسود للحبوب في الـ17 من يوليو/ تموز، ثم توقفت عند "توترات وتهديدات متزايدة لحرية الملاحة في البحر الأسود، حيث أدت الهجمات الروسية الوحشية والمتواصلة إلى تدمير البنية التحتية لتصدير الحبوب في موانئ أوكرانيا على البحر الأسود والدانوب، ما يعرض تصدير المواد الغذائية التي هناك حاجة ماسة إليها في جميع أنحاء العالم للخطر".
وأعطت دي كارلو عددا من الأمثلة على تلك الهجمات الروسية للموانئ الأوكرانية، محذرة من العواقب بعيدة المدى في جميع أنحاء العالم بسبب الهجمات التي تستهدف منشآت الحبوب. ورأت أن ذلك يهدد التقدم المحرز خلال العام الماضي من أجل تعزيز الأمن الغذائي. كما حذرت من أن تؤدي الهجمات إلى عواقب كارثية "بالنسبة لـ345 مليون شخص يعانون بالفعل من انعدام الأمن الغذائي الحاد في جميع أنحاء العالم".
وذكرت المسؤولة الأممية الدول الأعضاء بتأكيد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في أكثر من مناسبة، على أهمية صادرات "المواد الغذائية والأسمدة من روسيا وأوكرانيا للأمن الغذائي العالمي، والدعوة إلى استئناف مبادرة البحر الأسود".
وعبرت المسؤولة الأممية أيضاً عن قلقها إزاء تقارير حول اعتداءات جنسية وانتهاكات حقوق الإنسان واسعة النطاق.
السفيرة الأميركية: رواية سوداوية
من جهتها، قالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن اليوم "يصادف إعلان أوكرانيا استقلالها عام 1991 عن الاتحاد السوفييتي.. وبعد مرور 32 عاما، فإن وجودها يخضع للتهديد والهجوم، حيث شنت القوات الروسية لسنة ونصف حربا شاملة على شعب أوكرانيا".
وتحدثت غرينفيلد عن "نضال الأوكرانيين لحماية بلدهم والدفاع عن ديمقراطيتهم وثقافتهم، وحماية الأطفال الأوكرانيين الذين يجرى ترحيلهم ونقلهم قسريا إلى أرض محتلة سيطرت عليها روسيا، بالإضافة إلى نقلهم إلى أراضي الاتحاد الروسي وبيلاروسيا".
ووصفت ما يحدث بأنه يشبه "رواية سوداوية، ولكننا لسنا بصدد خيال، هذه هي الحقيقة، وهناك العديد من التقديرات مفادها أن روسيا، منذ فبراير 2022، قامت بترحيل ونقل آلاف الأطفال بشكل قسري".
وأشارت المسؤولة الأميركية إلى إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، متهة إياه بالمسؤولة عن جرائم حرب في أوكرانيا، بما فيها نقل الأطفال الأوكرانيين القسري إلى روسيا ومناطق أخرى.
السفير الصيني: لوقف الأعمال العدائية
إلى ذلك، أكد السفير الصيني للأمم المتحدة تسانغ يونغ، في مداخلته، ضرورة الحفاظ على "سلامة البلدان وسيادة أراضيها، كما احترام مبادئ ميثاق الأمم المتحدة. كما يجب الأخذ بعين الاعتبار المشاغل الأمنية المشروعة لكل الأطراف، ودعم التسوية والجهود التي تهدف إلى تحقيق السلام".
وشدد يونغ على عدد من النقاط، من بينها "ضرورة بذل الجهود لوقف الأعمال العدائية"، وعلى ضرورة أن تعمل الدول على "تشجيع الأطراف على التنازل وتعزيز أصوات السلام والتفاوض ودراسة السبل الممكنة لتنفيذ المبادرات المختلفة، التي تهيئ الأوضاع المؤدية إلى السلام". وشدد أيضاً على ضرورة "بذل كل الجهود لمعالجة تبعات الأزمة الأوكرانية، وخاصة الأزمة الغذائية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة". ودعا إلى العودة إلى العمل بمبادرة حبوب البحر الأسود.
السفير الروسي يهاجم كييف
أما السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا، فكرر ادعاءات بلاده بأن هجومها على أوكرانيا جاء للدفاع عن "الثقافة واللغة الروسية وللتخلص من النازيين الجدد".
وتحدث نيبنزيا عن سرقة "نظام كييف ملايين الدولارات من المساعدات الغربية، لكن الدول الغربية تتجاهل ذلك على الرغم من تناول الإعلام الأوكراني ذلك". وختم قائلاً: "يحكم كييف نظام إجرامي، والذي يخدم المصالح الجيوسياسية للولايات المتحدة وحلفائها، هؤلاء الذين شنوا حربا هجينة ضد روسيا في أوكرانيا".