دعا مسؤول في مجال حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، اليوم الجمعة، إلى وضع حد لسوء معاملة إسرائيل للمعتقلين الفلسطينيين في غزة، قائلاً إنه التقى برجال احتجزوا لأسابيع وتعرضوا للضرب وتعصيب الأعين.
وقال أجيت سونغاي، وهو ممثل لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، للصحافيين عبر رابط فيديو من غزة، حيث التقى بالمحتجزين المفرج عنهم في القطاع: "هؤلاء هم الرجال الذين احتجزتهم قوات الأمن الإسرائيلية في أماكن مجهولة لمدة تتراوح بين 30 إلى 55 يوماً.. هناك تقارير عن رجال جرى إطلاق سراحهم لاحقاً، ولكن فقط بالملابس الداخلية دون أي ملابس مناسبة في هذا الطقس البارد".
وكان "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" قد دعا، في وقت سابق من شهر ديسمبر/ كانون الأول الفائت، إلى "تحقيق دولي محايد وعاجل في تصفية جيش الاحتلال الإسرائيلي مدنيين فلسطينيين بعد اعتقالهم من مناطق متفرقة من قطاع غزة"، مشيراً، في بيان له، إلى تطابق شهادات جمعها مع ما كشفته صحيفة "هآرتس" العبرية بشأن "جرائم إعدام ميداني نُفذت بحق معتقلين، فيما قضى آخرون جراء التعذيب الشديد وسوء المعاملة" خلال احتجازهم في معسكر "سدي تيمان" الإسرائيلي.
وذكر المرصد أن هذا المعسكر تحول إلى سجن "غوانتانامو" جديد يُحتجز فيه المعتقلون في ظروف قاسية جداً، داخل أماكن أشبه بأقفاص الدجاج في العراء، ومن دون طعام أو شراب لفترة طويلة من الوقت.
وكشف عن أن الفئات العمرية للمعتقلين في المعسكر تتراوح "بين القصر وكبار السن، ويُحقّق معهم وهم معصوبو الأعين وأيديهم مكبلة معظم اليوم في مجمعات مسيجة. وبحسب الإفادات، فإنه، وخلال ساعات الليل، تكون الأضواء مضاءة ومسلطة عليهم بقوة بهدف إرهاقهم وتعذيبهم".
وبحسب شهادات قال المرصد إنه جمعها لمعتقلين أُفرج عنهم من المعسكر الإسرائيلي، فإنهم "تعرضوا إلى أنماط متعددة من التعذيب وسوء المعاملة، وجرى منعهم من استخدام الهواتف، ولم يحظوا بفرصة لقاء محامين أو بزيارات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر".
وأكد هؤلاء وجود مسنين معتقلين تعرضوا للضرب المبرح والمعاملة المهينة، بالإضافة إلى تكبيل أيدي المعتقلين وأرجلهم وعصب أعينهم في الحافلة خلال نقلهم واحتجازهم من دون ماء أو طعام، فيما يُقابل بالعنف والشتائم كل من يحاول طلب شيء.
وقال أحد المفرج عنهم (طلب عدم ذكر اسمه خشية من الانتقام منه) إنه شهد على إطلاق جنود إسرائيليين الرصاص بشكل مباشر على خمسة من المعتقلين وتصفيتهم في حالات منفصلة.
(رويترز، العربي الجديد)