المسؤول: للفوز بالحرب نحتاج إلى الذخيرة والشرعية وكلاهما بدأ ينفد
أميركا قدمت ولا تزال دعماً كبيراً لإسرائيل في حربها على غزة
حديث المسؤول الإسرائيلي مؤشر على "توتر" محتمل في علاقة الحليفين
نقلت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية، اليوم الجمعة، عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن الولايات المتحدة بدأت تأخير تقديم بعض المساعدات العسكرية إلى إسرائيل، وهو أمر نفاه مسؤولون أميركيون كبار.
ووفق المسؤول الإسرائيلي الذي تحدث إلى الشبكة شرط عدم الكشف عن هويته، فإن شحنات المساعدات العسكرية الأميركية كانت تصل بسرعة كبيرة في بداية الحرب، "لكننا نجد الآن أنها بطيئة للغاية، الأمر الذي يضغط على إسرائيل في محاولتها تدمير حركة حماس في غزة".
وإذ أشار المسؤول إلى أنه "غير متأكد من السبب وراء التأخير"، إلا أن إسرائيل تدرك تماماً مدى إحباط الولايات المتحدة من الحرب، وأنها بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لتوفير المساعدات الإنسانية لغزة.
ولدى سؤالهم عن هذا الادعاء الإسرائيلي، قال العديد من المسؤولين الأميركيين، وفق الشبكة، إنه لم يكن هناك تغيير في السياسة الأميركية أو أي تأخير متعمّد في تسليم المساعدات التي وُعدت بها إسرائيل سابقاً، أو مبيعات الأسلحة لها.
وأكد المسؤولون الأميركيون أن هناك مناقشات حول نوع النفوذ الذي قد تتمتّع به الولايات المتحدة على إسرائيل، للضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لبذل المزيد من الجهود لـ"حماية المدنيين"، خصوصاً مع احتمال توسيع عملياتها العسكرية، من خلال الهجوم على رفح، جنوبي قطاع غزة. لكن المسؤولين الأميركيين أشاروا أيضاً إلى أنه لم يتمّ اتخاذ أي قرارات بشأن استخدام أي نفوذ.
ونقلت الشبكة الأميركية عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قوله إن الولايات المتحدة تواصل تزويد إسرائيل بما تحتاجه. وقال كيربي: "لن أتحدث عن الجدول الزمني لكلّ نظام فردي يتم توفيره"، مضيفاً: "نحن مستمرون في دعم إسرائيل في ما يتعلّق باحتياجاتها في مجال الدفاع عن النفس. هذا لن يتغير، وكنا صريحين للغاية بشأن ذلك".
وفي السياق، قال المسؤول الإسرائيلي الكبير إن هناك نقصاً متزايداً في قذائف المدفعية من عيار 155 ملم، وقذائف الدبابات عيار 120 ملم، مشيراً إلى أن هناك حاجة أيضاً لبعض معدات التوجيه الحساسة، ممتنعاً عن الخوض في التفاصيل. ولفت إلى أن "أي تأخير مثير للقلق بشكل خاص، لأن الدول الأوروبية أصبحت مترددة الآن في بيع الأسلحة لإسرائيل".
وأضاف المسؤول أن إسرائيل "قد تخسر هذه الحرب، لأنه كي تفوز فهي تحتاج إلى الذخيرة والشرعية، وكلاهما بدأ ينفد"، وفق قوله. ورفض جيش الاحتلال الإسرائيلي التعليق، وفق شبكة "إيه بي سي نيوز".
ومع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي حصدت أرواح أكثر من 31 ألف فلسطيني، واستمرار الوساطات للتوصل إلى هدنة في القطاع، يقول المسؤول الإسرائيلي إن الضغط الدولي المتزايد على إسرائيل بشأن بعض تكتيكاتها في تحقيق أهدافها العسكرية "يعني أن التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن أو وقف إطلاق النار يصبح أقل احتمالاً في المستقبل القريب". لكنّ المسؤول رأى أن السمعة الدولية الإيجابية بشكل عام "أصبحت أكثر أهمية من الذخيرة، لأن إسرائيل يمكنها هزيمة أعدائها في ساحة المعركة، ولكنها ستخسر الحرب إذا أصبحت دولة منبوذة"، وفق قوله.