أكد نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف، اليوم الثلاثاء، عن حصول تقارب في وجهتي النظر الروسية والأميركية، بعد قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن الأخيرة، والتي عُقدت الأربعاء الماضي في جنيف، بشأن الملف السوري.
وجاء تأكيد المسؤول الروسي خلال مؤتمر صحافي في العاصمة دمشق عقب لقاء جمعه مع رأس النظام السوري بشار الأسد.
وشدد بوريسوف، خلال المؤتمر الصحافي، على حدوث "تقارب روسي أميركي" فيما يتعلق بالملف السوري، وأشار إلى أنه أفاد رئيس النظام السوري بذلك، مضيفاً: "فيما يخص الملف السوري في قمة بوتين وبايدن، تم ترسيم إمكانية استمرار الحوار المباشر بين الطرفين حول الملف السوري"، وفق ما أورد موقع "روسيا اليوم".
واعتبر نائب رئيس الوزراء الروسي أن "فوز الأسد بالانتخابات الرئاسية مؤخراً رسالة أقوى لأعداء ومعارضي الحكومة السورية أن يأخذوا بعين الاعتبار خيار الشعب السوري، الذي دعم الرئيس الأسد بكل قوة وحماس"، وفق قوله.
وأعلن النظام السوري، نهاية مايو/ أيار، فوز الأسد بالانتخابات الرئاسية لولاية رابعة مدتها سبع سنوات، وذلك عقب عملية انتخابية كانت محسومةً لصالحه قبل أن تبدأ، من خلال تهديد الموظفين وطلاب الجامعات والسكان المحليين في مناطق سيطرته، وإجبارهم على انتخابه عن طريق قبضته الأمنية وسلطته العسكرية، بالإضافة للتلاعب والتزوير في عمليات التصويت.
وأضاف بوريسوف أن "روسيا تساعد سورية بإمدادات القمح والمشتقات النفطية، ومستعدة أيضاً لتقديم المزيد من المساعدات العسكرية والإنسانية، ونتمنى مع مرور الوقت أن يتحسّن الوضع في سورية لتنفيذ المشاريع ذات الأهمية الكبرى المتعلقة بإعادة الإعمار".
وهنأ الأسد بـ"فوزه" بالانتخابات الرئاسية نيابة عن القيادة الروسية. وأشار إلى أن "روسيا تعول على بدء الحكومة الجديدة في البلاد عملها في أقرب وقت، لا سيما أن حدة المشاكل التي تواجهها تتطلب حلولاً عاجلة".
ولفت إلى أن "موقف روسيا المبدئي الداعم لسيادة سورية ووحدتها وسلامتها الإقليمية وحق السوريين في تقرير مصيرهم، تماشياً مع قرار 2254 لمجلس الأمن الدولي"، كما شدد على "استعداد موسكو للمضي قدماً في مساعدة سورية على إعادة إعمارها".
وركز بوريسوف، في معظم تصريحاته خلال المؤتمر الصحافي، على عملية إعادة الإعمار السورية.
وتعتبر روسيا في موقع الجهة الأساسية التي تتولى جمع الأموال لإعادة الإعمار في سورية، وتحدث بوريسوف عن تخصيصها مليار دولار لإعادة الإعمار، إذ روجت للبدء بالعملية خلال "مؤتمر اللاجئين" الذي عُقد في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي برعايتها في العاصمة السورية، لكن المؤتمر واجه رفضاً أممياً وغربياً، باتهام النظام والروس بالمراوغة ولفت الأنظار عن الإشكاليات الحقيقية في الملف السوري، لا سيما إنجاز الحل السياسي.
ورغم ثناء المسؤول الروسي على الأسد عقب لقائه في دمشق، إلا أن تصريحاته حيال حصول تقارب روسي أميركي بخصوص الأزمة السورية تعتبر بمثابة تحضير الأسد لخيارات غير متوقعة من الروس، سيما أن الرئيس الأميركي شدد، خلال المؤتمر الصحافي عقب لقائه مع بوتين، على أن الأسد "شخص غير موثوق به"، مؤكداً: "قلت لبوتين لا يمكن الوثوق بالرئيس السوري بشار الأسد".
وربما تُقرأ زيارة نائب رئيس الوزراء الروسي لدمشق ولقائه الأسد على أنها تحمل رسائل مخرجات لقاء بوتين– بايدن فيما يخص الشأن السوري، والمراد من الأسد الالتزام به، لا سيما أن حديث بايدن مع بوتين في الشأن السوري تركز على الجانب الإنساني، والدفع باتجاه تمديد آلية إدخال المساعدات الأممية إلى سورية، والتي ستنتهي في العاشر من الشهر المقبل.
كما بحث الرئيسان ملفات أخرى حيال سورية، وأكد بايدن حينها أن "بوتين أعرب عن استعداده للتعاون في هذه الملفات".