مسؤول سوداني رفيع لـ"العربي الجديد": التطبيع مع إسرائيل "بات قريباً أكثر من أي وقت مضى""
أكد مسؤول سوداني رفيع المستوى، اليوم الخميس، أنّ التطبيع بين السودان وإسرائيل "بات قريباً جداً أكثر من أي وقت مضى"، وذلك في أعقاب المباحثات التي جرت أمس، الأربعاء، في الخرطوم بين مسؤولين سودانيين وإسرائيليين، بحضور أميركي.
وأوضح المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، أنّ الطائرة الإسرائيلية التي هبطت أمس، الأربعاء، في مطار الخرطوم، كان على متنها مسؤولون إسرائيليون وأميركيون، وهم أعضاء الوفد الذي شارك في المفاوضات التي رعتها دولة الإمارات، الشهر الماضي، والتي شارك فيها رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، ووزير العدل نصر الدين عبد الباري.
وأضاف أنّ الوفد الإسرائيلي الأميركي ناقش مع مسؤولين حكوميين سودانيين (لم يسمّهم)، الخطوات الأخيرة لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وبدأ كذلك النقاش بشأن تطبيع السودان مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي ذكر أنه "سيكون قريباً"، وأكد أن الوفد غادر مباشرة بعد اكتمال النقاشات.
ولم تصدر حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أي توضيحات بشأن التطورات الأخيرة وقابلتها بصمت تام.
وكشف موقع "وللا"، في وقت لاحق، أن الطائرة التي هبطت في السودان أقلَّت كلاً من القائم بأعمال المدير العام لديوان نتنياهو، رونين بيرتس، وموفد نتنياهو السري إلى العالم العربي، الذي يطلق عليه كنية "معوز"، وهو سبق أن شغل مساعد قائد قطاع الجنوب في جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك"، إلى جانب رئيس قسم الخليج وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض ميغيل كوريا، وآرييه ليتستون، مستشار السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان.
ورجح المعلق السياسي للموقع باراك رفيد، الذي أعد التقرير، أن يُعلَن في غضون الأيام القريبة التوصل إلى اتفاق على إنهاء "حالة الحرب" وتطبيع العلاقات بين الجانبين.
وذكر رفيد أن مستشاري ترامب ونتنياهو التقوا برئيس مجلس السيادة في السودان، عبد الفتاح البرهان ومسؤولين سودانيين آخرين.
وأشار إلى أن الوفد الأميركي الإسرائيلي المشترك استخدم طائرة "رجال أعمال" انطلقت من مطار بن غوريون في رحلة مباشرة إلى الخرطوم، وعادت إلى إسرائيل بعد ساعات.
قيادي بـ"الحرية والتغيير": التطبيع سيخلق اصطفافاً جديداً
إلى ذلك، قال كمال بولاد، مقرر المجلس المركزي لتحالف "قوى إعلان الحرية والتغيير" الحاكم، إنّ أي قرار بالتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي "سيخلق ارتباكاً في المشهد، ويشكل اصطفافات جديدة"، مشيراً إلى أنّ "التحالف ينتظر اتخاذ القرار بصورة نهائياً ليتخذ قراره".
وكانت أحزاب من التحالف، مثل "الشيوعي" و"البعث" و"الناصري" و"حزب الأمة"، قد أعلنت رفضها لتوجهات التطبيع.
وأوضح بولاد، لـ"العربي الجديد"، أنّ "(الحرية والتغيير) سبق أن قدم رؤيته بشأن العلاقة مع إسرائيل لرئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك، وذلك قبل زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، وملخصه أنّ الحكومة الانتقالية ليس لديها تفويض شعبي لاتخاذ قرار بهذا الحجم، ومع دولة ذات طبيعة عنصرية، وأن التحالف لا يزال على رأيه بعدم المضيّ في التطبيع إلا بعد الانتخابات، خصوصاً في ظل التعقيدات السياسية والاقتصادية التي تمرّ بها حكومة الثورة ذات التفويض المحدود".
وأضاف أنّ "الخطوات الأخيرة التي تناولتها وسائل الإعلام ستخلق اصطفافات متوازية، وتزيد من أعباء وتعقيدات المرحلة الانتقالية. وبحسابات الربح والخسارة، ستكون الخسارة فادحة"، وأكد أنّ "(الحرية والتغيير) ستخضع القرار لمناقشة كبيرة"، معرباً عن أمله في أن تفضي إلى "دعم المسيرة الانتقالية وتحقيق وحدة الصف".
بولاد: التحالف سبق أن أوضح لحمدوك أن الحكومة الانتقالية ليس لديها تفويض شعبي لاتخاذ قرار بهذا الحجم، ومع دولة ذات طبيعة عنصرية
وكان كل من وزير الإعلام ووزير الخارجية والمالية قد أكدوا، الثلاثاء، عدم الربط بين ملف إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وملف التطبيع.
وفي ساعة متأخرة من ليل أمس، الأربعاء، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية أنّ السودان وافق على تدشين علاقات تطبيع كاملة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأوردت الصحيفة، في تقرير نشره موقعها، أنّ القرار اتُّخذ في أعقاب المفاوضات التي أُجريت بين الإدارة الأميركية ومجلس السيادة والحكومة السودانية.
وأشار أرئيل كهانا، المراسل السياسي للصحيفة ومعد التقرير، إلى أنه بموجب اتفاق شامل، التزمت الولايات المتحدة إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب مقابل التطبيع مع إسرائيل.
ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية أنّ السودان وافق على تدشين علاقات تطبيع كاملة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي
وأكدت الصحيفة أنّ وفداً يضمّ مسؤولين إسرائيليين زار، أمس الأربعاء، الخرطوم، وضمّ مسؤولين كباراً من جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" ووزارة الخارجية.
ورجحت الصحيفة أن يكون الاتفاق النهائي على التطبيع قد جاء في أعقاب اتصال هاتفي ثلاثي جمع كلاً من الرئيس دونالد ترامب، ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان.
ولفتت إلى أنّ نتنياهو قطع، عصر أمس الأربعاء، اجتماعاً للمجلس الوزاري المصغر المكلف مواجهة تفشي وباء كورونا بسبب "طارئ قومي"، وهو ما فسره كهانا بأنه تطور متعلق بالتطبيع مع السودان.
ومن المفارقة أن وزير التعاون الإقليمي المنتمي إلى حزب "الليكود" أوفير أوكينوس، أكد أمس الأربعاء لإذاعة جيش الاحتلال، أنّ دولة عربية ستوقِّع على اتفاق تطبيع مع إسرائيل، مشدداً على أن الحديث ليس عن السودان تحديداً.