توقع مسؤول كبير في "حماس" التوصل إلى تهدئة في غزة، في غضون أيام، رغم دخول العدوان الإسرائيلي، اليوم الخميس، يومه الحادي عشر، مع توجيه الطيران ضربات جوية جديدة، وردّ المقاومة بإطلاق المزيد من الصواريخ.
وقال موسى أبو مرزوق، القيادي في "حماس"، في مقابلة مع قناة "الميادين" التلفزيونية اللبنانية: "أعتقد أنّ المساعي الدائرة الآن بشأن وقف إطلاق النار ستنجح... أتوقع التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال يوم أو يومين، ووقف إطلاق النار سيكون على قاعدة التزامن".
وكان مسؤولون في حركة "حماس" قد قالوا، لشبكة "سي أن أن" الأميركية، في وقت سابق، إنّ وقف إطلاق النار "وشيك، ربما في غضون 24 ساعة".
وقال قيادي في "حماس"، لـ "سي أن أن"، إنّ هناك "أجواءً إيجابية" حول المحادثات للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل "بفضل دعم أشقائنا المصريين والقطريين" الذين اقترحوا حلولاً مختلفة.
وأضاف المسؤول أنّ "المطالب العامة للشعب الفلسطيني لا تزال واضحة: إنهاء العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى وحيّ الشيخ جراح، ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وآلية إعادة إعمار غزة بعد التدمير الإسرائيلي". ولم يصدر أي تعليق من إسرائيل على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار محتمل.
وحثّ الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الأربعاء، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على السعي إلى "تهدئة"، تمهيداً للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وقال مصدر أمني مصري إنّ الجانبين وافقا من حيث المبدأ على وقف إطلاق النار بعد تدخل وسطاء، وإن كان التفاوض على التفاصيل ما زال يجري سراً.
وذكرت قناة "الجزيرة" أنّ مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، يلتقي في قطر مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية.
وفي السياق، قال قيادي في حركة "فتح" الفلسطينية، الأربعاء، إنّ هناك بوادر من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، خلال 24 ساعة. وأوضح القيادي، حسين حمايل، لوكالة "الأناضول"، أنّ هناك اتصالات وتحركات من جانب مصر وجهات أممية، لوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وأعرب عن أمله أن يؤدي ذلك إلى نتائج إيجابية، باتجاه رفع العدوان الإسرائيلي عن غزة. وشدد حمايل على أنّ الشعب الفلسطيني "سيواصل الدفاع عن الأرض والمقدسات، رغم الجرائم الإسرائيلية".
استمرار العدوان
ونفذت إسرائيل أكثر من 12 ضربة جوية على غزة، بعد منتصف الليل، منها ضربتان دمرتا منزلين في جنوب القطاع. وقال مسعفون إنّ أربعة أشخاص أصيبوا في ضربة جوية على بلدة خان يونس بجنوب قطاع غزة.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنّ طيرانه ضرب، في ساعة مبكرة اليوم الخميس، ما وصفها بأنه "وحدة لتخزين السلاح" في منزل مسؤول بـ"حماس" في مدينة غزة، وكذلك "بنية تحتية عسكرية في مقار إقامة" قادة آخرين في"حماس"، ومنها ما يقع في خان يونس.
وانطلقت صفارات الإنذار من الصواريخ، مبكراً اليوم الخميس، في بلدة بئر السبع بجنوب الأراضي المحتلة، وفي مناطق على الحدود مع غزة. ولم ترد تقارير عن حدوث خسائر في الأرواح أو الممتلكات.
ويقول مسؤولون فلسطينيون في قطاع الصحة إنه منذ بدء العدوان في العاشر من مايو/ أيار، سقط 228 شهيداً في القصف الجوي الإسرائيلي، الأمر الذي فاقم الوضع الإنساني المتدهور بالفعل في قطاع غزة. وذكرت السلطات الإسرائيلية أن عدد القتلى بلغ 12 في الأراضي المحتلة.
بايدن يسعى "لتهدئة كبرى"
أشاد نتنياهو مراراً بما وصفه بدعم الولايات المتحدة، حليف بلاده الأساسي، لحق إسرائيل في "الدفاع عن نفسها" في مواجهة الرد القادم من قطاع غزة الذي يقطنه مليونا فلسطيني تقريباً، لكن بايدن أبلغ نتنياهو في مكالمة هاتفية بأنّ الوقت قد حان للتهدئة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، للصحافيين، أمس الأربعاء، إنّ "الرئيس أبلغ رئيس الوزراء بأنه يتوقع تهدئة كبرى اليوم، تمهيداً لوقف إطلاق النار".
وسعت واشنطن وعدد من العواصم في المنطقة إلى وقف العدوان من خلال الدبلوماسية. ومن المقرر أن تجتمع الجمعية العامة للأمم المتحدة البالغ عدد أعضائها 193 عضواً، اليوم الخميس، لبحث الأوضاع بمشاركة عدد من الوزراء الأجانب، لكن من غير المتوقع أن تتخذ إجراء.
وقالت البعثة الأميركية في الأمم المتحدة إنها "لن تدعم أي تحركات تعتقد أنها تقوّض جهود التهدئة"، وذلك في معرض ردّها على سؤال بشأن مبادرة فرنسية لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي في هذا الصدد.
(رويترز، الأناضول، العربي الجديد)