قال مسؤول يمني رفيع، اليوم الأربعاء، إن الهجوم على الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً من بعض الأشقاء، وتدميرها بادعاء هيمنة "الإخوان المسلمين" عليها (حزب التجمع اليمني للإصلاح)، لم يعد ذا معنى هذا اليوم.
وتشير التصريحات التي وجهها رئيس مجلس الشورى اليمني، أحمد عبيد بن دغر، بشكل ضمني، إلى التقارب الإماراتي التركي، والزيارة التي قام بها في وقت سابق اليوم الأربعاء وليّ عهد أبوظبي محمد بن زايد لأنقرة، للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وذكر بن دغر أنه "لن ينطلي بعد اليوم أن الإخوان المسلمين خطر يوازي خطر الحوثيين، كما لم يعد مقبولاً تدمير الشرعية ونهج تقسيم اليمن لم يعد مبرراً بأي حال"، وفقاً لسلسلة تغريدات نشرها على حسابه الرسمي بموقع "تويتر".
وأضاف: "نحن جميعاً نحتاج إلى سياسات تغادر خصوماتنا التي شكلت سبباً أساسياً لخسائرنا أمام الحوثيين، وأمام إيران، لكن المسؤولية الأولى إنما تقع على عواتقنا نحن اليمنيين، عندما ندرك أن اليمن في وحدته ونظامه الجمهوري هو قضيتنا الأولى والكبرى والمركزية، وأنهما جوهر الصراع".
1-لم يعد الهجوم على الشرعية من بعض أشقائنا وتدميرها بادعاء هيمنة الإخوان المسلمين عليها (حزب الإصلاح) ذو معنى هذا اليوم، ولن ينطلي على الشعب اليمني بعد اليوم أن الإخوان خطرًا يوازي خطر الحوثيين، كما لم يعد مقبولًا تدمير الشرعية ونهج تقسيم اليمن مبررًا بأي حال.
— د. أحمد عبيد بن دغر (@ahmedbindaghar) November 24, 2021
وفيما أشار إلى تغير قواعد اللعبة في المنطقة واكتساب العلاقات بين الدول أبعاداً جديدة بحيث أصبح الجميع يخطب ود الجميع، شدد المسؤول اليمني على أنه لا يمكنهم في الحكومة الشرعية البقاء "مجرد صدى لهذه التحولات".
وتعكس التصريحات التي أطلقها رئيس مجلس الشورى اليمني نيات ونبرة مرتفعة للتعامل مع الانتقادات الحادة التي تلقتها الحكومة الشرعية طوال سنوات الحرب الماضية من مسؤولين وناشطين ووسائل إعلام إماراتية أو حلفاء أبوظبي في اليمن، تحت مبررات هيمنة حزب "الإصلاح" على القرار السياسي والعسكري في الحكومة.
وأدت الهجمة التي تبنتها أبوظبي بدرجة رئيسية، وانخرط فيها ناشطون ووسائل إعلام سعودية، إلى إضعاف موقف الحكومة الشرعية سياسياً وعسكرياً، الأمر الذي استفادت منه جماعة الحوثيين، وحققت من ورائه مكاسب مختلفة.
معارك عنيفة في مأرب
في الشأن العسكري، شهدت الأطراف الجنوبية لمحافظة مأرب النفطية، الأربعاء، معارك عنيفة بين الجيش اليمني ورجال القبائل من جهة، وجماعة الحوثيين من جهة أخرى، وسط غطاء جوي لمقاتلات التحالف الذي تقوده السعودية.
وقالت مصادر عسكرية حكومية، لـ"العربي الجديد"، إن جماعة الحوثيين حاولت تنفيذ محاولة تسلل جديدة في أطراف مديرية الجوبة ومنطقة ذنة، لكنها فشلت في تحقيق أي تقدم ميداني، بعد تعرض مجاميعها لهجوم ناري مكثف من قبل الجيش الوطني.
وفي الأطراف الغربية لمأرب، أعلن الجيش اليمني أن قواته أسقطت طائرة مسيرة لمليشيات الحوثي في أثناء محاولتها الاقتراب من مواقع عسكرية للقوات الحكومية، وفقاً لبيان صحافي.
#مارب
— المركز الإعلامي للقوات المسلحة #اليمن (@Yem_army_media) November 24, 2021
دفاعات الجيش تسقط طائرة مسيرة تابعة لمليشيا الحوثي الإيرانية أثناء محاولتها الاقتراب من مواقع عسكرية غرب مارب.
وأعلن التحالف الذي تقوده السعودية تنفيذ 15 عملية استهداف ضد مليشيات الحوثي في مأرب والبيضاء، وقال إنها أدت إلى تدمير 11 آلية ومقتل 95 عنصراً حوثياً، دون أن يتسنى لـ"العربي الجديد" التحقق من دقة تلك الأرقام.
ضربات جوية جديدة في صنعاء
وفي السياق أيضاً، شنت مقاتلات التحالف، مساء اليوم الأربعاء، سلسلة غارات جوية على أهداف عسكرية تابعة لجماعة الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، وذلك لليوم الثالث على التوالي.
وأعلن التحالف، في بيان نشرته وكالة "واس" السعودية، أن الضربات الجديدة استهدفت "معسكرات وأهدافاً عسكرية مشروعة"، بعد اتخاذ إجراءات وقائية لتجنيب المدنيين والأعيان المدنية الأضرار الجانبية، وفق البيان.
ولم يكشف التحالف على وجه الدقة عن طبيعة الأهداف، لكن جماعة الحوثيين أعلنت أن 3 غارات استهدفت منطقة النهدين جنوبي العاصمة صنعاء، وفقاً لقناة "المسيرة" الناطقة بلسان الجماعة.
ولا تعترف جماعة الحوثيين بالعدد الحقيقي لخسائرها البشرية جراء المعارك والغارات الجوية. وفي وقت سابق الأربعاء، أذاعت وسائل إعلام حوثية بيانات تشييع 22 عسكرياً في موكبين جنائزيين بصنعاء، في معدل يومي مرتفع يكشف ضراوة المعارك على الأرض.