وصل وفد إسرائيلي رفيع المستوى، برئاسة مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولتا، إلى القاهرة، صباح اليوم الأحد، لبحث مجموعة من الملفات "ذات الاهتمام المشترك" مع مصر، وذلك في زيارة تستبق الزيارة المرتقبة لرئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل إلى تل أبيب، نهاية الشهر الجاري.
ومن المقرر أن يبحث مستشار الأمن القومي الإسرائيلي والوفد المرافق له في القاهرة، خلال لقاء مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصري اللواء عباس كامل، مجموعة من الملفات، على رأسها الوضع في قطاع غزة، وآخر المستجدات على ضوء الاتصالات المصرية مع الفصائل الفلسطينية.
وبحسب مصادر مصرية خاصة، تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي سيبحث مجموعة من التطورات الأخيرة مع الجانب المصري في إطار وساطته مع فصائل قطاع غزة، وعلى رأسها تحركات جرت مؤخرا من جانب المقاومة، لافتة إلى أن هناك قلقا إسرائيليا من توسع "حماس" في استخدام الطائرات المسيرة.
وأوضحت المصادر أن مصر تلقّت مؤخرا اتصالات إسرائيلية قبل زيارة الوفد، حملت رسائل تحذيرية من إمكانية إشعال تلك الطائرات مواجهة جديدة مع المقاومة في غزة، مؤكدة أن هناك مخاوف في تل أبيب من طبيعة تلك الطائرات، وما إذا كانت مهمتها تجسسية فقط أم تحمل أجساما متفجرة.
كما أشارت المصادر إلى أن اللقاء من المقرر أن يتناول آخر ما توصلت إليه القاهرة بشأن مطلب إسرائيلي، في إطار صفقة الأسرى، يتعلق بأدلة خاصة بمصير جنودها المحتجزين لدى "حماس"، لافتة إلى أن الإسرائيليين قدموا طلبا في إطار محاولات تحريك الصفقة يقضي بتقديم "حماس" أدلة خاصة بمصير اثنين من الأسرى، وهما أرون شاؤل وهدار غولدن.
ولفتت المصادر إلى أن اللقاء سيبحث أيضا بعض الإجراءات الأمنية المتعلقة بالاتفاق الأخير الخاص بزيادة عدد القوات المصرية في رفح، كاشفة عن أن هناك بنودا أخرى ذات صلة باتفاقية كامب ديفيد محل دراسة بين الجانبين، من أجل إدخال تعديلات عليها، في ضوء التنسيق الأمني رفيع المستوى بين الجانبين في سيناء، ومنطقة الحدود المشتركة.
ورجحت المصادر تباحث الوفد الإسرائيلي مع المسؤولين في القاهرة بشأن الملف الليبي، وإمكانية تنسيق بعض المواقف المتعلقة به، على ضوء اللقاء الذي جمع حولتا مؤخرا بصدام نجل اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، والذي بحث في تل أبيب الحصول على الدعم الإسرائيلي لوالده في الانتخابات الرئاسية الليبية، من خلال تعديل موقف الإدارة الأميركية منه.
كما أشارات المصادر إلى أن الوضع في السودان سيكون حاضرا بقوة خلال اللقاء.
وكانت مصادر مصرية خاصة كشفت، في وقت سابق، لـ"العربي الجديد"، عن أن رئيس المخابرات المصرية عباس كامل سيطرح على رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينت، التصور المصري الذي رحبت به الفصائل، في إطار التسهيلات المقدمة لقطاع غزة خلال الفترة المقبلة، والذي يحتاج إلى موافقة إسرائيلية، لكون بعض إجراءاته تتعارض مع البنود الأمنية في اتفاقية "كامب ديفيد" الموقّعة بين الطرفين.
وأضافت المصادر المصرية أنه "فيما يخص صفقة الأسرى بين "حماس" والاحتلال الإسرائيلي، فإن مراحل الصفقة وتصورها الكامل جاهزة، وتنتظر الضوء الأخضر فقط من الجانب الإسرائيلي"، مضيفة أن "القاهرة أنهت التصور كاملًا في أعقاب اللقاءات المصرية الأخيرة بقيادة حركة "حماس"".