هاجم مستوطنون، مساء الخميس، العديد من المنازل في قرية برقة، شمال نابلس، شمال الضفة الغربية، في وقت تصدى الأهالي لتلك الهجمات، وسط اعتداءات أخرى على الفلسطينيين المارين في شارع نابلس جنين.
وفي السياق، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بوقوع 127 إصابة خلال المواجهات التي شهدتها برقة الخميس مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الناشط في المقاومة الشعبية ضرار أبو عمر، لـ"العربي الجديد"، إن نحو مائة مستوطن هاجموا بحماية قوات الاحتلال عدة منازل في أطراف قرية برقة، والقرية من مستوطنة (حومش) المخلاة، لكن الأهالي تصدوا لهم وأجبروهم على الانسحاب.
وتضررت بعض المنازل نتيجة رشقها بالحجارة من قبل المستوطنين، فيما صدحت مكبرات الصوت وناشدت الأهالي بضرورة التصدي للمستوطنين.
من جانب آخر، أشار أبو عمر إلى أن المستوطنين هاجموا مقبرة برقة الواقعة بين (حومش) والقرية، وحطموا 25 شاهد قبور في المقبرة.
إلى ذلك، تواصلت المواجهات مع قوات الاحتلال المستمرة منذ صباح الخميس، وحتى ساعات متأخرة من الليل، وفق أبو عمر، الذي حذر من إمكانية تجدد اعتداءات المستوطنين خلال الساعات القادمة، رغم بدء انسحاب المستوطنين من "حومش" مع وجود عدد منهم هناك، لكن المتحدث ذاته أكد أن الأهالي على درجة من اليقظة لصد أي اعتداء متوقع من المستوطنين.
نحو مائة مستوطن هاجموا بحماية قوات الاحتلال عدة منازل في أطراف قرية برقة، والقرية من مستوطنة (حومش) المخلاة، لكن الأهالي تصدوا لهم وأجبروهم على الانسحاب
وفي ساعات صباح الخميس، قمعت قوات الاحتلال مسيرة رافضة للاعتداء على برقة، ما أدى لاندلاع مواجهات لا تزال متواصلة، وسبق ذلك إغلاق قوات الاحتلال مداخل برقة لتأمين اقتحام آلاف المستوطنين لمستوطنة "حومش" المخلاة، وسط تحذيرات من خطورة العودة للاستيطان بالمستوطنة بعد أكثر من 16 عامًا على إخلاء المستوطنة.
في هذه الأثناء، أفاد مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس، أحمد جبريل، "العربي الجديد"، بأن طواقم الهلال تعاملت مع 127 إصابة في برقة حتى مساء اليوم، بينها 83 إصابة بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، و42 إصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وإصابتان اثنتان بحروق، كما جرى إسعاف طفلة أصيبت بحالة عصبية نتيجة هجوم للمستوطنين على منزلها.
إلى ذلك، تم استهداف سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر بقنبلة صوت، وجرى استهداف سيارة إسعاف لمستشفى النجاح الوطني بقنبلة غاز، وكان بين المصابين صحافي برصاصة مطاطية، فيما أصيب أحد الأطباء بالاختناق الشديد نتيجة استهداف سيارة إسعاف بقنبلة غاز.
وتأتي اقتحامات المستوطنين لمستوطنة "حومش" المخلاة بعد ثمانية أيام من مقتل مستوطن وإصابة اثنين آخرين بعملية إطلاق نار على مدخل المستوطنة، تبعتها سلسلة اعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم، خاصة في قرية برقة.
من جانب آخر، أفاد الناشط في مقاومة الاستيطان ضرار أبو عمر "العربي الجديد" بأن المستوطنين حاولوا اقتحام بلدة بزاريا القريبة، لكن الأهالي منعوهم وتصدوا لهم، كما حاولوا اقتحام مشتل في بلدة دير شرف شمال نابلس، والاعتداء على العمال فيه، لكنهم فشلوا في ذلك، ورشقوا منازل عدة قريبة من "حومش" من جهة بلدة سيلة الظهر القريبة بالحجارة.
إلى ذلك، أصيب المواطن الفلسطيني أحمد صالح حجة (50 عامًا)، مساء الخميس، بجروح في أنحاء جسده، بعد اعتداء المستوطنين عليه في قرية بزاريا شمال غرب نابلس، خلال عودته إلى منزله في قرية برقة، وجرى نقله إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي بمدينة طولكرم شمال الضفة، لتلقي العلاج.
في سياق آخر، أصيب طفلان، مساء الخميس، جراء انفجار جسم مشبوه في جبل صبيح ببلدة بيتا جنوب نابلس، ونقلا إلى مستشفى رفيديا الحكومي بمدينة نابلس.
من جهة ثانية، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال، قرب مدخل بلدة عزون، شرق قلقيلية، شمال الضفة الغربية، أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
على صعيد منفصل، جددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الخميس، قرار منع أمين سر حركة "فتح" إقليم القدس، شادي المطور، من دخول الضفة الغربية، لستة أشهر أخرى.
في سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الخميس، خربة الفارسية في الأغوار الفلسطينية وفتشت خيام الأهالي هناك، واقتحم مستوطنون خربة حمصة التحتا بالأغوار، وفق الناشط الحقوقي عارف دراغمة.
وأشار دراغمة إلى أن قوات الاحتلال تجري تدريبات عسكرية واسعة منذ أيام على مقربة من خيام الأهالي وأراضيهم الزراعية في مناطق الفارسية، والمالح، وعين الحلوة.
الرئاسة الفلسطينية تدين
في الأثناء، دانت الرئاسة الفلسطينية، في بيان صحافي، مساء الخميس، استمرار اعتداءات المستوطنين الإرهابية على أبناء الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها الاعتداءات الإرهابية المتواصلة من المستوطنين بحماية قوات الاحتلال التي يتعرض لها أهالي محافظات الشمال، وخاصة قرية برقة شمال غرب نابلس، والتي أسفرت عن إصابة أكثر من 125 مواطناً، عدا عن ترويع الأطفال وتخريب الممتلكات وقطع الطرق.
وحملت الرئاسة الفلسطينية "الحكومة الإسرائيلية مسؤولية استمرار اعتداءات المستوطنين الإرهابية، والتي في حال استمرارها ستؤدي لدخول المنطقة إلى مربع العنف والتوتر، وهو ما تسعى إليه دوائر التطرف في إسرائيل".