واصلت مجموعات كبيرة من المستوطنين، اليوم الأحد، اقتحاماتها المسجد الأقصى في شهر رمضان، بحماية قوات الاحتلال الخاصة.
وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن تلك الاقتحامات بدأت منذ صباح اليوم، وسط انتشار مكثف لقوات الاحتلال، التي أخرجت عدداً من الشبان والمرابطين من داخل الساحات.
وتأتي هذه الاقتحامات الواسعة بعد مصادقة شرطة الاحتلال على اقتحام الأقصى من قبل مجموعات كبيرة من المستوطنين اليوم، بتعليمات من وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير الليلة الماضية.
وكان بن غفير قد صرّح عقب صلاة الجمعة، أول أمس، أن "من حقّ" اليهود الوصول إلى جميع الأماكن في القدس.
وسبق اقتحامات هذا الصباح تشديد شرطة الاحتلال إجراءاتها على أبواب الأقصى، خاصة باب الأسباط، وحجز البطاقات الشخصية لعشرات الشبان، ومنع عشرات آخرين من الدخول، إضافة إلى اعتقال خمسة شبان ومنعهم من أداء صلاة الفجر.
يذكر أن قوات الاحتلال كانت قد اقتحمت، ليل أمس السبت، المصلى القبلي في المسجد الأقصى، وأخرجت المعتكفين من هناك بالقوة، واعتدت عليهم بالدفع والضرب، كما اعتقلت ثلاثة منهم.
ودفعت هذه الإجراءات رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الشيخ عكرمة صبري، إلى التحذير من الحملة المسعورة بحقّ المسجد ومعتكفيه.
وأكد صبري لـ"العربي الجديد" أن هذه الحملة بدأت في ساعة متأخرة من الليلة الماضية باقتحام المصلى القبلي وتدنيسه، والاعتداء على المعتكفين والمعتكفات وملاحقتهم، واعتقال عدد منهم، داعياً إلى الالتفاف حول المسجد وتكثيف الرباط فيه.
وتعليقاً على منع الاحتلال الاعتكاف واعتدائه على المعتكفين، قال المحامي خالد زبارقة لـ"العربي الجديد" إن "الاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك هو من الشعائر التعبدية الإسلامية التي يتقرب بها العبد إلى الله عز وجل، وخاصة في شهر رمضان، وهو حق شرعي وقانوني خالص، وليس منّة من الاحتلال وقواه المتطرفة".
وأضاف زبارقة: "ما حصل الليلة الماضية، من اقتحام قوات الاحتلال للأقصى وإفساد اعتكاف المسلمين بأمر من الوزير المتطرف بن غفير، يدعو إلى الاستهجان، ومحاسبة الجهات الرسمية التي تماهت مع مخططات الاحتلال، وخاصة عندما يجري الحديث عن سكوت الأردن، باعتبارها تحمل أمانة الوصاية والحماية للأقصى باسم الأمة الإسلامية". وتساءل: "هل منع المسلمين من الاعتكاف في المسجد الأقصى والسماح لليهود باقتحامه منذ بداية شهر رمضان هو أحد التفاهمات التي توصلت لها المملكة في اجتماع العقبة واجتماع شرم الشيخ الأخير؟".
وأكد زبارقة أن "المعلومات التي ترد من الميدان تفيد بدور أردني رسمي في تمرير إخراج المعتكفين، وتسهيل اقتحام المستوطنين، وهذا يعتبر مساساً صارخاً بقدسية الأقصى الدينية، وانتهاكاً واضحاً للوضع القائم فيه، وتفريغاً للوصاية الهاشمية من مضمونها، والتأسيس لشرعية تلمودية في الأقصى، وإضعاف القدسية الإسلامية فيه، والتماهي والانسجام مع الرواية التهويدية للاحتلال في الأقصى".
وعبر المتحدث ذاته عن قلقه من هذه التطورات، وقال إن "القراءة المتأنية لمآلات الأحداث في الأقصى تقودنا إلى القلق الشديد على قدسية الأقصى وهويته الإسلامية، وحقنا الديني والتاريخي فيه، وهذا يتطلب من الأردن توضيحات بشأن الدور الذي ظهرت مؤشراته الليلة الماضية".