الفلسطينيون يعتزمون تقديم قرار للأمم المتحدة يكرس مطلب المحكمة لإسرائيل بإنهاء الاحتلال

23 اغسطس 2024
رياض منصور يتحدث خلال اجتماع ناقش القضية الفلسطينية بمجلس الأمن ، 25 مارس 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **خطط الفلسطينيين لتقديم قرار إلى الأمم المتحدة**: يعتزم الفلسطينيون تقديم قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، يستند إلى حكم محكمة العدل الدولية الذي يعلن أن وجود إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 غير قانوني، بهدف إنهاء الاحتلال.

- **ردود الفعل الإسرائيلية والدولية**: ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي بالرأي غير الملزم لمحكمة العدل الدولية، بينما اقترحت روسيا تبني قرار جديد بشأن وقف إطلاق النار في غزة، منتقدة الولايات المتحدة.

- **التوترات الدبلوماسية والإجراءات الإسرائيلية**: أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي رفضه لقيام دولة فلسطينية، واتخذ إجراءات بقطع العلاقة مع القنصلية الإسبانية في القدس، بينما دعا الرئيس الفلسطيني زعماء العالم لزيارة غزة.

أعلن الفلسطينيون، أمس الخميس، أنهم يخططون لتقديم قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل، يكرس الحكم الشامل الأخير الذي أصدرته محكمة العدل الدولية والذي أعلن أن وجود دولة الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 غير قانوني ويحدد إطاراً زمنياً لإنهائه.

وأبلغ السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بأنّ القرار، الذي لن يكون ملزماً قانوناً، ضروري لتحفيز نهاية الاحتلال الإسرائيلي. وقال: "لقد سئمنا الانتظار. لقد انتهى وقت الانتظار".

وأصدرت محكمة العدل الدولية في 19 يوليو/ تموز الفائت إدانة شاملة غير مسبوقة لحكم إسرائيل على الأراضي التي احتلتها قبل 57 عاماً. ودعت إلى إنهاء الاحتلال ووقف بناء المستوطنات على الفور. واستولت إسرائيل على الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة في حرب عام 1967. ويسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولة مستقلة في هذه المناطق الثلاث.

ولم يشر السفير الإسرائيلي داني دانون، الذي تحدث إلى المجلس بعد منصور، إلى خطة الفلسطينيين أو إلى حكم المحكمة. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ندد بالرأي غير الملزم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية، قائلا إن الأراضي جزء من الوطن التاريخي للشعب اليهودي.

وشدد نتنياهو في بيان على أنّ "الشعب اليهودي ليس محتلاً لأرضه، ولا لعاصمتنا الأبدية القدس ولا لأرض أجدادنا في يهودا والسامرة. لن يشوه أي قرار خاطئ في لاهاي هذه الحقيقة التاريخية، وعلى نحو مماثل لا يمكن الطعن في شرعية الاستيطان الإسرائيلي في جميع أراضي وطننا"، على حدّ زعمه.

وقالت المحكمة إن الجمعية العامة ومجلس الأمن، حيث تمتلك الولايات المتحدة، الحليف القوي لإسرائيل، حق النقض (الفيتو) فيه، يجب أن ينظرا في "وسائل دقيقة" لإنهاء وجود إسرائيل في تلك الأراضي.

ولم يكشف منصور عن الإطار الزمني الذي يخطط الفلسطينيون لتضمينه في قرار الجمعية العامة. وقال إن القرار سيكون "خطوة مهمة" نحو حل الدولتين اللتين تعيشان جنباً إلى جنب في سلام.

وصرّح نتنياهو، الذي يقود حكومة يمينية متطرفة تعارض الدولة الفلسطينية، مراراً بمعارضته لحل الدولتين، الذي تدعمه الولايات المتحدة وتدعو أغلب دول العالم إليه لحل الصراع المستمر منذ أكثر من 76 عاماً. وقال إن الدولة الفلسطينية ستصبح منصة إطلاق للهجمات على إسرائيل.

كما أخبر منصور المجلس بأنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن عن نيته زيارة غزة ودعا زعماء العالم والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس وزعماء الدول الخمس عشرة الأعضاء في مجلس الأمن للانضمام إليه. وقال منصور إنه يريد منهم "أن يروا بأنفسهم الأهوال التي يتحملها شعبنا" وأن يطالبوا بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة والمستمرة منذ ما يقرب من 11 شهراً.

وزير خارجية الاحتلال: لن نسمح بقيام دولة فلسطينية

في موازاة ذلك، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، إنّ تل أبيب "لن تسمح بقيام دولة فلسطينية". وزعم كاتس في منشور على منصة إكس، أن "إيران وحماس سيطرتا على القضية الفلسطينية". وادعى أن "الدولة الفلسطينية تعني وجود قاعدة إيرانية في غزة والضفة الغربية، تماما كما هو الحال في لبنان واليمن وسورية والعراق، ما يهدد المراكز السكانية ومسارات الطيران وطرق الشحن والمراكز الاقتصادية في إسرائيل". وتابع وزير الخارجية الإسرائيلي: "لا يمكننا السماح بحدوث هذا".

وفي مايو/ أيار الفائت، أعلن يسرائيل كاتس أنه قرر "قطع العلاقة" بين القنصلية الإسبانية في القدس والفلسطينيين ومنع القنصلية الإسبانية العامة في القدس من تقديم خدماتها للفلسطينيين، رداً على اعتراف إسبانيا بدولة فلسطين.

واعتبر هذا الإجراء غير مسبوق في العلاقات الدبلوماسية لإسرائيل مع الدول التي لها قنصليات عامة في القدس. ولم يسبق أن لجأت إسرائيل إلى مثل هذا الإجراء بما في ذلك عندما اعترفت السويد بفلسطين في أكتوبر/ تشرين الأول 2014.

روسيا تقترح تبني مجلس الأمن قراراً جديداً بشأن غزة

إلى ذلك، قال نائب الممثل الدائم لروسيا في الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، إن موسكو تقترح تبني مجلس الأمن الدولي قراراً جديداً بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لأن القرار الذي اقترحته واشنطن ووافق عليه المجلس لم ينفذ. وفي حديثه أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن المنطقة، أمس الخميس، انتقد بوليانسكي الولايات المتحدة لمحاولتها تنفيذ خطة لمحادثات وقف إطلاق النار في غزة، تختلف عن القرار الأصلي 2735 الذي تم التصويت عليه في المجلس. وفي 10 يونيو/ حزيران الماضي، تبنى مجلس الأمن مشروع قرار أميركياً يحمل رقم 2735، ينص على وقف إطلاق نار دائم والانسحاب التام للجيش الإسرائيلي من غزة، وتبادل الأسرى، وإعادة الإعمار، وعودة النازحين، ورفض أي تغيير ديمغرافي في القطاع.

وأضاف بوليانسكي: "تصر إسرائيل الآن على إبقاء فكرة الوجود العسكري بغزة، بما في ذلك سيطرتها على المعبر مع مصر ومحور فيلادلفيا، وكما نلاحظ أن مثل هذا التغيير في معالم الاتفاق هو أمر تعارضه بشدة دول في المنطقة". من جهة أخرى، تساءل بوليانسكي "من الذي تتصرف (واشنطن) نيابة عنه عبر الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق يختلف عن الأصل؟"، معرباً عن خيبة أمله لعدم إحراز مجلس الأمن تقدماً في وقف إطلاق النار بغزة، كما تم الاتفاق عليه في يونيو/ حزيران الماضي.

ولفت المسؤول الروسي إلى أن "مجلس الأمن لم يوافق قط على أي اتفاق تمت صياغته بهذه الطريقة"، في معرض انتقاده مسار مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية التي لا تتناسب مع القرار الأممي 2735. واتهم بوليانسكي، في كلمته، الولايات المتحدة بـ"تغيير معالم" مقترح وقف إطلاق النار المتفق عليه لمصلحة إسرائيل، مضيفاً أن "الجانب الأميركي لم يكلف نفسه عناء شرح ماهية هذه التغييرات". كما اتهم إسرائيل بعرقلة إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وأكد أن العمليات الحالية للجيش الإسرائيلي تسببت في مستوى "غير مسبوق" من الوفيات والدمار بين المدنيين وأن هذا "خروج كامل على القانون". وتابع: "الحقيقة هي أن واشنطن تحتجز المجلس كاملاً رهينة منذ عشرة أشهر، وتهدد باستخدام حق النقض (الفيتو)، ولذا تمنعنا من اتخاذ قرارات صارمة وواضحة بشأن القضية الفلسطينية ووقف إطلاق النار أو دفع عملية السلام في غزة".

وأكمل: "إذا لم يتم تنفيذ القرار، فلنصدر وثيقة جديدة تبعث برسالة مفادها أن الذين يخالفون القرار سيواجهون بالتأكيد عواقب أفعالهم، ودعونا نتخذ قرارنا بالتنفيذ، إذ سيساعد ذلك على وقف العنف بغض النظر عن أهواء أي طرف في الصراع".

(أسوشييتد برس، الأناضول، العربي الجديد)