عمّت المسيرات شوارع وميادين مدن وبلدات عدة بالضفة الغربية فجر اليوم الثلاثاء، استجابة لنداء أطلقته مجموعة "عرين الأسود"، وتخللتها تكبيرات وهتافات مؤيدة للعرين ومبايعة لها، بينما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق نابلس شمال الضفة منذ الثاني عشر من الشهر الجاري، كما نفذت قوات الاحتلال عمليات اعتقال بالضفة.
ودعت "عرين الأسود" وهي مجموعة تقاوم الاحتلال، تحت عنوان "هذا بيان للنفير"، كل مواطن يستطيع حمل السلاح أو القتل بأي وسيلة أن يكون على أتم الجاهزية، داعية الفلسطينيين للخروج على أسطح المنازل في تمام الساعة 12:30 بعد منتصف الليل، وإطلاق التكبيرات.
وشهدت مدينة نابلس وقفة ومسيرة بميدان الشهداء وسط المدينة، تخللتها تكبيرات وهتافات مؤيدة ومبايعة لـ"عرين الأسود"، استجابة لنداء أطلقته العرين، وفق ما أكده الصحافي محمد أبو ثابت لـ"العربي الجديد".
شاهد| المئات يلبون نداء #عرين_الأسود ويطلقون التكبيرات وسط مدينة نابلس pic.twitter.com/tqNlHvHfcX
— فلسطين أون لاين (@pl24online) October 18, 2022
وفي بلدتي حوارة وبيتا جنوب نابلس، انطلقت مسيرة مركبات جابت شوارع البلدتين، كما أطلقت مكبرات الصوت في المساجد تكبيرات ونداءات مبايعة للعرين، وأشعل الشبان الإطارات المطاطية على مدخل بيتا من جهة الشارع الرئيس في بلدة حوارة، وفق ما أكده الكاتب مجدي حمايل لـ"العربي الجديد".
كذلك، سُجلت تحركات مؤيدة لـ"عرين الأسود"، في كلّ من مدينة ومخيم جنين، وميدان المنارة وسط الضفة، والمدخل الشمالي لمدينتي رام الله والبيرة، ومخيم الجلزون وبلدات سلواد وعبوين وعارورة بمحافظة رام الله، والخليل، ومخيم العروب، وبلدة بيت أمر شمال الخليل، وكذلك مدينة طوباس شمال شرق الضفة، ومدينة طولكرم شمال الضفة وبلدة بيت ليد شرق طولكرم، ومخيم الدهيشة في بيت لحم جنوب الضفة، ومدينة قلقيلية شمال الضفة، وأحياء بمدينة القدس وبلدات عناتا وأبو ديس والعيزرية ومخيم شعفاط.
قوات الاحتلال تواصل حصار نابلس
على صعيد آخر، تواصل قوات الاحتلال حصار مدينة نابلس منذ الثاني عشر من الشهر الجاري، وكان أشدها اليوم الثلاثاء وأمس الإثنين، حيث شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها على الحواجز المحيطة في المدينة، وتواصل منع دخول بلدتي بيت دجن وبيت فوريك شرق نابلس سوى لسكانها، وفق ما أكده الصحافي محمد أبو ثابت لـ"العربي الجديد".
بدوره، أكد الصحافي والناشط في مجال متابعة الطرق جهاد ياسين لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال تغلق عدداً من الحواجز المحيطة إما باتجاه القادمين إلى نابلس أو الخارجين منها، وسط إجراءات مشددة، وتغلق بعض الحواجز بشكل كامل، كما تواصل إغلاق مدخل قرية دير شرف شمال غرب نابلس بالسواتر الترابية منذ أسبوع.
إلى ذلك، أصيب 5 صحافيين مساء الإثنين، خلال اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي، على طاقم تلفزيون فلسطين، بالقرب من مدخل قرية دير شرف المغلق شمال غرب نابلس ما أدى لإصابتهم، كما تجمع مستوطنون على المدخل الشمالي لمدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله، وسط اعتداءات هناك.
واعتدى مستوطنون بحماية قوات الاحتلال على 7 شبان بعد احتجازهم قرب مستوطنة حلميش المقامة على أراضي الفلسطينيين شمال غرب رام الله، وهاجم مستوطنون آخرون مركبات الفلسطينيين بالحجارة قرب قرية الطيبة شمال شرق رام الله.
في سياق منفصل، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة عناتا شمال شرق القدس، ترافقها قوات خاصة وطائرة استطلاع، وسط اندلاع مواجهات مع الشبان، ودهمت منزل عاطف التميمي، عم الشاب عدي التميمي المطارد من قبلها والمتهم بتنفيذ عملية إطلاق النار على الحاجز العسكري المقام على مدخل مخيم شعفاط المجاور، لكنها فشلت بذلك، واعتقلت عمّه وكذلك الشاب أحمد طه.
مواجهات في شعفاط
في غضون ذلك، اندلعت مواجهات بين أهالي مخيم شعفاط وجنود الحاجز المقام على مدخل المخيم، بعد إغلاق الحاجز وإعاقة تنقل المواطنين، ما تسبب في تكدس مئات المركبات، واضطرار التلاميذ للوصول إلى مدارسهم لقطع الحاجز مشياً على الأقدام.
كما اعتقلت قوات الاحتلال أربعة شبان وفتاة من القدس، واعتقلت شاباً من بلدة كوبر شمال غرب رام الله، واعتقلت شاباً آخر من مخيم الجلزون شمال رام الله، وشاباً من قرية بيت سيرا غرب رام الله، وشاباً من مدينة الخليل، علاوة على اعتقال شاب من بلدة قباطية جنوب جنين، بالتزامن مع اندلاع مواجهات واشتباكات مسلحة، كما اعتقلت شاباً من قرية رمانة غرب جنين، واندلعت مواجهات مع الاحتلال في محيط حاجزي الجلمة المقام شمال شرق جنين وسالم المقام غرب جنين.
كذلك، اعتقلت قوات الاحتلال شابين من مدينة البيرة و3 شبان من بلدة حوسان غرب بيت لحم جنوب الضفة، إضافة لاعتقال طالب مدرسة أمس، من مدينة الخليل، بالتزامن مع استهداف مدرسة طارق بن زياد في المدينة بقنابل الغاز السام المسيل للدموع، ما أوقع إصابات، كما تم اعتقال مرابطة لدى خروجها أمس، من المسجد الأقصى.
وأصيب فلسطينيون بحالات اختناق بالغاز السام المسيل للدموع، مساء الإثنين، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، في قرية حارس، شمال غرب سلفيت شمال الضفة.
من جانب آخر، أخطرت قوات الاحتلال بإزالة نحو 30 ألف شجرة حرجية مزروعة ضمن محمية رعوية على مساحة 1600 دونم في منطقة عاطوف جنوب شرق طوباس شمال شرق الضفة، وفق تصريحات لمسؤول ملف الأغوار بمحافظة طوباس معتز بشارات.
المستوطنون يستأنفون اقتحاماتهم للأقصى
على صعيد منفصل، استأنف المستوطنون اقتحاماتهم لباحات المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال، فيما أكدت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن أعداد المقتحمين لباحات الأقصى خلال الأعياد اليهودية وصلت إلى أكثر من خمسة آلاف مستوطن، وهو عدد كبير.
ووفق المصادر، فقد بات واضحاً خلال تلك الاقتحامات أداء طقوس تلمودية، وخصوصاً في المنطقة الشرقية من المسجد، وسط خشية من استهدافها والسيطرة الكاملة عليها، كما جرى الاعتداء على المرابطين والمرابطات واعتقال عدد منهم وإبعادهم عن الأقصى.
وأدى عشرات المستوطنين، مساء الإثنين، طقوساً تلمودية في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى، ونفذوا أعمال عربدة، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.