استمع إلى الملخص
- تصريحات قوية من قيادات تونسية ضد الاحتلال الإسرائيلي والأنظمة العربية المتفرجة، مؤكدين على جنون الاحتلال وصمود الشعب الفلسطيني، وضرورة التصعيد والضغط لدعم القضية الفلسطينية.
- أهمية الوحدة والتضامن في مواجهة العدوان الإسرائيلي مع التأكيد على دور الحراك الشعبي في تحقيق نقطة تحول لوقف الحرب والعدوان، بمشاركة أعضاء من المجتمع المدني والاتحاد العام التونسي للطلبة.
شارك مواطنون تونسيون وسياسيون ومنظمات وطنية وحقوقيون، مساء اليوم الاثنين، في مسيرات في مدن تونسية تنديداً بالحرب على غزة، ولا سيما مجزرة رفح. وأكد المحتجون أن المقاومة الفلسطينية ستنتصر وأن "العدوان هو نتيجة خيبة العدو وانتصارات المقاومة". وجابت مسيرات عدة الشوارع التونسية، في صفاقس وسوسة وبنزرت وجرجيس وغيرها من المدن، تنديداً بالمجزرة الجديدة التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي أمس على خيام النازحين في رفح وراح ضحيتها عشرات الشهداء والمصابين.
وقال الأمين العام لحزب "العمال"، حمة الهمامي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "مجزرة رفح تعبّر عن جنون هذا المحتل بعد نجاح عملية المقاومة"، مؤكداً أن "هذا دليل على أن المقاومة بخير وأن الشعب الفلسطيني رغم كل المجازر لا يزال صامداً". وأضاف الهمامي "العار كل العار على بعض الأنظمة العربية التي تتفرج ولا تتحرك، لأن مصالحها مرتبطة ارتباطاً عضوياً بالدول الإمبريالية"، لافتاً إلى أن "المسؤولية تلقى اليوم على عاتق الشعوب العربية للتحرك وغلق السفارات الأجنبية ببلدانها". وتابع "المطلوب مزيد من التعبئة، لأن الشعب الفلسطيني يحتاج هذا الدعم وهو يقاوم للشهر الثامن على التوالي، ولا بد من مزيد من الضغط على الحكام لتجريم التطبيع".
من جهته، قال الأمين العام المساعد بالاتحاد العام التونسي للشغل، سمير الشفي، إن "سياسة الكيان الصهيوني تأسست على العدوان وتزييف الحقائق والتاريخ"، مؤكداً في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "مجزرة رفح تأتي بعد العملية الأخيرة التي نفذتها المقاومة بأسر عديد من الصهاينة". وأضاف الشفي أن "رد الفعل يعكس همجية العدو، واللوم على الأنظمة العربية التي سلّمت القضية، وما حصل ما كان ليكون لولا الدعم الأميركي إزاء كل ما يرتكب من حرب إبادة"، مشيراً إلى أن "الجماهير في الشوارع العربية لا تملك سوى التصعيد والضغط على النظام الرسمي العربي لكي يعالج خيباته ويدافع عن الحد الأدنى مما تبقى من شرف"، مشدداً في الآن نفسه "هذا الصراع لن يحسم إلا بانتصار المقاومة".
مئات التونسيين يتظاهرون في العاصمة، تنديدا بقصف الاحتلال خيام النازحين في رفح#تونس@DaassiWissem pic.twitter.com/qNEqJQarBI
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 27, 2024
أما عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للطلبة، لؤي الطرابلسي، فقال في تصريح لـ"العربي الجديد" إن "على الجميع أن يكونوا صفاً واحداً وكلمة واحدة إزاء ما يحصل من عدوان"، مضيفاً "مهما كانت الاختلافات والتوجهات فإن الشعار يجب أن يكون واحداً ضد هذا الطغيان والجبروت الذي يمارس ضد الشعب الفلسطيني". واعتبر أن "ما جعل إسرائيل تصل إلى هذا الجبروت هو التشتت الحاصل"، مبيناً أنه "لا بد من توحيد الجهود شباباً وشيوخاً ونساء". وأضاف أن "التصعيد الذي حصل في رفح عار على العرب والمسلمين، ورفع الشعارات لا يكفي بل مطلوب النزول إلى الشارع".
وترى المواطنة والناشطة بالمجتمع المدني، فاطمة جغام، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه "من الواضح أن التصعيد الذي حصل هو محاولة لإنهاء الحرب، ومثلما تحرك الشارع العربي والعالمي فإن رفح ستكون نقطة تحول مهمة ولا بد من إيقاف الحرب ولا يكفي التنديد عن بعد بمجزرة رفح، إذ لا بد من النزول إلى الشارع بكثافة".
ومساء أمس، استشهد 45 فلسطينياً وأصيب العشرات، أغلبهم أطفال ونساء، في قصف إسرائيلي استهدف خيام النازحين في منطقة تل السلطان شمال غرب رفح، رغم أنها كانت ضمن المناطق التي زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنها "آمنة ويمكن النزوح إليها". ولاقت مجزرة رفح إدانات واسعة، علماً أنه منذ بدء العدوان على غزة، عمل الاحتلال على توجيه الفلسطينيين إلى مناطق يصنفها آمنة لكن النازحين لا يسلمون من القصف والتجويع في القطاع الذي لم يعد فيه أي مكان آمن بإقرار الأمم المتحدة نفسها.