مسيرة الأعلام الاستيطانية في القدس.. الاحتلال يشدّد إجراءاته الأمنية

04 يونيو 2024
يمينيون إسرائيليون يحملون الأعلام بالبلدة القديمة، القدس 18 مايو 2023 (أمير ليفي/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شرطة الاحتلال الإسرائيلي تقوم بتأمين مسيرة الأعلام السنوية في القدس المحتلة، مع مشاركة عشرات الآلاف من الإسرائيليين، أغلبهم من مستوطني الضفة الغربية والقدس، ونشر أكثر من ثلاثة آلاف شرطي وجندي.
- المسيرة تشمل مرورًا من مناطق رئيسية وتضمن مشاركة وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، مما يثير استفزاز المقدسيين بسبب تاريخه من العنصرية والتطرف.
- تأثير المسيرة سلبي على السكان والتجار في القدس القديمة، مع إغلاق المحلات وزيادة التوتر. الشبان المقدسيون يواجهون تحديات بسبب حملات الاعتقال والقمع من قبل قوات الاحتلال.

استكملت شرطة الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها وتدابيرها الأمنية المشددة في القدس المحتلة استعداداً لخروج مسيرة الأعلام في محيط البلدة القديمة بالقدس المحتلة، المقررة يوم غد الأربعاء، بمناسبة احتلال القطاع الشرقي من مدينة القدس في حرب يونيو/حزيران 1967 وضمه للقطاع الغربي من المدينة المقدسة، الذي احتل عام 1948، ويشارك في المسيرة السنوية عشرات الآلاف من الإسرائيليين، غالبيتهم من مستوطنات الضفة الغربية والقدس، ممن ينتمون إلى تنظيم "شبيبة التلال" اليميني المتطرف.

وفي إطار تدابيرها الأمنية قررت شرطة الاحتلال نشر أكثر من ثلاثة آلاف شرطي وجندي والمئات من عناصر الحرس المدني لحماية المشاركين في المسيرة، كما قررت شرطة الاحتلال اعتباراً من ظهيرة يوم غد الأربعاء إغلاق الطريق من منطقة باب العامود إلى باب الساهرة، مقابل مركز الشرطة، نحو متحف روكفلر اعتباراً من الساعة الثالثة من بعد الظهر حيث سيكون شارع السلطان سليمان مغلقاً كلياً بالإضافة لمنطقة باب العامود، وفي هذا الإطار جهزت شرطة الاحتلال المئات من الحواجز الحديدية لاستخدامها في إغلاق محاور الطرق حول البلدة القديمة خاصة عند الخط الفاصل بين شطري المدينة الغربي والشرقي المحتلين.

وتنطلق المسيرة في الساعة الرابعة، الأربعاء، من منطقة فندق الملك جورج وماميلا وصولاً إلى التجمع الرئيسي في ميدان صفرا (بلدية القدس) في القطاع الغربي من المدينة، ومن هناك باتجاه باب العامود حيث يتوقع إجراء الرقصة الاستفزازية المركزية بحدود الساعة السادسة مساء وفي الساعة السابعة تتركز المسيرة في حائط البراق لتلتقي بمسيرة أخرى للمستوطنات (الإناث) قادمة من باب الخليل / الحي الأرمني.

ومع إعلان وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، نيته المشاركة في المسيرة وتأكيده أنها ستتوقف في باب العامود، يرى المقدسيون أن هذا الإعلان يشكل تحدياً واستفزازاً لمشاعرهم لما عهدوه منه من عنصرية وتطرف واعتداء عليهم كما كان عليه الحال في الشيخ جراح في الماضي حيث قاد بن غفير بنفسه مجموعات من أتباعه.

وفي البلدة القديمة من القدس قامت عناصر من شرطة الاحتلال بإخطار أصحاب المحال التجارية في معظم أسواق المدينة المقدسة خاصة في شارع الواد، والقطانين، وخان الزيت، والعطارين، وسوق الحُصُر بإغلاق محلاتهم بالتزامن مع بدء انطلاق المسيرة تحسباً لتعرضهم لاعتداءات من قبل المشاركين في المسيرة وغالبيتهم من الفتية الأغرار ومن عناصر يمينية متطرفة. وسبق ذلك قيام طواقم من الضريبة وبلدية الاحتلال بحملة دهم للمحال التجارية في أسواق البلدة القديمة، تخللتها مصادرة بضائع وبسطات وتحرير مخالفات على العديد من أصحاب المحال وتسليمهم إشعارات بمراجعة سلطات الضريبة والبلدية.

وكانت مجموعات كبيرة من المستوطنين بدأت اعتباراً من ظهيرة اليوم الثلاثاء بالتوافد إلى المدينة المقدسة بمسيرات رافعةً أعلام دولة الاحتلال، لتتجمع لاحقاً في الساحات والحدائق العامة والأسواق القريبة من موقع انطلاق المسيرة غداً في "ميدان سفرا" في القدس الغربية، كما شوهدت عشرات الحافلات قادمة من مستوطنات في الضفة الغربية تقلّ أعداداً كبيرة من المستوطنين للمشاركة في مسيرة الغد بحماية دوريات عسكرية وشرطية.

وعادة ما يحتشد المئات من الشبان المقدسيين كل عام بهذه المناسبة في محيط البلدة القديمة خاصة في باب العامود وسوق المصرارة غرباً للتصدي للمسيرة والتأكيد على انتماء القدس لفلسطين، وتتم مهاجمتهم من قبل شرطة الاحتلال بالإضافة لوقوع اشتباكات بالأيدي بين الشبان ومجموعات منفلتة من المستوطنين الذين ينفذون اعتداءاتهم على مرأى من قوات الاحتلال.

بيد أن هذا العام قد يكون مختلفاً في ما يتعلق بحجم تصدي الشبان المقدسيين لهذه المسيرة بالنظر إلى حملات الاعتقال الواسعة التي طاولت مئات النشطاء المقدسيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والقمع العنيف الذي تتعرض له أعداد كبيرة من الشبان خلال احتجازهم للتدقيق في بطاقاتهم الشخصية. في وقت إن مشاركة بن غفير العلنية بمسيرة العام الحالي وربما انضمام وزير المالية سموتريتش لاحقاً ووزراء يمينيين آخرين للمسيرة سيضفي أجواء مشحونة وتحدياً واستفزازاً غاية في الخطورة.

المساهمون