مسيرة حاشدة بالرباط دعماً لغزة ولبنان في ذكرى "طوفان الأقصى"

06 أكتوبر 2024
جانب من المسيرة الحاشدة التي شهدتها مدينة الرباط، 6 أكتوبر 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- شهدت الرباط مسيرة حاشدة دعماً لغزة ولبنان ورفضاً للتطبيع مع إسرائيل، نظمتها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين والجبهة المغربية، ورفعت شعارات تندد بالاحتلال الإسرائيلي.
- شاركت في المسيرة أطياف سياسية ومدنية متنوعة، بما في ذلك قيادات من الأحزاب اليسارية والإسلامية، ووقّع المشاركون بياناً يندد بالجرائم الإسرائيلية ويطالب بتدخل دولي.
- تأتي المسيرة ضمن سلسلة فعاليات تضامنية في المغرب منذ معركة "طوفان الأقصى"، تأكيداً على دعم المقاومة ورفض التطبيع.

تظاهر آلاف المغاربة، اليوم الأحد، في مسيرة حاشدة بقلب العاصمة الرباط، دعماً لغزة ولبنان والمقاومة، وتنديداً بجرائم الاحتلال الإسرائيلي، ورفضاً للتطبيع، في الذكرى السنوية الأولى لانطلاق معركة "طوفان الأقصى". وسار آلاف المتظاهرين الذين أتوا من مناطق مختلفة من المغرب، من باب الأحد التاريخي إلى شارع محمد الخامس في وسط العاصمة تحت شعار "طوفان الأقصى حتى تحرير فلسطين وإسقاط التطبيع - وفاءً للمقاومة والشهداء"، بدعوة من مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" (تضم تمثيليات مختلف الأحزاب المغربية وحركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية)، و"الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع (مكونة من أحزاب يسارية وجماعة العدل والإحسان الإسلامية المعارضة) ورفعوا لافتات كتب عليها: "أمة قادتها شهداء ستنتصر"، و"من القدس إلى بيروت المقاومة لن تموت"، و"التطبيع = جريمة = خيانة".

ولم تمنع المسافات البعيدة آلاف المواطنين من القدوم من مختلف أنحاء المغرب على متن الحافلات والقطارات والسيارات الجماعية والخاصة للمشاركة في مسيرة الأحد، التي أطلق عليها المنظمون اسم "مسيرة الرباط الكبرى" بالنظر إلى حجم المشاركة اللافت، حاملين أعلاماً فلسطينية ولبنانية ومغربية، ومعتمرين كوفيات.

وهتف المتظاهرون الذين رفعوا صوراً للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وللرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، ولمؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين، وللرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، فضلاً عن صور لأطفال ونساء ضحايا جرائم جيش الاحتلال، بشعارات داعمة لفلسطين وللبنان وللمقاومة ولمعركة طوفان الأقصى وأخرى منددة بالتطبيع.

الصورة
صور عرفات وهنية ونصر الله خلال مسيرة الرباط
رفع المشاركون صور ياسين وهنية وعرفات ونصر الله خلال المسيرة (العربي الجديد)

ومن الشعارات التي رددها المتظاهرون: "غزة غزة رمز العزة"، و"فلسطين قوية غزة قوية بها تهزم الأعادي أعادي الحرية"، و"كلنا فدا غزة "، و"من الرباط تحية جنوبية.. من الرباط تحية لليمن الأبية.. للضفة الأبية.. لفلسطين الأبية"، و"الشهيد خلى (ترك) وصية لا تنازل عن القضية"، و"7 أكتوبر أسطورة"، و"لا ثم ألف لا للتطبيع والهرولة"، و"صهيوني يطلع برا المغرب أرضي حرة "، و"لن أعترف بإسرائيل"، و"لا سفارة لا سفير اطلع برا يا حقير".

ووقّع المشاركون في المسيرة، بشكل جماعي، بياناً نددوا فيه بـ"الإجرام الصهيوني الغاصب ضد أهلنا في غزة ولبنان"، مطالبين بالتدخل العاجل والضغط لإيقاف حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني. وعرفت المسيرة مشاركة العديد من الجمعيات والهيئات المدنية والسياسية والثقافية والفنية، إضافة إلى وجوه بارزة من القيادات اليسارية والإسلامية والحقوقية، من بينهم الأمين العام لحزب "التقدم والاشتراكية" نبيل بنعبد الله، والأمين العام لـ"الحزب الاشتراكي الموحد" جمال العسري، والوزير السابق إدريس الأزمي الإدريسي، والوزير والقيادي السابق في حزب الاستقلال امحمد الخليفة، والحقوقي عزيز غالي، رئيس "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان"، والناشط في مجال دعم فلسطين، خالد السفياني، فضلاً عن قيادات من "حركة التوحيد والإصلاح (مرجعية إسلامية)"، مثل رئيس الحركة أوس رمال، وعضو المكتب التنفيذي عبد الرحيم الشيخي، والقيادي في "جماعة العدل والإحسان (أكبر تنظيم إسلامي غير معترف به)"، حسن بناجح، والناشط اليهودي المغربي ضد الصهيونية، سيون أسيدون، ورئيس النقابة الوطنية لمهنيي الفنون الدرامية مسعود بوحسين.

إلى ذلك، قال رئيس "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع" أحمد ويحمان، لـ"العربي الجديد"، إن "مسيرة الأحد 6 أكتوبر هي مسيرة الشعب المغربي قاطبة التي دعت إليها كل القوى الحية في البلاد ممثلة في أهم ائتلافين يضمان القوى السياسية والنقابية والجمعوية الفاعلة في الساحة؛ مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، والجبهة المغربية من أجل فلسطين وضد التطبيع".

وتابع ويحمان: إنها "مسيرة مغربية وطنية وفاءً للشهداء والشهداء القادة، وسقفها وطني هو إسقاط التطبيع مع القتلة الصهاينة، وهو ما لا يمكن للشعب المغربي أن يساوم فيه مثقال ذرة". ولفت إلى أنه بعد سنة كاملة من المجازر الصهيونية في حق الشعبين، الفلسطيني واللبناني، وانتفاض العالم ضد الإبادة الجماعية وافتضاح الغرب وانهيار منظومته الثقافية والحضارية، وأمام عجز القانون الدولي، يحتدم الصراع بين معسكرين؛ معسكر المجازر والتطهير العرقي وذبح الأطفال والنساء بعشرات الألوف، ومعسكر النضال التحرري ضد الحروب ومن أجل الاستقلال والعدالة والسلام".

وأضاف: "هذا هو الصراع اليوم، وهذه معركة كل أحرار العالم. وتأبى كل القوى الحية بالمغرب إلا أن تسجل موقفها، كما كان المغرب وحركته الوطنية طوال تاريخه، مع معسكر التحرير في مواجهة المركب الاستعماري الصهيوني ومن يرتبطون بهم مصلحياً من المطبّعين الذين يقامرون بالمصالح العليا للوطن وبالتزامات المغرب إزاء الوطن والأمتين العربية والإسلامية والإنسانية".

من جهته، قال منسق "لجنة فلسطين" بالاتحاد الوطني للشغل بالمغرب (اتحاد عمالي)، عبد الإله دحمان، إن "المسيرة تأتي للانتصار للقدس ودفاعاً عن الشعبين الفلسطيني واللبناني ومقاومتهما الباسلة ضد جرائم الإبادة الجماعية التي يقوم بها الكيان الصهيوني". كذلك تأتي لتأكيد وفاء الشعب المغربي وقواه الحية للشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية في التحرير ومقاومة الاحتلال الصهيوني المدعوم من طرف دول محور الغرب بقيادة أميركا، ولا سيما بعد معركة طوفان الأقصى المجيدة بتاريخ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023؛ واستنكاراً لما تقوم به الآلة العسكرية الصهيونية من اعتداءات وحشية وجرائم ضد الإنسانية تستهدف من خلالها الشعب الفلسطيني بكل فئاته، بحسب دحمان.

كذلك تأتي المسيرة، وفق المسؤول النقابي، "بعد الوقفات الاحتجاجية المنظمة كل أربعاء وجمعة أمام البرلمان، فضلاً عن وقفات بمختلف المدن المغربية وذلك للتعبير عن التضامن مع فلسطين، وكذا نصرة للشعب اللبناني الصامد في وجه الهجمات الصهيونية الهمجية على سيادة أرض وشعب لبنان، في خرق ممنهج للقانون الدولي وللمواثيق والقرارات الصادرة عن المؤسسات الدولية".

وبينما أظهرت مسيرة الرباط حجم التضامن المغربي مع فلسطين ولبنان من خلال زخم المشاركة، ينتظر أن تتواصل الفعاليات المخلدة للذكرى الأولى لمعركة طوفان الأقصى بتنظيم وقفات احتجاجية بسائر مناطق المغرب يوم غد الاثنين، بدعوة من الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، تحت شعار "سنة من الصمود والمقاومة ضد الجرائم الصهيونية، سنة من التضامن والنضال لإسقاط التطبيع". ومنذ اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى"، بدا التضامن والتأييد الشعبيان في المغرب لافتين من خلال وقفات ومسيرات نظمت بشكل يومي في مختلف أنحاء البلاد، كان عنوانها الرئيس دعم ومساندة الفلسطينيين والمقاومة ورفض التطبيع.

المساهمون