شارك الآلاف، اليوم الأحد، في عاصمة المغرب الرباط، بمسيرة وطنية حاشدة، دعما لفلسطين وللمقاومة بقطاع غزة، وتنديدا بجرائم الاحتلال الإسرائيلي المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وبالتطبيع بين الرباط وتل أبيب الذي دخل أول من أمس الجمعة، عامه الرابع.
المسيرة التي دعت إليها "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" (غير حكومية)، وعرفت مشاركات قيادات يسارية وإسلامية وحقوقية ونقابية، رفع المشاركون فيها الأعلام الفلسطينية والمغربية وصور ضحايا العدوان الصهيوني والمسجد الأقصى، ولافتات منددة بجرائم الاحتلال الصهيوني في فلسطين والتواطؤ الغربي والصمت العربي من بينها: "الشعب المغربي بصوت واحد: أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة.. أوقفوا تطبيع الدولة المغربية مع الكيان الصهيوني".
وردد المشاركون في المسيرة التي انطلقت من باب الأحد التاريخي في اتجاه مقر البرلمان بشارع محمد الخامس بقلب عاصمة المغرب شعارات مطالبة بإلغاء اتفاقيات التطبيع بين الرباط وتل أبيب مثل "فلسطين أمانة والتطبيع خيانة"، و"الشعب يريد إسقاط التطبيع"، وأخرى داعمة للمقاومة الفلسطينية منها "غزة غزة رمز العزة"، و"يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح"، و"لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله"، و"عهد الله لن نخون فلسطين والأقصى"، و"عاشت فلسطين، عاشت المقاومة". كما شهدت المسيرة حرق العلم الإسرائيلي، تعبيرا عن التنديد بجرائمه في حق الفلسطينيين.
وقال المنسق الوطني لـ"الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع"، جمال العسري، إن المسيرة التي تأتي تتويجا لليوم الوطني الاحتجاجي الـ14 الذي شهدته أكثر من 20 مدينة في المغرب أول من أمس الجمعة، بمناسبة الذكرى الثالثة لتوقيع معاهدة التطبيع رسميا بين الحكومة المغربية والكيان الصهيوني في 22 ديسمبر/ كانون الأول 2020، هي "صرخة الشعب المغربي كباقي شعوب العالم من أجل إيقاف حرب الإبادة والإجرام في قطاع غزة، التي لم تشهد الإنسانية مثيلا لها خاصة حجم الصواريخ والقنابل التي قصف بها القطاع، وفاق كل ما يمكن أن ينتجه الشر الإنساني، وذلك بمشاركة فعلية لأميركا في الحرب، من خلال ابتزازها العالم في مجلس الأمن الدولي، وتفريغها قرار وقف إطلاق النار من محتواه، وتزويدها بالأسلحة والمرتزقة والتجسس، وبالمساعدات وبالتغطية السياسية".
ولفت، في تصريح لـ"العربي الجديد "، إلى أن "المسيرة تبعث مجددا، رسالة واضحة إلى من يهمه الأمر بأن المغاربة يلحون إلحاحا شديدا على الدولة المغربية لتصحيح خطيئة وقعت فيها الحكومة السابقة بتوقيعها معاهدة الخزي والعار معاهدة التطبيع".
وتابع: "اليوم لم يعد بتاتا يشرفنا نحن المغاربة، ولم يكن ليشرفنا أن تحتضن عاصمة المملكة مكتب الاتصال للكيان المجرم القاتل الإرهابي الغاشم النازي. لذا نطالب ونجدد المطالبة وبأعلى صوت بإلغاء تلك المعاهدة وتصحيح خطيئة التطبيع".
مطالب في المغرب بإلغاء التطبيع
إلى ذلك، طالب العسري حكومة المغرب بتفعيل الدستور والقوانين المغربية بسحب الجنسية عن الصهاينة المغاربة الذين يقاتلون في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي. وقال: "لا يمكن أن نقبل أن يحمل المغربي السلاح ويشارك في القتل والفتك بأطفال ونساء فلسطين، كما أن الدستور والقانون المغربيين لا يسمحان للمغاربة بأن يقاتلوا في صفوف جيش آخر"، مضيفا: "في الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع لن نتوقف البتة عن دعم فلسطين بكل الأشكال، وعن مناهضة التطبيع، والمطالبة بإسقاطه".
وتوالت خلال الأيام الماضية، مطالب أحزاب سياسية في المغرب بإلغاء التطبيع كان آخرها مطالبة حزب "التقدم والاشتراكية" وقف التطبيع مع إسرائيل، وملاحقتها أمام الجنائية الدولية.
كما أطلقت شخصيات سياسية ونقابية وحقوقية وإعلامية واقتصادية مغربية، في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عريضة للتوقيع، تطالب دولة المغرب بإلغاء كل اتفاقيات تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني المحتل الذي يمعن في استهداف القدس والأقصى المبارك، وفي ارتكاب جرائم حرب بالجملة ضد الإنسانية.
ويشارك المغاربة بفعاليات تضامنية مع غزة بشكل شبه يومي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وتحولت المسيرات والوقفات التي ينظمها المغاربة منذ بدء معركة "طوفان الأقصى" مصدر قلق لدولة الاحتلال الإسرائيلي، إذ بدأ الإعلام العبري بوصف المسيرات بأنها تندرج ضمن "معاداة السامية".