أثارت التظاهرات التي نظمتها مليشيات مسلحة في العراق حليفة لإيران أمس الأحد، لإحياء الذكرى الأولى لمقتل قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، والقيادي بـ"الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، بالعاصمة بغداد، ملف ولاء تلك المليشيات والجماعات المسلحة.
التظاهرات التي شارك فيها الآلاف من أفراد المليشيات وأنصارهم شهدت تخريب وتشويه صور ضحايا التظاهرات وناشطين تم اغتيالهم بالأشهر الماضية، إذ تزين ساحة التحرير ومناطق قريبة منها صور متظاهرين وناشطين قتلوا خلال الاحتجاجات.
وقام أنصار المليشيات بتخريبها وكتابة عبارة سليماني على الأخرى، بينما أحرقوا يافطات مطالب ومزقوا أخرى، الأمر الذي أثار حفيظة العراقيين، الذين عدّوا ذلك تعبيراً عن الولاء والارتباط لأطراف خارجية على حساب الوطن.
وقال الناشط العراقي، عمار العابدي، إن "ما جرى في تظاهرات الأمس كشف روح الولاء الخارجي لدى هؤلاء، وتغليبهم الانتماء الخارجي على أبناء الوطن، من الأحرار الذين انتفضوا ضد الظلم وأسسوا للتظاهرات الشعبية، وقدموا أرواحهم لأجل هذه الرسالة"، مضيفاً في تصريح لـ"العربي الجديد"، "للأسف رفعت صور قادة وجنرالات إيرانيين بدلاً من صور شهداء التظاهرات العراقية، في ساحة الشعب".
وشدد على أنه "لا يمكن أن يحل غير العراقي محل ابن الوطن"، مشيراً إلى أن "هناك عمليات تشويه وإزالة متعمدة من تلك المليشيات لصور الناشطين والشهداء داخل الساحة، كما أقدموا على إزالة الشعارات الوطنية، وكتبوا بدلاً منها شعارات تمجد بقادة إيرانيين".
وانتقد "الصمت الحكومي إزاء ذلك، وتوفيرها الحماية لتظاهرات المليشيات، في وقت لم تحم تظاهرات الشعب، بل وقفت منها بالضد والقمع والبطش".
الباحث في الشأن العراقي، شاهو القرداغي، علق على ذلك، في حسابه على "تويتر"، قائلاً: "يحمل صورة جنرال إيراني ويشوه صورة شخص ناضل من أجل حقوق جميع العراقيين!"، وقال ساخراً "فعلاً تظاهرة لأجل السيادة والاستقلالية!".
وأضاف "يصرخون لن نركع و لن نخضع، بينما لديهم ٢٠ ألف تاج راس (في إشارة الى قادتهم الإيرانيين) وخطوط حمر ! .. لن تخضعوا ولن تركعوا لأنكم مستلقون في القاع أساساً، وصعب جداً أن تتعلموا الحرية والشموخ".
يحمل صورة جنرال ايراني و يشوه صورة شخص ناضل من اجل حقوق جميع العراقيين!
— شاهو القرةداغي (@shahokurdy) January 3, 2021
فعلا مظاهرة لاجل السيادة والاستقلالية! pic.twitter.com/kKblFD2jIB
يصرخون ويصيحون لن نركع و لن نخضع، بينما لديهم ٢٠ ألف تاج راس و خطوط حمر !
— شاهو القرةداغي (@shahokurdy) January 3, 2021
طبعا لن تخضعوا ولن تركعوا لانكم مستلقون في القاع اصلا، وصعب جدا ان تتعلموا الحرية والشموخ.
وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، علّق ناشطون على تلك التظاهرات معبرين عن خيبة أملهم لما يحدث في العراق.
وقال الناشط في تظاهرات محافظة ذي قار، أسعد الناصري، في تغريدة له "التظاهرات مدفوعة الثمن، وهي تكرس العبودية، وتلغي الشعور بالمسؤولية الوطنية، والأنكى من ذلك إذا كان المحرك لها أجنبياً، والمقزز في الأمر إذا كانت من أجل شخصيات خارجية أضرَّت بالعراق".
التظاهرات مدفوعة الثمن، إنما تكرس العبودية، وتلغي الشعور بالمسؤولية الوطنية. والأنكى من ذلك إذا كان المحرك لها أجنبياً، والمقزز في الأمر إذا كانت من أجل شخصيات خارجية أضرَّت بالعراق.
— أسعد الناصري (@asaadalnaseri) January 3, 2021
ونشر حساب يتبع فصائل عراقية مرتبطة بالنجف صورة تقارن بين تظاهرات شعبية في بغداد، وأخرى لتظاهرات المليشيات وما خلفته من آثار.
وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ pic.twitter.com/hfGJ0FWsWo
— حشد العتبات (@Aleatabat) January 4, 2021
بدوره قال الناشط كاظم الوائلي: "المليشيات الولائية ليست مدعومة من قبل إيران بل هي التي تدعم الاقتصاد الإيراني بفرض البضاعة الإيرانية على السوق العراقي رواتب وسلاح وسيارات هذه المليشيات"، مبيناً "كل ذلك من الحكومة العراقية ومن أموال الشعب العراقي، لكن ولاءها المطلق لإيران".
الملشيات الولائية ليست مدعومة من قبل ايران
— Kadhim Al-Waeli كاظم الوائلي (@KadhimWaeli) January 4, 2021
بل هي التي تدعم الاقتصاد الايراني بفرض البضاعة الايرانية على السوق العراقي
رواتب وسلاح وسيارات هذه المليشيات/ الفصائل من الحكومة العراقية ومن اموال الشعب العراقي ولكن ولائها المطلق لايران لا لشئ سوى مسألة المشاعر المذهبية وعقدة النقص
وقال الناشط رعد هاشم مستغرباً "الداخلية العراقية تؤّمن حماية تظاهرات ميليشياوية تدعي تبعيتها للقائد العام إحياء لذكرى مقتل عسكري أجنبي".
⛔️وصف معقد لمشهد أعقد
— رعد هاشم🌟Raad Hashim (@raad_arabi) January 2, 2021
▪️الداخلية تؤّمن حماية تظاهرات ميليشياوية تدعي تبعيتها للقائد العام إحياءا لذكرى مقتل عسكري أجنبي
❌
▪️وزارة الداخلية، مستعده لتأمين تظاهرات اليوم الأحد.
وتتوقع أن يكون التجمع كبيرا جدا مما يتطلب تكثيف القوات الأمنية وحصر المداخل والمخارج وتأمين المواطنين.