استمع إلى الملخص
- عضو الوفد المفاوض للحوثيين يشير إلى ثبات موقفهم مطالبين بوقف العدوان ورفع الحصار كشروط للسلام، معتبرين أن الكرة في ملعب الجانب السعودي لتحقيق هذه المطالب.
- تحليل الباحث السياسي يكشف عن وجود لغتين مختلفتين في الخطاب اليمني، مع بوادر حقيقية للسلام تدعمها الولايات المتحدة والسعودية، مؤكدًا على أهمية تسوية سياسية شاملة لتخفيف التوترات الإقليمية.
حضر السلام في خطاب الفرقاء اليمنيين مطلباً ملحّاً دعا الجميع إلى تحقيقه بعد تسع سنوات من الحرب، إذ استغلت الأطراف اليمنية الذكرى الـ34 لإعلان الوحدة اليمنية للمطالبة بالمضي بطريق السلام، والدعوة إليه في وقت تعثرت فيه مشاورات السلام اليمنية عقب هجمات الحوثيين، التي بدأت في البحر الأحمر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
عن مشاورات السلام اليمنية
في السياق، وفي خطابه في الذكرى الـ34 لإعلان الوحدة اليمنية في 22 مايو/أيار 1990، جدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي موقف المجلس الثابت في سياق مشاورات السلام اليمنية المرتكز على المبادئ الأربعة، التي تم التأكيد عليها مراراً، في مقدمتها التمسك بالمرجعيات الوطنية والإقليمية والدولية، وعلى وجه الخصوص القرار الدولي 2216 (الصادر في عام 2015 والمتعلق بفرض عقوبات على الحوثيين وحظر توريد الأسلحة إلى الحوثيين)، وعدم المساس بالمركز القانوني والسياسي للدولة العضو في الأمم المتحدة، وشمولية أي عملية سلام وحمايتها بضمانات إقليمية ودولية، بما في ذلك حضور القضية الجنوبية، في أي مشاورات مقبلة.
بدوره، أكد رئيس المجلس السياسي لجماعة الحوثيين مهدي المشاط، في كلمته بذكرى إعلان الوحدة اليمنية، الرغبة الصادقة في صنع السلام، وحسن الجوار، واستعادة الإخاء مع محيط اليمن ومع الفرقاء في الداخل. ودعا المشاط ما سماها "قيادة تحالف العدوان" إلى "إكمال ما بدأناه معها والانخراط الجاد في توقيع وتنفيذ خريطة الطريق"، كما دعاها للبدء الفوري في تهيئة الأجواء الداعمة لبناء الثقة في الجانبين الإنساني والاقتصادي، وإلى المضي قدماً في طريق السلام وتصفير الأزمات والصراعات كليا، والعمل معاً على جعل المنطقة ككل منطقة آمنة ومستقرة ومزدهرة". وطالب المشاط المجتمع الدولي والأمم المتحدة بشطب القرارات والعناوين المعيقة للسلام في اليمن، كما دعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة "للقيام بدور إيجابي في تعزيز وتشجيع نوايا صنعاء وتوجهاتها الخيرة".
حميد عاصم: لا جديد في ملف مشاورات السلام اليمنية
من جهته، قال حميد عاصم، عضو الوفد المفاوض للحوثيين، لـ"العربي الجديد"، إن "اليمن قيادة وجيشاً ولجاناً شعبية يدعون إلى وقف العدوان، وإلى السلام الحقيقي الذي يلبي طموحات الشعب اليمني، ويؤدي إلى خروج القوات المعتدية السعودية والإماراتية والأجنبية الأخرى من كل الأراضي اليمنية"، مضيفاً "لم نكن في أي يوم ضد السلام أو ضد وقف العدوان، ولذلك فإن كل خطابات المسؤولين في صنعاء تأتي في إطار الدعوة للسلام ابتداء بوقف العدوان، ووقف الحرب العبثية، ورفع الحصار، ودفع المرتبات، ودفع التعويضات، وإطلاق سراح الأسرى، وإعلان دول العدوان إنهاء عدوانهم على اليمن". واعتبر عاصم أن لا علاقة لما قاله المشاط في خطابه عن السلام بما تقوم به أميركا من ضغوط أو عدوان، "فالشعب اليمني لم يأبه بضغوط الجانب الأميركي علينا سواء كانت أميركا لحالها أو مجتمعة مع الدول المتحالفة معها وعلى رأسها بريطانيا التي تشارك في العدوان على اليمن، والسبب في أننا لا نأبه بتلك الضغوط هو إيماننا بوجوب الدفاع عن أهلنا في فلسطين، وإيماننا بأن قضية فلسطين هي قضية العرب والمسلمين وأن الوقوف إلى جانبهم هو واجب ديني مقدس".
وبخصوص مشاورات السلام اليمنية أكد عاصم أنه "ليس هناك أي جديد لا في مسقط ولا عبر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة حتى هذه اللحظة، أما بالنسبة لإمكانية المضي قدماً في طريق السلام في ظل التطورات الأخيرة، فنحن دائماً نقول إن الكرة في ملعب الجانب السعودي الذي اعتدى على اليمن هو ودول تحالف الشر طيلة تسع سنوات، وهناك أمور لا بد أن تتم قبل كل شيء ومن أهمها وقف العدوان، ورفع الحصار، ودفع المرتبات، وإطلاق الأسرى، ودفع التعويضات، وجبر الضرر". وأشار عاصم إلى أن "مشاورات السلام اليمنية متوقفة منذ رمضان العام الماضي (في شهري مارس/آذار وإبريل/نيسان 2023)، ولم تتقدم في أي جانب، والسبب هو تهرب الجانب السعودي من تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، ومحاولة إظهار أنه وسيط وليست طرفا في العدوان، خصوصاً بعد المشاورات التي تمت في صنعاء بيننا وبين الجانب السعودي بوساطة عمانية، وبعد طوفان الأقصى أعلنت أميركا وبريطانيا بأنهما سيقفان ضد أي سلام حتى توقف اليمن حصارها للكيان الصهيوني، ومنع السفن المتجهة إلى الكيان".
سيف المثنى: خطابا المجلس الرئاسي والحوثيين يهدفان إلى التحشيد
تحليل خطابين يمنيين
من جهته، اعتبر الباحث السياسي سيف المثنى، لـ"العربي الجديد"، أن "الخطابين تحدثا بلغتين، الأولى تهدف إلى سياسة التحشيد والاتهامات المتبادلة والتي سبّبت الإبقاء على حالة الصراع الحالية، والأخرى الحديث عن السلام في اليمن، والذي هو مطلب دولي وإقليمي حالياً، وبرقية التهنئة من وزير الخارجية الأميركي بمناسبة ذكرى الوحدة تعد تلميحاً لذلك التوجه وترسيخاً للجهود التي تبذلها واشنطن والسعودية تجاه هذه الأزمة الراهنة".
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أكد في بيان نشرته وزارة الخارجية الأميركية أخيراً، أن "السلام في اليمن يظلّ أولوية قصوى بالنسبة للولايات المتحدة، ونواصل دعم العملية السياسية الشاملة باعتبارها أفضل وسيلة لتحقيق حل دائم وشامل للصراع في اليمن". وأوضح المثنى أن "هناك بوادر حقيقية ورؤية أكثر واقعية ووضوحاً من قبل واشنطن وحلفائها في المنطقة، وقبولاً من قبل السعودية بالذهاب إلى السلام في اليمن بأي طريقة ممكنة، تفضي إلى تسوية سياسية شاملة، وخروج للسعودية من هذه الحرب، وتأمين الملاحة البحرية، وتعد مكسباً سياسياً لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لتخفيف الصراع في المنطقة والإقليم، والذي يتوافق مع الرغبة السعودية بما يخص اليمن والبحر الأحمر وغزة والتمدد الإيراني".