أكد مسؤولان عراقيان، اليوم الأربعاء، أن زعيم "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني الجنرال إسماعيل قاآني، يجري منذ يوم أمس الثلاثاء، زيارة غير معلنة إلى بغداد، عقد خلالها لقاءات عدة مع شخصيات، وزعامات سياسية، وأخرى مسلحة.
وهذه الزيارة هي الرابعة للمسؤول الإيراني إلى بغداد بعد تشكيل حكومة محمد شياع السوداني نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ولا تعلن السلطات العراقية الرسمية عن مثل هذه الزيارات التي يجريها مسؤولون إيرانيون عسكريون في الحرس الثوري، الذي ينشط عبر ذراعه الأبرز "فيلق القدس"، في الشأن العراقي منذ الغزو الأميركي للبلاد عام 2003.
واليوم الأربعاء، أبلغ عضو بارز في التحالف الحاكم بالعراق "الإطار التنسيقي"، "العربي الجديد"، بوصول قاآني إلى بغداد جواً أمس الثلاثاء، مؤكداً أن قاآني "عقد لقاءات عدة مع مسؤولين سياسيين وكذلك شخصيات حكومية، وهناك احتمال للقاء بينه وبين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، حيث ما زال قاآني متواجداً في بغداد، حتى الآن"، كاشفاً عن لقائه أيضاً بعدد من زعماء المليشيات العراقية المسلحة بشكل منفرد في مقر إقامته الحالي.
ولفت المسؤول إلى أن قاآني يبحث ملف تواجد الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة في إقليم كردستان العراق، وضرورة تأمين الحدود لمنع أي عمليات تسلل لعناصر تلك الأحزاب، مما يهدد أمن واستقرار إيران، متحدثاً عن منح إيران الحكومة العراقية "فرصة" لفرض سيطرتها على كامل الحدود، ومنع تلك الأحزاب من أي نشاط مسلح وعسكري ضد إيران.
وأكد أن ملف التفاهمات العراقية الأميركية الأخيرة التي أُعلن عنها الأسبوع الماضي، حاضر في زيارة المسؤول الإيراني، إلى جانب بحثه مع قادة فصائل مسلحة، الخلافات الأخيرة مع السوداني، وضرورة عدم التصعيد.
وختم القيادي أن "قاآني عقد اجتماعاً مع عدد من قادة الفصائل المسلحة المنضوية في "هيئة تنسيقية المقاومة"، من أجل حلّ بعض الخلافات والإشكاليات بين بعض الفصائل والحكومة العراقية، وكذلك دفع تلك الفصائل الى إيقاف أي عمليات عسكرية ضد الأهداف الأميركية في الوقت الحالي، بعد تسجيل عدة عمليات استهداف لأرتال التحالف الدولي خلال الأيام الأخيرة بعدد من المدن العراقية".
من جهته، رأى رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "الزيارات المتكررة وبشكل دوري لقاآني، تؤكد استمرار التدخل الإيراني الكبير في الشأن الداخلي العراقي، خصوصاً أن هذه الزيارات دائماً ما تكون سرية وغير معلنة، وهذا يؤكد لأن ملفات هذه الزيارات حساسة".
وقال فيصل: "نعتقد أن الدور الإيراني اتسع في العراق بعد تشكيل حكومة السوداني المدعومة من قبل الإطار التنسيقي والفصائل المسلحة، لكن في المقابل، هناك دور أميركي يتوسع بشكل واضح أيضاً، ونعتقد أن السوداني يعمل على موازنة الكفة بين الطرفين".
وأضاف رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية أن "زيارة قاآني إلى بغداد، بعد انتهاء اجتماعات التفاوض العراقية - الأميركية، تؤكد أن هذا الملف سيتصدر المباحثات، فطهران تدرك خطورة بقاء القوات الأميركية في العراق، وهذا الأمر يمثل تهديداً لأمنها القومي، وهي أبلغت الجانب العراقي بشكل رسمي بذلك".