مصر وإيران… تقارب حذر وقضايا معلّقة تؤخر استعادة العلاقات

23 سبتمبر 2023
شكري وأمير عبد اللهيان في نيويورك، الأربعاء الماضي (فيسبوك)
+ الخط -

قال مصدر دبلوماسي مصري، إن لقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري، بنظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في مقر بعثة مصر الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، يوم الأربعاء الماضي، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، جاء في إطار "استكشاف ما وصلت إليه مسيرة استعادة العلاقات بين البلدين، وتأكيد اهتمام الطرفين بعودة العلاقات إلى طبيعتها"، لكنه أضاف أن "الواقع يشير إلى أنه لا تزال هناك أمور عالقة تؤخّر تطبيع العلاقات".

وأفاد بيان للخارجية المصرية الأربعاء الماضي، بأن لقاء شكري وعبد اللهيان، "تناول قضية العلاقات الثنائية بين البلدين، واستكشاف المحددات والضوابط التي تحكمها، بما يؤدي إلى تطويرها على النحو الذي يحقق مصالح الشعبين المصري والإيراني، تأسيساً على مبادئ الاحترام المتبادل وحسن الجوار والتعاون وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".

وأكد أمير عبد اللهيان، بحسب البيان، "تطلع بلاده لتطوير علاقتها مع مصر، واستعادتها إلى مسارها الطبيعي الذي يتسق مع الميراث التاريخي والحضاري للدولتين"، معتبراً أن هذا اللقاء "يمثل خطوة هامة على مسار تطبيع العلاقات".

من جهته، قال شكري إن "تشابك وتعقد أزمات المنطقة بات يلقي بظلال خطيرة على حالة الاستقرار والأوضاع المعيشية لجميع شعوبها من دون استثناء، وهو الأمر الذي يقتضي تعاون جميع دول الإقليم من أجل دعم الاستقرار وتحقيق السلام والقضاء على بؤر التوتر".

اختلافات سياسية وأمنية بين مصر وإيران

وفي السياق، قال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أيمن سلامة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه "ليس من السهولة بمكان التطبيع الدبلوماسي واستعادة العلاقات بين مصر وإيران، بسبب عدة عراقيل وتحديات، أبرزها: الاختلافات السياسية والأمنية". وأوضح أن "القاهرة وطهران تختلفان في رؤيتهما للقضايا السياسية والأمنية الإقليمية، مثل القضية الفلسطينية والوضع في سورية واليمن والعراق".

سلامة: تسعى كل من مصر وإيران إلى تعزيز نفوذها الإقليمي

وأضاف سلامة أن "هناك صراعاً حول النفوذ الإقليمي، إذ تسعى كل من مصر وإيران إلى تعزيز نفوذها الإقليمي، مما قد يؤدي إلى صراع بينهما في بعض المناطق، مثل منطقة الخليج العربي".

ولفت إلى أن "هناك معوقات أخرى في طريق تطبيع العلاقات، منها مخاوف إسرائيل وتوجسها من عودة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران، حيث ترى أن ذلك سيؤدي إلى تعزيز نفوذ الأخيرة في المنطقة".

وقال إنه "على الرغم من ذلك، فإن التغييرات الإقليمية الأخيرة، مثل عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، أدت إلى خلق بيئة أكثر إيجابية لعودة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران".

من جهته، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، وأستاذ القانون الدولي، السفير عبد الله الأشعل، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "هناك قاعدة أساسية تحكم جميع القرارات المصرية في السياسة الخارجية، فطالما العلاقات بين إيران، وأميركا وإسرائيل متوترة، لن تعود العلاقات الإيرانية المصرية".

دور جدي وإيجابي في العلاقات الإيرانية- المصرية

بدوره قال الأستاذ المصري المتخصص في الدراسات الإيرانية، فكري سليم، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الفقرة المهمة التي جاءت في البيان حول لقاء وزيرَي الخارجية المصري والإيراني، والتي تقول إن اللقاء تناول قضية العلاقات الثنائية واستكشاف محددات العلاقة الحقيقية، تؤسس لحوار جدي جدير بالاهتمام لتطبيع العلاقات المصرية الإيرانية".

وأضاف: "كثيراً ما تحدثنا عن هذه النقاط التي وردت من الجانبين المصري والإيراني حول الرغبة في تطبيع العلاقات، بشرط أن تكون محكومة بمحددات وضوابط".

وأوضح أن "الوضع العام في الإقليم يستدعي أن تكون هناك علاقات ثنائية بين الدولتين الجارتَين، اللتين تربطهما علاقات ثقافية وتاريخية منذ القدم، ويستحقان أن تكون هناك علاقات طبيعية بينهما".

سليم: طلبات مصرية بأن تتدخل إيران تدخلاً إيجابياً لحل الأزمات في اليمن

ورأى سليم "أن ما يدور الآن يرتكز على أن تكون العلاقات ذات دور إيجابي، وأعتقد أن هناك قضايا إقليمية في النقاش، وتم تحديد طلبات مصرية من الجانب الإيراني، لأن مصر لا تمانع في تطبيع العلاقات مع أي دولة في العالم، فكيف الحال مع دولة جارة وإسلامية كإيران".

وأضاف أنه "بالتالي طُلب من إيران أن تتدخل تدخلاً إيجابياً لحل الأزمات في اليمن، وتقريب وجهات النظر لإنهاء الأزمة اليمنية، بالإضافة إلى قضايا سورية والعراق"، وهو ما أشار إليه شكري في البيان، بحسب سليم، حين تحدّث عن الأزمات التي أصبحت معقدة في المنطقة.

وحول كلام شكري في البيان، قال سليم إنه "يشير إلى رغبة إيرانية في علاقات طبيعية مع مصر، وهناك بادرة جيدة تتعلق بنوايا إيرانية إيجابية، مثل تعيين مستشار ثقافي جديد في القاهرة (عبد الرضا بن علي)، وأفعاله التي تشير إلى وجود توجه إيراني لعودة العلاقات مع مصر".

المساهمون
The website encountered an unexpected error. Please try again later.