طالبت منظمات إنسانية وحقوقية في سورية بالتصدي للجهود الروسية الرامية لإغلاق آخر شرايين الحياة عن الشمال السوري المتمثل بمعبر باب الهوى.
وقال فريق "منسقو استجابة سورية"، في بيان صدر عنه اليوم الثلاثاء، إن آلاف المدنيين في المخيمات المكتظة بالنازحين ينتظرون قرارا مصيريا لإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، إذ من المقرر التصويت على إدخال المساعدات في العاشر من تموز/ يوليو المقبل.
ودعا الفريق المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تحمل مسؤوليتهما الإنسانية والأخلاقية بشكل كامل تجاه الملف السوري والمضي قدماً بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة لقطع الطريق أمام كافة المحاولات الروسية لقطع المساعدات الإنسانية عبر الحدود والتي تقدم خدماتها لأكثر من 3.6 ملايين مدني من أصل 4.3 ملايين نسمة تقطن في المنطقة.
وكان الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، قد قال يوم الجمعة الماضي إن فريقاً من متطوعيه اجتمعوا مع السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، والسفير الأميركي لدى أنقرة ديفيد ساترفيلد، خلال زيارتهما الحدود التركية ـ السورية.
وحذر الدفاع المدني خلال الاجتماع وفق ما أعلن من خطر إغلاق معبر باب الهوى الذي يعد شريان الحياة لأكثر من 4 ملايين مدني في شمال غربي سورية، وذلك بعد أن لوّحت روسيا باستخدام حق النقض ضد تمديد إمدادات الأمم المتحدة المرسلة عبر الحدود.
من جانبه، عبر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، يوم أمس الإثنين، عن قلق الأمم المتحدة حيال الأوضاع الإنسانية في سورية خاصة مع أزمة المعابر عبر الحدود.
وقال دوجاريك للصحافيين إن "الأمم المتحدة لا تزال قلقة للغاية بشأن تدهور الوضع الإنساني لـ 13.4 مليون شخص محتاج في جميع أنحاء سورية"، مضيفا أن العملية الإنسانية عبر الحدود مع تركيا "هي آخر شريان حياة لمنع وقوع كارثة إنسانية".
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن بعض السوريين شمال غرب البلاد هم الأكثر ضعفًا، موضحًا أن نحو ثلاثة ملايين وأربعمئة ألف شخص يحتاجون للمساعدة.
وأضاف أن أكثر من 90 في المائة من هؤلاء تم تقييمهم من قبل الأمم المتحدة على أنهم في حاجة ماسة أو كارثية، ولا سيما مليونين وسبعمئة ألف من الرجال والنساء والأطفال النازحين داخليا.
وشدد المتحدث باسم الأمم المتحدة على أن معبر باب الهوى هو آخر نقطة دخول للأمم المتحدة لنظام النقل إلى شمال غرب سورية، موضحا في الوقت ذاته أن حوالي 1000 شاحنة مساعدات تعبر الحدود كل شهر.
ولفت إلى أنه على الرغم من الجهود المستمرة لإيصال عدد محدود من الشاحنات عبر الخطوط من دمشق، إلا أنه لا يوجد بديل لتقديم مساعدات بهذا الحجم وبهذا النطاق، مؤكدا أن الحاجة إلى عملية واسعة النطاق عبر الحدود لمدة 12 شهرًا إضافيًا لا تزال ضرورية لإنقاذ الأرواح، بحسب تعبيره.
وسبق أن صرّح نائب ممثل الولايات المتحدة الأميركية في الأمم المتحدة، جيفري بريسكوت، مساء الأحد لـ "العربي الجديد" أن "الإدارة والمسؤولين الأميركيين يؤكدون على بذل جهود إضافية مشتركة مع أعضاء في مجلس الأمن لمعالجة مسألة الإغاثة في سورية"، مؤكدًا أن الأعضاء يدعمون بالإجماع تقديم المساعدات الإنسانية عبر الحدود.
كما أشار إلى أن الإدارة الأميركية تعمل مع أعضاء من مجلس الأمن لفتح معابر أخرى غير موجودة حاليًا، إضافة لتمديد تصريح إيصال المساعدات.
ومن المقرر أن تعقد جلسة دولية في تموز/ يونيو المقبل للتصويت على قرار توصيل المساعدات عبر الحدود إلى مناطق المعارضة شمال غربي سوريا، وسط مخاوف من استخدام روسيا للفيتو لعرقلة القرار.