- كلا من الجيش وقوات الدعم السريع يدعيان التفوق في المعارك، مع تبادل الاتهامات ونشر مقاطع فيديو تظهر سيطرة كل طرف على مواقع استراتيجية.
- نفى الجيش السوداني علاقته بفيديو يظهر انتهاكات بشعة، متهمًا قوات الدعم السريع بمحاولة تشويه سمعته، مؤكدًا التزامه بالقانون الدولي الإنساني وأعراف الحرب.
بعد أسابيع من الهدوء في المدينة، استأنف طرفا الحرب في السودان، اليوم الثلاثاء، معارك عنيفة في مدينة الأبيض مركز ولاية شمال كردفان، غرب البلاد. وبحسب شهود عيان تحدثوا لـ"العربي الجديد"، فإن اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في الأحياء الشرقية للمدينة، تقدم فيها الجيش حتى جبل كردفان، كما وصلت المعارك التي بدأت منذ الساعة السادسة صباحاً وامتدت جنوباً ووصلت كذلك إلى الطريق الرابط بين المدينة ومدينة الرهد القريبة.
ومنذ بدء الحرب في السودان، حاصرت قوات الدعم السريع مدينة الأبيض وهي أكبر مدن غرب السودان، من أكثر من اتجاه، لكنها فشلت في السيطرة عليها طوال تلك المدة، رغم سيطرته على مدن أخرى بشمال كردفان مثل أم روابة والرهد وبارا. وأوحى كل من الجيش والدعم السريع بتفوقه في معارك اليوم، خصوصاً في معركة مقر الاحتياطي المركزي لقوات الشرطة، حيث نشرت وحدات الجيش في المدينة مقاطع فيديو تظهر تقدم الجيش وصده للهجوم على مقر الاحتياطي، وفي المقابل نشرت قوات الدعم السريع مقاطع مماثلة تؤكد فيها سيطرتها على المقر.
من جهة أخرى، أصدر الجيش السوداني بياناً نفى فيه وجود أي صلة له بمقطع فيديو يظهر أفراد بزي عسكري وهم يخرجون أحشاء قتيل ويقطعونها بطريقة بشعة، وذكر الجيش في بيان له أن إعلام "مليشيا آل دقلو الإرهابية" بحسب توصيفه اليومي لقوات الدعم السريع، حاولت إلصاق تلك الجريمة بالقوات المسلحة وادعاء أن مرتكبيها من منسوبيه، وعد ذلك "محاولات بائسة لم تنطلِ على شعبنا الأبي الذي قابل هذه المحاولات بالسخرية وعدم التصديق لمعرفتهم بقواتهم المسلحة التي تلتزم طوال تاريخها الطويل بقوانين الحرب وأعرافها وقواعد الاشتباك، على العكس من مليشيا آل دقلو التي شهد لها العالم أجمع بممارساتها الهمجية ومخالفتها لأي قانون أو عرف أو قيم إنسانية والتي طاولت العسكريين والمدنيين على السواء".
وأكد الجيش السوداني أن "من ظهروا في الفيديو لا علاقة لهم بأي من مكونات معركة الكرامة الوطنية من قوات ومستنفرين، ولا يرتدون أيّاً من أزياء القوات مما يؤكد أنها تمثيلية سيئة الإخراج من صنع المليشيا وأعوانها، وهي ليست الأولى منذ بداية هذه الحرب التي أوقدوا نيرانها وأعدوا لها منذ مدة طويلة"، بحسب ما جاء في البيان. وجدّد الجيش التزامه وتقيده الصارم بالقانون الدولي الإنساني والأعراف المنظمة للحرب بوصفها "قوات وطنية محترفة تربأ بنفسها أن تنجرّ خلف ممارسات وأكاذيب مليشيا آل دقلو وأعوانها".