معتقل سابق يستعيد تفاصيل احتجازه في سجن المزة العسكري

12 ديسمبر 2024
رسومات من داخل جدران سجن المزة، 11 ديسمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- رياض حلاق، سوري يبلغ 40 عاماً، اعتقل في 2012 واحتجز في سجن المزة العسكري، حيث تعرض للضرب واحتجز لمدة ثلاثة أشهر تقريباً.
- خلال زيارته للسجن بعد سيطرة المعارضة، اكتشف حطام طائرات ومخدرات الكبتاغون التي كانت تُنتج لتمويل الحرب، مما أدى لفرض عقوبات أمريكية على مسؤولين سوريين.
- أعرب مراقبون دوليون عن قلقهم من سيطرة المعارضة على قواعد عسكرية، مما قد يمنحهم الوصول إلى أسلحة كيميائية، بينما يأمل حلاق في حياة حرة مع عائلته بعد زوال حكم الأسد.

يروي رياض حلاق، الرجل السوري البالغ من العمر 40 عاماً، والأب لثلاثة أبناء، تفاصيل احتجازه في سجن المزة العسكري، الذي يقع عند مشارف العاصمة، والذي لم يكن قاعدة عسكرية للمقاتلات والمروحيات الهجومية فحسب، بل أيضاً سجناً يديره فرع الاستخبارات الجوية. والأربعاء، راح حلاق يفتش بين أنقاض قاعة مؤتمرات في السجن، ضمت في فترة من الفترات 225 معتقلاً.

وينتشر حطام طائرات مقاتلة ومروحيات على مدرج المطار العسكري وقد دمرت بعضها غارة إسرائيلية، إلا أن بعض المكاتب وورشات التدريب بقيت. وأخرجت كومة من المخدرات يبدو أنها أقراص كبتاغون من مبنى تابع للقوات الجوية وأتلفت حرقا. وكانت النيران لا تزال مشتعلة عند وصول فريق وكالة فرانس برس إلى المكان.

في بدايات الثورة السورية التي امتدت 13 عاما، اعتقل رياض حلاق في 2012 خلال مشاركته في تشييع محتجين قتلوا برصاص القوى الأمنية. ضرب الرجل الأربعيني واحتجز لمدة شهر في غرفة تدريب للطيارين في مطار المزة، قبل أن ينقل إلى منشأة أخرى اعتقل فيها لشهرين و13 يوما إضافيا. عندما سمع قوات من المعارضة عند المدخل قصته، سمحوا له بالعودة إلى مسرح معاناته ليحصل على أدلة يأمل في أن تساعد عائلات أخرى في إيجاد أحباء مفقودين.

هنا، صورة الأسد مرمية على الأرض إلى جانب شعار فرع الاستخبارات الجوية، ولفة أسلاك شائكة بين مناضد كان يجلس عليها التلاميذ الطيارون لتلقي تدريبهم. يروي حلاق كيف أنه لم يكن يُسمح له بالخروج من القاعة خلال شهر كامل إلا مرتين في اليوم لاستخدام المرحاض في مجموعة من ثلاثة معتقلين كانوا ينامون متلاصقين على الأرض الخرسانية الباردة. في أحد الأيام، سمع دوي انفجار في الخارج، ففرح مع المعتقلين الآخرين أملا في أن تكون الفصائل المسلحة تقتحم المطار، إلا أن ضابطا رفيع المستوى سخر منهم، وكذلك فعل جنود استرسلوا بالضحك.

وقال حلاق لوكالة فرانس برس في المكان: "لو كان أحد منا يشتكي من الظروف يقول الضابط لنا إننا نتلقى معاملة خمس نجوم، مهددا بنقلنا إلى مكان آخر". أنجب حلاق مع زوجته ثلاثة أطفال وبات بإمكان العائلة الآن أن تأمل بالعيش بحرية أكبر في سورية، التي تخلصت من حكم عائلة الأسد الذي استمر لنصف قرن. وفيما كان يفتش عن ملفات آملا بأن تساعده في إلقاء الضوء على معاناته ومعرفة مصير أصدقاء مفقودين، واجه صعوبة على غرار كثيرين في سورية في التعبير عن مشاعره، ويقول "من الصعب التفسير. لا أجد كلمات لأصف ذلك. لا يسعني الكلام".

وأعرب مراقبون دوليون عن مخاوف من السماح بسيطرة المعارضة على قواعد عسكرية، ما يعني حصولها على أسلحة كيميائية. وتذرّعت إسرائيل بهذا الخوف لتبرير غارات جوّية كثيفة طاولت إحداها مطار المزة العسكري. إلا أنّ أخطر المواد التي شاهدها فريق وكالة فرانس برس هي كميات من الكبتاغون. وكان معروفا أن إنتاج هذه المخدرات يتم بكميات هائلة في عهد بشار الأسد مع إغراق سوق الخليج المربحة بها لتمويل مجهود الحرب. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على مسؤولين سوريين يشتبه في ضلوعهم بهذه التجارة وضبط جيران سورية ملايين أقراص الكبتاغون في معركة خاسرة للجم انتشارها.

(فرانس برس)

المساهمون