توسعت رقعة المعارك في محافظة مأرب النفطية، شرقي اليمن، اليوم الثلاثاء، في جبهات عدة إثر هجمات مكثفة شنتها جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، لليوم الثالث على التوالي، رغم تزايد الدعوات الدولية والأممية المطالبة بوقف فوري للأعمال العدائية.
وتصاعدت حدة المعارك بعد توجه أميركي لشطب جماعة "الحوثيين" من قوائم المنظمات الإرهابية الأجنبية، و بالتزامن مع عودة الزخم الدولي لإنعاش عملية السلام المتعثرة.
وكانت انفجارات عنيفة قد هزّت مدينة مأرب، مساء الثلاثاء، جراء قصف صاروخي شنته جماعة الحوثيين بالتزامن مع معارك عنيفة على أطراف المدينة الغربية والجنوبية.
وزعمت وسائل إعلام موالية للحوثيين، أن القصف الصاروخي، استهدف اجتماعاً رفيعاً لقيادات عسكرية وسياسية في الحكومة المعترف بها دولياً بمقر السلطة المحلية في مأرب، لكن مصدراً عسكرياً أكد لـ"العربي الجديد"، أن الصواريخ الحوثية سقطت في مناطق غير مأهولة.
وقال المصدر وسكان محليون، إن الهجوم الصاروخي الجديد ألحق أضرارا مادية فقط، بعدد من منازل الأحياء المجاورة والمركبات، فضلاً عن حالة هلع في أوساط المدنيين.
ونقلت وكالة "سبأ" الرسمية، عن مصدر أمني، لم تسمه، أن عدد الصواريخ التي أطلقتها ميليشيا الحوثي على مدينة مأرب، خلال 48 ساعة الماضية، ارتفع إلى 8 صواريخ، فضلاً عن طائرات مسيرة بدون طيار تم اسقاط اثنتين منها بنجاح. وأشار المصدر، إلى أن حصيلة الهجمات الحوثية المكثفة خلال الساعات الماضية بلغت أربعة قتلى و12 إصابة.
وفي التطورات الميدانية قالت مصادر لـ"العربي الجديد": إن رقعة المعارك توسعت، اليوم الثلاثاء، إلى جبهات هيلان وصرواح والمشجح غربا، وجبل مراد جنوباً، بعد استنفار للجيش اليمني ورجال القبائل لصد الهجمات الحوثية المتزامنة.
وبالتزامن، تشن جماعة "الحوثيين" هجمات مكثفة على محافظة مأرب من اتجاه الجوف، وذلك بعد توغلها في جبال دحيضة الاستراتيجية، بهدف تضييق الخناق على القوات الحكومية في منطقتي صافر والعلم، حيث توجد منابع النفط والغاز، وفقاً للمصادر.
وأكدت مصادر في الجيش اليمني كسر زحوفات حوثية في صرواح، واستعادة زمام المبادرة، وذلك بعد وصول تعزيزات ضخمة من رجال القبائل.
وأسفرت معارك الثلاثاء عن سقوط أكثر من 40 قتيلاً من الطرفين، وعشرات الجرحى، جراء المعارك المشتعلة وغارات محدودة للتحالف السعودي الإماراتي على مواقع حوثية مفترضة في الأطراف الغربية لمأرب.
وأقرت قناة " المسيرة"، الناطقة بلسان الحوثيين، بوقوع 4 غارات جوية للتحالف السعودي في مديرية صرواح، غربي مأرب، وهو رقم ضئيل مقارنة بالهجمات المكثفة على مواقع القوات الحكومية والتي لا تزال تنتظر إسناداً أكبر، وفقاً لمصدر في المنطقة العسكرية الثالثة.
#المسيرة_عاجل | #مارب: 4 غارات لطيران العدوان السعودي الأمريكي على صرواح
— المسيرة - عاجل (@alosbou) February 9, 2021
بدوره، أعلن الجيش اليمني مقتل 20 حوثياً في مواجهات هيلان، غربي مأرب، و6 عناصر في جبهة جبل مراد، فضلاً عن عشرات الأسرى، دون الكشف عن حصيلة الخسائر في صفوفه، لكن مصدراً عسكرياً أكد سقوط أكثر من 12 جندياً من القوات الحكومية.
ولم تعلن جماعة "الحوثيين" في المقابل حصيلة خسائرها في معركة مأرب، لكن وكالة "سبأ " التابعة لها أذاعت، مساء الثلاثاء، بيان تشييع 15 ضابطاً بارزاً، قالت إنهم سقطوا في عدد من الجبهات، في رقم هو الأعلى منذ أسابيع.
وفي وقت سابق من اليوم، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء تجدد الأعمال القتالية في محافظة مأرب النفطية، شرقي اليمن.
وانضم المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى المواقف الدولية المنددة بالتصعيد في مأرب، وقال إنه يتزامن مع "لحظة تبلور زخم دبلوماسي جديد لإنهاء الحرب في اليمن واستئناف العملية السياسية".
1/2 غريفيث: "قلق للغاية من تجدّد الأعمال العدائية في محافظة مأرب من قبل أنصار الله، خصوصاً ونحن نشهد لحظة تبلور زخم دبلوماسي جديد لإنهاء الحرب في #اليمن واستئناف العملية السياسية".
— @OSE_Yemen (@OSE_Yemen) February 9, 2021
وذكر غريفيث، في بيان صحافي، أن "التوصّل إلى تسوية سياسية عن طريق التفاوض تلبّي تطلّعات الشعب اليمني، هو الحل الوحيد لإنهاء هذا النزاع".
وسارعت جماعة "الحوثيين" إلى رفض الدعوة الأممية بالطريقة نفسها التي تعاملت بها مع دعوات بريطانية وأميركية، أمس الإثنين. ووصفت على لسان متحدثها الرسمي محمد عبد السلام، غريفيث بأنه مبعوث بريطاني بلباس أممي.
كما منطق السفير البريطاني، غريفيث يصف أعمال المدافعين عن أنفسهم من أبناء شعبنا بالعدائية ما يجعل منه مبعوث بلاده بلبوس أممي. إذا الأمم المتحدة تصر على مقاربة الشأن اليمني من منظور رباعية العدوان فهي تساهم في استمرار المعاناة.
— محمد عبدالسلام (@abdusalamsalah) February 9, 2021
من يتوسط لإحلال السلام عليه أن يعدل من منطقه الأعوج.
واتهم عبد السلام، في تغريدة على "تويتر"، الأمم المتحدة بالمساهمة في استمرار المعاناة باليمن في حال أصرت على مقاربة الشأن اليمني من منظور اللجنة الرباعية، في إشارة إلى بريطانيا التي تتزعم الملف اليمني، إضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية والسعودية والإمارات. وأضاف المسؤول الحوثي "من يتوسط لإحلال السلام عليه أن يعدل عن منطقه الأعوج".