أظهر استطلاعان للرأي في إسرائيل، نشرا في صحيفتي "معاريف" و"يسرائيل هيوم"، أن معسكر اليمين بقيادة بنيامين نتنياهو يواصل التغلب على المعسكر المضادّ بقيادة الجنرال بني غانتس، من حيث قدرته على تشكيل ائتلاف حكومي يحظى بأغلبية تتراوح بين 63-65، من أصل 120 عضو كنيست.
وبيّن الاستطلاعان استمرار تفوق حزب "كاحول لفان" بقيادة الجنرال بني غانتس، حيث عدد المقاعد التي يحصل عليها هي 30 مقعداً بحسب "معاريف" ومثلها بحسب "يسرائيل هيوم"، مقابل 26 مقعداً لـ"الليكود" بحسب "يسرائيل هيوم"، و27 مقعداً بحسب "معاريف".
وتكمن مشكلة حزب "كاحول لفان" بقيادة غانتس في عدم قدرته على تجنيد دعم الأحزاب السياسية الأخرى لترشيحه لتشكيل الحكومة. فباستثناء أصوات حزب "العمل" الذي يتوقع أن يحصل على 8-10 مقاعد في أحسن حال، وحزب "ميرتس" اليساري المتوقع أن يحصل على ما بين 4-6 مقاعد، أي في أحسن الحالات يصل إلى كتلة من 46 عضواً، من دون الأحزاب العربية التي يتوقع أن تحصل على 10 مقاعد معاً، فإن غانتس لا يصل حتى إلى حالة تشكيل كتلة مانعة تحول دون تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة.
ووفقاً للاستطلاعين اليوم، فإن نتنياهو قادر على تشكيل ائتلاف يحظى بدعم ما بين 63-65 عضواً في الكنيست، وذلك بالرغم من ملفات الفساد التي تلاحقه، وقرار المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، مطلع الشهر المقبل، تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو بتهم خيانة الأمانة العامة والرشاوى، بعد جلسة استماع لسماع رده على الشبهات المنسوبة إليه.
ويسود المشهد الإسرائيلي في المعركة الانتخابية الحالية، استقطابٌ شديد بين معسكر اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو ومعسكر اليمين "اللين" أو الليبرالي الذي يمثله غانتس، فيما يبدو اليسار الإسرائيلي وما تبقى منه ممثلاً بحزبي "العمل" و"ميرتس"، في حالة دفاع دائم عن النفس وحرب لاجتياز نسبة الحسم، دون أمل بأن يشكل قوة برلمانية وازنة، ما يعزز احتمالات توجه معسكر غانتس إلى التوصل إلى اتفاق لحكومة وحدة وطنية تشل "الليكود"، من دون نتنياهو الذي قد يجد نفسه مجدداً عرضة لتحقيقات جديدة تتصل بامتلاكه حتى عام 2010 أسهماً في شركة قريب له، هو نتان ميلكوفسكي، كانت على علاقة عمل دائمة مع شركة "تيسنكروب" الألمانية التي تصنع الغواصات الألمانية لإسرائيل، وزودت مصر بثلاث غواصات بعد موافقة نتنياهو وعدم اعتراضه على تزويد مصر بغواصات شبيهة بغواصات دولفين التي تلقتها إسرائيل.