وصف معلق إسرائيلي بارز تشبيه إسرائيل حركة حماس بـ"داعش" في أعقاب تنفيذ عملية "طوفان الأقصى" بـ"الكاذب".
وشكك تسفي بارئيل، معلق الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، في مصداقية زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن العالم يتعاطف مع إسرائيل في حربها ضد حماس كما تعاطف في الحرب على "داعش".
وفي تحليل نشرته الصحيفة، في عددها الصادر اليوم الجمعة، لفت إلى أن تشبيه حماس بـ"داعش" يتجاهل "الفرق العميق" بين طابع المواجهة التي شنت ضد التنظيمين.
وبحسب بارئيل، فإن "تحالفاً ضم دول الغرب ودولاً عربية وإسلامية ضد داعش لأن التنظيم مثّل تهديداً لنظم الحكم في المنطقة ولسلامة المواطنين الغربيين، في حين لم يتردد رجال دين سنة وشيعة في إصدار فتاوى لا تعد التنظيم فقط تنظيماً إرهابياً، بل أكدت أنه يتصرف بخلاف الشريعة الإسلامية".
وفي المقابل، أشار بارئيل إلى أنّ حركة حماس تتمتع بمكانة مغايرة في العالمين العربي والإسلامي، لافتاً إلى أنّ نظم الحكم العربية التي اعتبرت جماعة "الإخوان المسلمين" تشكيلاً إرهابياً لم تعتبر حماس كذلك.
ولفت إلى أنّ قوى عالمية وإقليمية تحافظ على علاقات ومستوى اتصالات مع حماس، مثل روسيا، الصين، تركيا، جنوب أفريقيا، فضلاً عن الكثير من الدول العربية.
ولفت بارئيل إلى أنه "على الرغم من الأيديولولوجيا الدينية لحماس، إلا أن الجمهور العربي ينظر إلى الحركة كجزء لا يتجزأ من النضال الوطني الفلسطيني، وهذا ما لم يمكن أن يحلم به داعش"، على حد قوله.
كما أشار إلى أن إسرائيل تحاول شيطنة حماس من خلال التركيز على اعتمادها على الدعم الإيراني، لافتاً إلى أنّ هذا التعاطي يتجاهل حقيقة أنّ الحركة تحصل على دعم الكثير من الجمعيات في عدد من الدول العربية والإسلامية بموافقة حكوماتها.
وتوقع بارئيل أن تفشل استراتيجية الحرب الشاملة التي أعلنتها إسرائيل على حماس والهادفة إلى القضاء على الحركة عبر القوة العسكرية الهائلة وسياسة الخنق المتمثلة في منع دخول الدواء والماء والوقود عن القطاع، تماماً كما فشلت سياسة "احتواء" حماس التي تبنتها تل أبيب والتي تمثلت في إحداث تحسن على الأوضاع الاقتصادية في غزة من أجل تجنب التصعيد.
وحذر من أن "تشبيه حماس بـ(داعش) لن يعفي إسرائيل من مواجهة التحدي الذي سيتفجر في وجهها حال أسقطت حكم حركة حماس"، لافتاً إلى أنه بعد القضاء على "داعش"، كانت هناك دولة العراق مسؤولة عن المواطنين الذين كانوا يعيشون في الأراضي التي سيطر عليها التنظيم، في حين أنه في حال تم إسقاط حكم حركة حماس فإنه لن يكون هناك عنوان سلطوي يمكن أن يتولى زمام الأمور في غزة.
وأضاف أنه حتى لو تم استقدام السلطة الفلسطينية لإدارة شؤون قطاع غزة بعد إسقاط حكم حماس فإن عناصر الحركة ومنتسبيها ومؤيديها لن يسمحوا بذلك، من منطلق أن هذه السلطة جاءت في أعقاب العدوان الإسرائيلي.
وشدد على أن الحل الوحيد المتاح للتحدي الذي تمثله غزة هو حل سياسي على أساس أن الضفة الغربية وقطاع غزة كيان سياسي واحد، مستدركاً أنه لا يوجد في إسرائيل طرف مستعد لمثل هذا الخيار.
وأشار إلى أنّ نتنياهو عمل على إفشال جهود المصالحة بين حركتي حماس وفتح على اعتبار أن تدشين كيانَي حكم ذاتي في الضفة وقطاع غزة يخدم مصالح إسرائيل.
وأوضح أن نتنياهو وظف الانقسام الفلسطيني في تسويغ رفض انخراط إسرائيل في جهود التسوية الهادفة إلى حل الصراع، حيث كان يرد على الدعوات الغربية للعودة إلى التفاوض مع السلطة الفلسطينية، باشتراط أن يلتزم رئيسها محمود عباس بمحاربة حماس.