حذّر المعلق الإسرائيلي، ألون بن دافيد، من أن مواجهة شاملة مع "حزب الله" يمكن أن تندلع رغم أن الطرفين غير معنيين بها. وقال بن دافيد، المعلق العسكري لقناة التلفزة (13)، إن تصميم "حزب الله" على فرض "معادلة" (ردع) عبر الرد على ما يعتبره استهدافاً إسرائيلياً له أو خرقاً للسيادة اللبنانية يمكن أن يقود إلى مثل هذه المواجهة.
وفي تحليل نشره موقع صحيفة "معاريف"، اليوم السبت، لفت بن دافيد إلى أن قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال تقدر بأن "حزب الله معني بفرض "معادلة" (ردع) يقوم الحزب من خلالها بالرد على كل عمل إسرائيلي يستهدفه أو يستهدف لبنان، ويصبح من حقه قتل جندي إسرائيلي رداً على قتل أي من عناصره في الغارات التي تستهدف سورية، فضلاً عن حقه في إسقاط أي طائرة تخترق الأجواء اللبنانية.
وأشار إلى أن "حزب الله" يريد جعل استهداف الطائرات التي تخترق الأجواء اللبنانية بالمضادات الأرضية والصواريخ سلوكاً طبيعياً.
وأوضح أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) "تخرج عن طورها لتتأكد قبل تنفيذ هجوم في سورية عدم وجود لبنانيين في المكان المستهدف" بهدف حرمان "حزب الله" من مبرر الرد.
وأعاد للأذهان حقيقة أنه بالاستناد إلى تقديرات "أمان" التي كشف عنها قبل عدة أيام، فإن حزب الله طوّر عقيدة قتالية تقوم على خوض مواجهات محدودة مع إسرائيل تستمر لعدة أيام، بحيث يتمكن بعدها من استعادة الهدوء.
لكن المعلق الإسرائيلي رسم سيناريو يمكن أن يفضي لمواجهة شاملة مع "حزب الله". وحسب السيناريو فإن الحزب يمكن أن ينفذ عملية إطلاق نار لاستهداف جنود الاحتلال على الحدود، تعقبها ردات فعل متبادلة، تجبر إسرائيل مبدئياً على تجنيد عدد محدود من قوات الاحتلال، ثم تراقب الأوضاع داخل لبنان.
وأضاف: في صباح اليوم التالي لهذا التصعيد، وبعد ساعات من الهدوء يشرع حزب الله بإطلاق الصواريخ بكثافة على المستوطنات ومواقع جيش الاحتلال شمال إسرائيل، في حين تتسلل عناصر من لواء النخبة التابع للحزب، التي يطلق عليها "الرضوان" إلى مستوطنة "كفار جلعادي"، القريبة من الحدود وتسيطر عليها، وهذا ما يؤذن ببدء المواجهة الشاملة.
وأشار إلى أن التقديرات في إسرائيل تؤكد أن "الكتائب المنضوية" تحت "لواء الرضوان" تنتشر داخل القرى اللبنانية المتاخمة للحدود، وبعضها تتواجد في حال استنفار دائم استعداداً لتلقي الأوامر لتنفيذ العمليات، مشيراً إلى أن إسرائيل باتت تتعايش مع وجود قوات مستعدة للحرب تتمركز على حدودها الشمالية.
ورأى بن دفيد أن صعود جو بايدن للحكم في الولايات المتحدة سيؤثر على طابع أي حرب مقبلة ضد لبنان، مشيراً إلى أن تل أبيب تدرك أنها ستكون مطالبة بأن تكون أكثر انضباطاً في استخدام القوة العسكرية.
وأبرز أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب "غادر الحكم، في حين عاد الجهاز البيروقراطي لتولي زمام الأمور في واشنطن وهذا لا يمثل أخباراً جيدة لإسرائيل".
واستنتج المعلق الإسرائيلي بأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي كان يمثل "ذخراً" في عهد ترامب بات حالياً "عبئاً"، مشيراً إلى انتظاره بجوار الهاتف تحرياً لمكالمة من بايدن تبعث برسالة واضحة إلى دول العالم بأنه لم يعد صاحب التأثير الطاغي على دوائر صنع القرار الأميركية، كما كانت عليه الأمور في عهد الإدارة السابقة.