مغاربة يتظاهرون في 58 مدينة دعماً لفلسطين: التطبيع خيانة

تظاهر آلاف المغاربة في مناطق مختلفة من البلاد عقب صلاة الجمعة، رفضاً للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وتنديداً بحرب الإبادة وسياسة التجويع والتهجير التي يرتكبها بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. وجاءت الاحتجاجات التي نظمها المغاربة أمام المساجد في عدد من مدن المملكة بدعوة من "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" غير الحكومية، في "جمعة طوفان الأقصى الـ62" تحت شعار: "غزة أمانة والتطبيع خيانة". وينتظر أن تنظم وقفات مماثلة عقب صلاة المغرب في عدد من المدن، ووقفة مركزية أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط مساء اليوم، بدعوة من "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" غير الحكومية.

وكان لافتاً في الوقفات الاحتجاجية التي نظمت بعد صلاة الجمعة إعلان المحتجين عن رفضهم للتطبيع مع إسرائيل الذي يدخل عامه الخامس، ومطالبتهم الدولة المغربية بإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالعاصمة الرباط. وندد المغاربة المشاركون في الاحتجاجات بجرائم الإبادة الجماعية التي يقترفها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وبالتواطؤ الغربي مع دولة الاحتلال، والصمت والتخاذل العربي.

من جهة أخرى، رفع المحتجون خلال الوقفات أمام المساجد الأعلام الفلسطينية ولافتات تضامنية مع ضحايا العدوان الإسرائيلي، مشددين على مواصلة الاحتجاج في شوارع المغرب حتى وقف العدوان نهائياً، وإلغاء اتفاق التطبيع. وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال الكاتب العام لـ"الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" محمد الرياحي الإدريسي، إن 58 مدينة مغربية أعلنت خروجها في 106 مظاهرات دعماً لغزة ورفضاً للتطبيع، مشيراً إلى أن "المغرب عرف منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى حراكاً شعبياً منقطع النظير دعماً لصمود الشعب الفلسطيني ورفضاً للمجازر الوحشية التي يرتكبها الكيان المجرم في حق سكان غزة العزة، والتي خلفت أكثر من 40 ألف شهيد، أغلبهم من الأطفال والنساء".

تقارير عربية

التحديثات الحية

58 مدينة مغربية تتظاهر دعماً لفلسطين ولبنان: المقاومة حق مشروع

وأضاف الرياحي الإدريسي: "هذا الحراك الشعبي تجلى في هبة غير مسبوقة في الوطن العربي من خلال استمرار فعاليات جمعة الغضب التي وصلت للأسبوع 62 على التوالي"، معتبراً إياه "دليلاً على الغضب الشعبي المغربي إزاء ما يقع بفلسطين الحبيبة وعلى العلاقة الوطيدة التي تجمع الشعبين، وعلى عدالة القضية ومشروعية المطالب الفلسطينية ومصداقية المقاومة بكل فصائلها". وقال إن "الفعاليات لم تتوقف، بل زاد زخمها وانتشارها وتروم أولاً: الوقوف إلى جانب مطالب الشعب الفلسطيني في حقوقه العادلة والمشروعة، وعلى رأسها الدولة الفلسطينية الموحدة وعاصمتها القدس الشريف، وحق الشعب الفلسطيني بمختلف مكونات مقاومته في الدفاع عن أرضه ومقدساته كما تنص على ذلك كل القوانين والمواثيق".

كما تهدف، وفق الرياحي الإدريسي، إلى "تأكيد رفض المغاربة المطلق للتطبيع مع الصهاينة، خاصة ونحن على مشارف الذكرى السنوية الرابعة لتوقيع اتفاقية التطبيع المشؤومة مع الكيان الذي بينت الحرب حقيقته الدموية، وكشفت عن مدى إجرامه وخبثه وعدم إنسانية جيشه الذي دمر المساجد والمدارس والمستشفيات والمنازل ودور العبادة وحرق المصاحف واستهزأ بمقدسات المسلمين، كما قتل وهجر ونكل ومارس كل صنوف العذاب في حق الفلسطينيين عامة والغزيين على وجه الخصوص". وأردف: "الفعاليات تروم كذلك كشف حقيقة الزعماء والحكام العرب الذين وقفوا موقف المتخاذل إزاء ما يقع من جرائم في حق شعب أعزل يطالب بحريته، بل الأدهى والأمر أن منهم من سمح وما يزال للطعام والسلاح والعتاد أن يدخل للصهاينة من دولته، في حين أن أبسط ما كان يجب أن تقوم به الدول العربية والإسلامية هو قطع علاقاتها مع هذا الكيان المجرم المنبوذ والمحطم أخلاقياً".

أخبار

التحديثات الحية

احتجاجات أمام البرلمان المغربي تنديداً بجرائم الاحتلال

وبحسب الكاتب العام لـ"الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة"، فإن الفعاليات المنظمة منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى تروم أيضاً "بث الوعي بحقيقة الصراع في فلسطين والمعركة الدائرة بغزة، وطبيعة العدو الصهيوني ومعتقداته، وبحتمية النصر الموعود ولو بعد حين، بالرغم من الجراح والآلام". وخرج المغاربة في 5800 تظاهرة و730 مسيرة خلال أكثر من عام من الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى".