رفضت إسرائيل عرضاً لعقد جولة محادثات جديدة الأسبوع المقبل في مصر
تحاول واشنطن إنقاذ مفاوضات وقف إطلاق النار بعد مجزرة شارع الرشيد
تضغط إسرائيل للحصول على قائمة بالمحتجزين الأحياء من حركة حماس
برزت في الساعات الأخيرة تعقيدات على خط مفاوضات التوصل إلى اتفاق للتهدئة في قطاع غزة، مع بروز شروط إسرائيلية للاستمرار بها، وسط تشاؤم في واشنطن، بعد مجزرة شارع الرشيد، جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي فلسطينيين كانوا ينتظرون المساعدات في مدينة غزة، الخميس.
فقد كشف مسؤولان إسرائيليان كبيران، لموقع "أكسيوس" الأميركي، الجمعة، أنّ إسرائيل أوضحت للجانبين المصري والقطري أنها لن تعقد جولة جديدة من المحادثات للتوصل إلى صفقة في قطاع غزة، قبل أن تقدّم حركة حماس قائمة بالمحتجزين الأحياء، ورداً جدياً بشأن عدد الأسرى الفلسطينيين الذين اقترح الوسطاء الإفراج عنهم كجزء من الاتفاق.
وذكر الموقع أنّ مصر وقطر وعدتا إسرائيل بتقديم إجابات من حماس بشأن ما إذا كان المحتجزون على قيد الحياة، والضغط عليها لتبدي مرونة بشأن عدد الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب بالإفراج عنهم كجزء من الصفقة، إذا أرسلت تل أبيب وفداً إلى الدوحة هذا الأسبوع لإجراء محادثات تتعلق بالجوانب الإنسانية للصفقة المقترحة. ويقول المسؤولان الإسرائيليان إنه بعد 3 أيام من المحادثات في قطر، عاد الوفد الإسرائيلي إلى تل أبيب الخميس بلا إجابات.
ويضيف أحد المسؤولان: "وعد الوسطاء بأن تعطي حماس أرقاماً، وهذا لم يحصل".
ووفق الموقع، فقد تحدث مسؤولون قطريون ومصريون مع مسؤولين إسرائيليين في الساعات الـ24 الأخيرة، مقترحين عقد جولة محادثات جديدة في القاهرة الأسبوع المقبل، لكنّ إسرائيل رفضت العرض، مؤكدة أنه لا يمكن المضيّ قدماً في المفاوضات حتى تحصل على إجابات من حماس، وفق مسؤول إسرائيلي كبير.
ويقول: "لا فائدة من بدء جولة محادثات جديدة حتى نحصل على قوائم بأسماء المحتجزين الأحياء، وحتى تعطينا حماس إجابتها بشأن "النسبة" التي تحدّد عدد الأسرى الذين سيُطلَق سراحهم مقابل كلّ محتجز".
ويؤكد المسؤولون الإسرائيليون، بحسب "أكسيوس"، أنهم ينتظرون ليروا ما إذا كانت الضغوط الأميركية على الوسطاء، والمكالمات الهاتفية التي أجراها الرئيس الأميركي جو بايدن مع قادة مصر وقطر أخيراً ستؤتي ثمارها خلال عطلة نهاية الأسبوع، وتدفع حماس إلى تقديم إجابات.
وفي السياق، أكد قيادي بارز في حماس، اليوم السبت، لـ"العربي الجديد"، رافضاً الكشف عن اسمه، أن الحركة "تعكف على إعداد الرد النهائي وتسليمه للوسطاء بشأن ما تسلمته من إطار باريس 2 وما تبعه من مفاوضات في الدوحة". ولفت إلى أن "تمسك المقاومة بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين ورموز النضال الفلسطيني من سجون الاحتلال، ليس مطلباً فئوياً، ولكنه يحمل دلالة ورمزية على إنفاذ المقاومة رأيها بصفتها منتصرة في 7 أكتوبر الماضي، وهو ما تريد إسرائيل طمسه بالمجازر وبإفراغ المفاوضات الجارية من مضمونها".
وأشار في الوقت ذاته إلى أنّ "التمسك بإطلاق سراح الأسرى لا يأتي على حساب معاناة أهل غزة، وإنما هو بمثابة حقن لدمائهم، وذلك لرفع كلفة أي حماقة إسرائيلية". ويشدد على أن المقاومة "متمسكة بزيادة المساعدات التي تدخل إلى القطاع وإعادة الإعمار وإغاثة المدنيين والوقف الشامل لإطلاق النار".
وعلى صعيد ملف المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة، قال القيادي في حماس إنّ "مسؤولية إنقاذ المصابين منهم وكبار السن لا تقع على عاتق حكومة الاحتلال وحدها، ولكن تقع أيضاً على عاتق الإدارة الأميركية"، مشدداً على أن "تلك الإدارة مسؤولة بشكل كامل أمام ذوي الأسرى عن حياتهم، في الوقت الذي بذلت فيه حماس والمقاومة جهوداً مضنية للحفاظ على بقائهم على قيد الحياة". وكشف أنّ "شخصين اثنين من بين 6 أسرى يحملون الجنسية الأميركية، مهددان بالموت، وأن وضعهما الصحي في خطر، لصعوبة تقديم العلاج الكافي لهما، بعدما أصيبا إصابات بالغة جراء القصف الإسرائيلي لمكان كانا موجودين فيه".
وأمس الجمعة، أعلن الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، استشهاد عدد من مقاتليها ومقتل 7 من الأسرى الإسرائيليين جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة خلال الأسابيع الأخيرة. وقال أبو عبيدة إن عدد الأسرى الذين قتلوا نتيجة العمليات العسكرية لجيشِ الاحتلال في قطاع غزة قد يتجاوز سبعين أسيراً.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أعلنت كتائب القسام أن عدد الأسرى الإسرائيليين لديها يقدَّر بما بين 200-250 أسيراً، قبل أن تبرم صفقات تبادل على مدار أسبوع، أفرجت بموجبها عن عشرات منهم من الأطفال والنساء، مقابل الأسرى الفلسطينيين من النساء والأطفال.
تشاؤم متزايد في البيت الأبيض بشأن مفاوضات غزة
وتحاول إدارة بايدن إنقاذ مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بعد استشهاد عشرات الفلسطينيين على يد قوات الاحتلال في أثناء انتظارهم المساعدات الإنسانية في مدينة غزة، وفق ما أكده العديد من المسؤولين الأميركيين لشبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، أمس الجمعة. ويعرب المسؤولون سرّاً عن قلقهم البالغ إزاء احتمال تعثر المفاوضات.
ووفق مسؤول أميركي، هناك شعور متزايد بالتشاؤم في البيت الأبيض بشأن إمكانية إنهاء الاتفاق الذي قال بايدن أخيراً إنه بات قريباً.
ويسعى بايدن بشدة للتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يوقف العنف في غزة، بينما يواجه إحباطاً متزايداً من نهج الحكومة الإسرائيلية في الصراع، وسط ضغوط واسعة في الداخل في أثناء حملته للانتخابات الرئاسية، بحسب "إن بي سي نيوز".
وفي السياق، يقول المسؤولون إن الرئيس الأميركي لا يزال غير راغب في إجراء أي تغييرات كبيرة في سياسته تجاه إسرائيل، بما في ذلك وضع شروط على المساعدات العسكرية لها، كما يقترح بعض أعضاء حزبه.
ويؤكد أحد المسؤولين الأميركيين أنه لا شك في أنّ مقتل مدنيين فلسطينيين الخميس، يؤدي إلى انهيار أسوأ للثقة بين الطرفين على طاولة المفاوضات.
وعقد مسؤولون في الإدارة الأميركية في الأسابيع الأخيرة اجتماعات رفيعة المستوى، لمناقشة التحركات السياسية المحتملة التي قد تحفز إسرائيل على تغيير مسارها في غزة، وفقاً لمسؤولَين أميركيَّين كبيرين أكدا أن المناقشات تضمّنت إجراءات عقابية، مثل حجب أو تأخير مبيعات الأسلحة لإسرائيل، أو تقليص مشاركة المعلومات الاستخباراتية الأميركية، وهو ما ضغط بعض الديمقراطيين على الرئيس بشكل خاص، للقيام به.
وتضمّنت الاجتماعات كذلك، وفق المسؤولين، مراجعة الحوافز، مثل عرض تعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية، والتدخل مع حلفاء الولايات المتحدة لكسب المزيد من الدعم الدولي لإسرائيل، مع استمرار حملتها العسكرية في غزة.