استمع إلى الملخص
- **موقف إيران من التصعيد**: وصف وزير الخارجية الإيراني إسرائيل بـ"العصابة المجرمة" واتهم الولايات المتحدة بدعمها، مؤكداً حق إيران في الرد على اغتيال إسماعيل هنية.
- **دور قطر في مفاوضات وقف إطلاق النار**: تلقى وزير الخارجية الإيراني اتصالات من نظيره القطري بشأن مفاوضات الدوحة، مع تأكيد إيران على عدم اعتبار الولايات المتحدة وسيطاً محايداً.
أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مساء اليوم السبت اتصالاً هاتفياً مع نظيره الإيراني علي باقري، هو الثالث الذي تجريه أطراف الوساطة مع إيران خلال الـ24 ساعة الأخيرة، وذلك لبحث تطورات مفاوضات غزة والتي بات مصيرها يرتبط بالرد الإيراني المحتمل على إسرائيل.
وقال باقري كني خلال الاتصال إن "العصابة المجرمة والفاسدة في تل أبيب تواصل الجرائم ميدانيا والخداع والمكر في المفاوضات، وإن أميركا أثبتت أنها شريكة في هذه الجرائم بدعمها العلني لها"، مضيفا أن واشنطن "لا يمكن أن تكون وسيطا محايدا وهي تعرقل باستمرار وقف جرائم الكيان الصهيوني وتحثه على استمرار حرب الإبادة"، وفق بيان للخارجية الإيرانية. وفي إشارة إلى اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس في طهران إسماعيل هنية في 31 يوليو/تموز الماضي، أكد وزير خارجية إيران أن بلاده "تحتفظ بحقها الذاتي والمشروع في الرد على هذه الجريمة الصهيونية"، مضيفا أن "الشعب الفلسطيني أيضا بشجاعته المثالية لن يستسلم أمام الكيان الصهيوني".
من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية المصرية في بيان إن الاتصال "جاء في إطار متابعة التطورات في المنطقة، والجهود والمساعي المصرية المُكثفة التي تستهدف احتواء التصعيد الذي تشهده المنطقة، والحرص على التواصل المُستمر مع كافة الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة لتخفيف حدة التوتر التي يشهدها الإقليم".
وأضاف البيان أنه "جرى خلال الاتصال مناقشة الجهود المصرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث أكد عبد العاطي أن مصر لن تألو جهداً لإنهاء المعاناة الإنسانية غير المسبوقة للشعب الفلسطيني، وأن المجتمع الدولي أصبح مدركاً أكثر من أي وقت مضى لضرورة وقف الحرب وإنجاز صفقة تبادل الرهائن والأسرى"، مشدداً على "أهمية العمل على احتواء أي تصعيد في المنطقة بسبب الحرب في غزة، وضرورة تفادي مخاطر توسيع رقعة الصراع الحالي، والتي لن تؤدي إلا لمزيد من عدم الاستقرار وتهديد السلم والأمن الإقليميين والدوليين".
كما استعرض عبد العاطي -بحسب البيان المصري- "الاتصالات الإقليمية والدولية التي تجريها مصر لتحقيق هذا الهدف، وبما يخدم جميع شعوب المنطقة"، مؤكداً على أن "هناك مصلحة مصرية في وقف التصعيد".
اتصالان من قطر مع إيران حول مفاوضات غزة
ويأتي الاتصال المصري الإيراني بعد ساعات من تلقي باقري اتصالين هاتفيين من رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بشأن مفاوضات الدوحة لوقف إطلاق النار في غزة. وقال باقري في تغريدة على "إكس" مساء الجمعة إن رئيس الوزراء القطري شرح آخر مستجدات المفاوضات بشأن القضايا والعقبات الموجودة على طريق التوصل لاتفاق.
ولفت وزير خارجية إيران الانتباه "إلى محاولات الخداع والاحتيال للولايات المتحدة وإسرائيل" على طاولة مفاوضات غزة، وقال إن بلاده تعتبر الولايات المتحدة ليست وسيطاً في محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بل شريكاً في توفير أسلحة الحرب لإسرائيل، مضيفاً أنه أكد "توظيف جميع الطاقات لإجبار إسرائيل على وقف المذابح والجرائم في غزة"، كما شدد على أهمية مواصلة الجهود المشتركة، بما في ذلك المبادرات الدبلوماسية، لوقف "جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة".
ويوم الخميس، انطلقت في الدوحة محادثات وصفت بـ"الحاسمة"، للتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في غزة. وأعلنت الولايات المتحدة وقطر ومصر تقديم مقترح جديد خلال المحادثات التي استمرت يومين "يقلّص الفجوات" بين إسرائيل وحركة حماس. وقال بيان مشترك صدر عن الدول الثلاث، الجمعة، إن المفاوضات ستستأنف الأسبوع المقبل في القاهرة.
وفي وقت سابق، قال ثلاثة مسؤولين إيرانيين كبار لوكالة "رويترز"، إن السبيل الوحيد لمنع رد إيران المباشر على اغتيال هنية في طهران هو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وقال أحد المصادر، وهو مسؤول أمني إيراني كبير، وفقاً للوكالة، إن إيران وحلفاءها، مثل حزب الله، سيشنون هجوماً مباشراً إذا فشلت مفاوضات غزة أو إذا شعرت أن إسرائيل تطيل أمد المفاوضات. ولم تحدد المصادر المدة التي ستسمح بها إيران للمحادثات بالتقدم قبل الرد.