كشفت مصادر مطلعة مواكبة للمفاوضات في فيينا لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، عن طبيعة المواضيع المتبقية والتقدم "الكبير" الذي شهدته المفاوضات أخيراً، يأتي ذلك فيما أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، اليوم، أن القضايا العالقة المتبقية التي لم تحل بعد بالمفاوضات هي "أعقد المواضيع وأكثرها أهمية".
وذكرت المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها، أن التقدم "الكبير" يتمثل في أن "الجزء النووي بالمفاوضات اقترب من إغلاقه بالكامل وحصل اتفاق بشأن ذلك"، مشيرة إلى أن "أهم موضوع متبق في هذا الجزء هو الخلافات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية". وقالت هذه المصادر إن "طهران تطالب بضرورة إغلاق ملف تحقيقات الوكالة" بشأن أربعة مواقع غير نووية سبق أن أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها عثرت فيها على "مواد نووية".
وأضافت المصادر أن "أهم الخلافات المتبقية بشأن رفع العقوبات تعود إلى رفض الولايات المتحدة حتى الآن إخراج الحرس الثوري من قائمة الإرهاب. كما أنها وافقت على "تعليق" بعض العقوبات الاقتصادية المهمة المعاد فرضها تحت عنوان مكافحة الإرهاب بدلا من إلغائها"، مشيرة إلى أن طهران تطلب "رفعها نهائيا".
وبشأن الضمانات، كشفت المصادر لـ"العربي الجديد" عن أن "هناك موافقة مبدئية حتى الآن على تخزين إيران أجهزة الطرد المركزي المتطورة تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مشيرة إلى أن طهران "أكدت أنها تحتفظ بهذه الأجهزة كضمان لتنفيذ الطرف الآخر التزاماته للعودة السريعة إلى تخصيب اليورانيوم بمستويات عالية في حال نكث هذا الطرف بتعهداته".
الخارجية الإيرانية: القضايا المتبقية هي "الأعقد والأكثر أهمية"
في غضون ذلك، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، اليوم الإثنين، أن مفاوضات فيينا شهدت "تقدما كبيرا جدا"، غير أنه قال في الوقت ذاته إن القضايا العالقة المتبقية التي لم تحل بعد بالمفاوضات هي "أعقد المواضيع وأكثرها أهمية".
وأضاف خطيب زادة، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن "الحفاظ على الإنجازات والعلم النووي السلمي من خطوطنا الحمراء"، قائلا: "إذا ما لامسنا التزام الطرف الآخر حول موضوعين أو ثلاثة مواضيع متبقية فإننا سندخل المرحلة النهائية لإبرام الاتفاق".
وتابع: "ننتظر أن تتخذ أوروبا وأميركا قراراتهما، لكننا لم نلاحظ بعد إرادة لديهما لاتخاذ هذه القرارات"، مشددا على "ضرورة رفع جميع العقوبات التي تتعارض مع تعهدات الطرف الآخر وانتفاعنا الاقتصادي" من الاتفاق النووي.
وأوضح خطيب زادة أن "على الطرف الآخر اتخاذ خطوات صعبة وجادة" للتوصل إلى اتفاق، مشيراً إلى أن بلاده "لن تتنازل عن خطوطها الحمراء".
وتعليقا على رسالة البرلمان الإيراني، أمس الأحد، للرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، بشأن ضرورة الالتزام بهذه الخطوط في المفاوضات والحصول على "ضمانات لازمة"، قال خطيب زادة إن "أحد أهم الضمانات التي نتابعها هو الضمان الذاتي، وهو يضمن العودة السريعة لبرامج إيران (النووية)".
ويوم الثالث من الشهر الجاري، كشف "العربي الجديد" نقلاً عن مصادر مطلعة مواكبة للمفاوضات في فيينا، عن أن إيران تصرّ في المفاوضات على "الاحتفاظ بأجهزة الطرد المركزي كأحد الضمانات الضاغطة على الطرف الآخر لمنعه من الانسحاب من الاتفاق لاحقاً".
خطوط حمراء
من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، اليوم الإثنين، في مقابلة مع قناة "يورونيوز" الأوروبية أن بلاده والمجموعة الدولية اقتربتا إلى اتفاق في فيينا، لكنه أضاف أن التوصل إليه "رهين إبداء أميركا وأوروبا المزيد من المرونة".
وقال أمير عبداللهيان إن "ثمة قضايا متبقية هي خطوطنا الحمراء"، مضيفا أن "الطرف الغربي إذا تعامل بواقعية فيمكننا التوصل إلى اتفاق نهائي في غضون ساعات".
في سياق متصل أيضاً، أكد أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، اليوم الإثنين، في تغريدة عبر "تويتر" أن بلاده لن تجري أي تفاوض مباشر مع أميركا حول مفاوضات فيينا، عازيا ذلك إلى أن هذا التفاوض "لن يؤدي إلى أي انفراجة".
وأضاف أن مفاوضات فيينا كانت منذ البداية بين إيران والمجموعة 1+4 الشريكة بالاتفاق النووي (روسيا والصين وبريطانيا وألمانيا وفرنسا)، مؤكدا أن "هذا المسار لن يتغير حتى حصول النتيجة" بالمفاوضات.