أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الخميس، رفض طهران التنازل عما تصفه بـ"الخطوط الحمراء" في مفاوضات فيينا، بينما رأى وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان أن طرح أميركا مطالب جديدة كل مرة ليس له أي مبرر.
وجاء كلام عبداللهيان في مكالمة هاتفية، مساء اليوم، مع مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، الذي يتولى مسؤولية تنسيق الاتفاق النووي ومفاوضات فيينا لإحياء هذا الاتفاق، ناقش فيها الطرفان نتائج مباحثات فيينا غير المباشرة بين طهران وواشنطن وقضايا دولية أخرى مثل الأزمة الأوكرانية.
وقال جوزيف بوريل، وفق بيان صحافي للخارجية الإيرانية، إن "مفاوضات فيينا في نقطة حساسة"، داعياً الولايات المتحدة الأميركية وإيران إلى "ضرورة إبداء المزيد من المرونة في تبادل الرسائل والتغلب على الإطار الزمني الضيق".
وخاطب بوريل، وزير الخارجية الإيراني قائلاً "موضوع الضمانات الاقتصادية مهم لكم ونحن ندعم الحصول عليها"، مضيفاً أنه سنواصل الجهود للتوصل إلى اتفاق لأنه قطعنا مسافة طويلة.
وبدوره شكر أمير عبداللهيان، بوريل على جهوده في المفاوضات والتقدم الحاصل فيها، "اذا حكمت الواقعية على سلوك جميع الأطراف فما زلنا قريبين من نقطة الوصول إلى اتفاق جيد".
وأضاف وزير الخارجية الإيراني أن "طرح أميركا مطالب جديدة ليس لها أي مبرر وهذا يتناقض مع مواقف هذا البلد حول التوصل السريع لاتفاق"، قائلاً: "لا ينبغي أن تتأثر القضايا الرئيسية ورفع العقوبات المؤثر بطموح الطرف الأميركي".
وتابع أمير عبداللهيان "لا يمكن لأميركا أن تطرح كل يوم كلاما جديدا ومختلفا بذريعة ضغط الرأي العام فيها وتنقله لنا عبر منسق المفاوضات فإن كان الطرف الأميركي يواجه مشكلة الرأي العام فنحن أيضا في إيران نواجه مشكلة الرأي العام".
وأكد وزير الخارجية الإيراني أن "بعض المواضيع المرتبطة بأبطالنا الوطنيين ليس قابلاً للتفاوض" في إشارة على ما يبدو للحرس الثوري الإيراني الذي تطالب إيران، واشنطن، بإخراجه من على قائمة الإرهاب لكنها ترفض حتى الآن.
واليوم الخميس، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في تغريدة على "تويتر" أن الحكومة تسعى "بقوة إلى رفع العقوبات في محادثات فيينا"، مؤكداً أن حكومته لم ولن تتنازل عن خطوط إيران الحمراء.
دولت در گام اول، خنثیسازی تحریمها را با جدیت پیگیری کرد و در گام دوم در مذاکراتی کاملاً عزتمندانه به دنبال رفع تحریمها است.دولت مردمی #مذاکرات را کاملاً براساس چارچوب تعیینشده از سوی مقام معظم رهبری دنبال میکند و از هیچ یک از خطوط قرمز اعلام شده عقبنشینی نکرده و نخواهد کرد.
— سید ابراهیم رئیسی (@raisi_com) March 10, 2022
من جهته اتهم أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني في تغريدة، الإدارة الأميركية بأنها لا تمتلك إرادة لإبرام اتفاق قوي.
وأضاف أن محادثات فيينا "تزداد تعقيداً كل ساعة من دون اتخاذ الولايات المتحدة قراراً سياسياً".
US approach to Iran's principled demands, coupled with its unreasonable offers and unjustified pressure to hastily reach an agreement, show that US isn't interested in a strong deal that would satisfy both parties. Absent US political decision, the talks get knottier by the hour.
— علی شمخانی (@alishamkhani_ir) March 10, 2022
وأفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية، اليوم الخميس، نقلاً عن "مصدر مطلع" بأنه ثمة على الأقل ثلاث قضايا عالقة في مفاوضات فيينا بشأن الضمانات ورفع العقوبات، قائلة أن "الكرة في ملعب الغربيين وخاصة الأميركيين باتخاذ قرارات لازمة".
البيت الأبيض: الاتفاق النووي "قريب"
وفي أحدث تصريحات أميركية حول المفاوضات، قال البيت الأبيض، اليوم الخميس، وفق وكالة رويترز، إن الولايات المتحدة ستواصل إجراء محادثات دبلوماسية مع إيران بشأن التوصل لاتفاق نووي.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي "وجهة نظرنا أننا قريبون. لقد اقتربنا منذ بعض الوقت".
وأضافت "نهاية المفاوضات تكون دائما هكذا عندما تُبحث عادة الأجزاء الصعبة".
وكانت مصادر مطلعة مقرّبة من المفاوضات النووية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني في فيينا قد كشفت، الثلاثاء لـ"العربي الجديد"، عن أنّ المفاوضات "تمرّ بأخطر منعطف وما يمكن أن نسميه حالة انسداد إلى حد ما".
وأضافت المصادر التي فضّلت عدم الكشف عن هويتها، أنّ القضايا العالقة بالمفاوضات ثلاث: الأولى مطالب إيرانية بشأن رفع "الحرس الثوري" الإيراني عن قائمة الإرهاب، والقضية الثانية مطالبة إيران واشنطن بتقديم "ضمانات اقتصادية مؤثرة" بعدما حُلَّت مسألة الضمانات قبل نحو أسبوعين إثر موافقة أميركية على احتفاظ إيران بأجهزة الطرد المركزي المتطور في الداخل، بعد أن كانت واشنطن تطالب بتدميرها. والقضية الخلافية الثالثة، حسب هذه المصادر، "ترتيبات رفع بعض العقوبات".