قال المفاوض السابق في الملف النووي الإيراني سيد حسين موسويان "إن انسحاب أي رئيس أميركي قادم من الاتفاق النووي المنتظر، وتعرّض إيران للخداع مجدداً، سيجعل من إيران دولة ذات سلاح نووي".
وأضاف موسويان في افتتاح المؤتمر السنوي لوحدة الدراسات الإيرانية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، اليوم الإثنين: "يجب أن ننتظر أسبوعاً أو أكثر لمعرفة الرد الأميركي والغربي على مسودة الاتفاق والرد الإيراني عليها.. وأتمنى أن يكون هناك اتفاق هذه المرة".
ووفق موسويان، فقد تم إنجاز 95% من الاتفاق، والجميع ينتظر الآن رد واشنطن عليه.
وعرض موسويان في المؤتمر الذي يعقد تحت عنوان "إيران عام على رئاسة رئيسي"، طبيعة الموقف الإيراني من الاتفاق النووي، الذي يستند كما قال إلى عدة نقاط رئيسة، أهمها أن ترفع واشنطن جميع العقوبات على بلاده، مقابل السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتحقق والتفتيش. والنقطة الثانية تتعلق بالضمانات، حيث تطالب إيران بضمان عدم انسحاب الإدارة التالية من الاتفاق، وليس بمقدور الرئيس الأميركي بايدن تقديمها، حسب موسويان، وضمان ألّا تتخذ الإدارة الحالية من ذريعة حقوق الإنسان أو أي ذرائع أخرى سبيلاً لفرض عقوبات جزئية على الاقتصاد الإيراني، وألا تقدم واشنطن على فرض عقوبات على الدول التي ترتبط بعلاقات اقتصادية مع إيران، وأنه في حال انسحاب الإدارة الأميركية من الاتفاق فعليها أن تتوقع ثمناً لذلك، وأن تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خلال مجلس المحافظين بالوكالة سلمية المشروع النووي الإيراني، إلى جانب حذف الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب الأميركية، وقد رفض الرئيس الأميركي هذا الطلب، وقد تراجع الجانب الإيراني عنه للتأكيد على جديته في المفاوضات.
ولفت المفاوض السابق في الملف النووي الإيراني إلى وجود توقعات بأن يقف الجمهوريون في الكونغرس حائلاً دون تطبيق الاتفاق النووي، وهو ما قد يؤدي إلى خسارة إيران لمليارات الدولارات.
وكشف موسويان أن الإيرانيين قاموا بتخصيب 3500 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة ارتفعت من 5% إلى 60% بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، ووفق الاتفاق النووي سيكون على طهران أن تعود إلى مستوى 300 كيلوغرام من اليورانيوم، وهو ما يرتب على إيران خسارة ملايين الدولارات إذا قامت واشطن بالخداع والانسحاب من الاتفاق مرة أخرى.
واعتبر أن أي انسحاب أميركي جديد من الاتفاق المنتظر توقيعه سيكون لحظة حاسمة في إيران، التي لا يمكن أن تعود مجدداً إلى الاتفاق.
وأكد موسويان في هذا الصدد، أن بلاده "وصلت إلى عتبة امتلاك السلاح النووي، وباتت قادرة بالفعل على صنع سلاح نووي، وأن أي محاولة أميركية للخداع ستجعل من إيران دولة ذات سلاح نووي".
على صعد آخر، دعا موسويان دول الخليج العربي إلى الانضمام إلى مبادرة "هرمز"، التي أطلقتها بلاده لتعزيز علاقات التعاون والتنسيق في ما بينها، وتغيير سياستها تجاه بلاده، كما أكد أن بلاده تعتبر تعزيز بعض دول الخليج لعلاقاتها مع إسرائيل، وخاصة التعاون الأمني والعسكري، خطاً أحمر بالنسبة لها، مشيراً في الوقت نفسه إلى التغيير الإيجابي في سياسات السعودية، وكذلك الإمارات تجاه بلاده.
وأكد موسويان أن صاحب القرار في السياسة الخارجية الإيرانية هو المرشد الأعلى الإيراني، وأن هناك توافقاً كبيراً الآن في إيران بين جميع السلطات، وأن على دول الجوار أن تستغل ذلك لتغيير سياساتها السابقة وتعزيز علاقاتها مع بلاده، كما عرض لرؤية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي قال إنه يتوجه شرقاً لتعزيز علاقات إيران الخارجية، بعدما أيقنت إيران أن لا جدوى من البحث عن تعزيز العلاقات مع الغرب.
وكان مدير وحدة الدراسات الإيرانية في المركز العربي وأستاذ الشؤون الحكومية في جامعة "جورجتاون" في قطر مهران كامرافا قد أشار إلى أن المؤتمر سيتناول في جلساته العام الأول من عهد رئيسي، مسلّطاً الضوء بصورة خاصّة على سياسة إيران الخارجية والسياسات الداخلية والاقتصاد والسياسات العامة، فيما تبحث جلسات اليوم الثاني والأخير من المؤتمر السياسة الإيرانية الداخلية، وعلاقات إيران بالولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل والقوقاز، فضلاً عن مسألة العقوبات وتأثيرها على الاقتصاد.