- التفسيرات المتباينة حول أسباب الحادث، بما في ذلك الأحوال الجوية السيئة والهبوط الحاد، أضافت شكوكًا حول ملابسات الحادث، خاصة مع نجاة طائرتين مرافقتين في نفس الظروف الجوية.
- تصريحات وزير الدفاع الأميركي السابق مارك آسبر تلمح إلى احتمالية تورط جهات خارجية مثل إسرائيل، فيما تنفي إسرائيل أي علاقة لها بالحادث، مما يثير المزيد من الأسئلة حول الدوافع والتداعيات المحتملة لهذا الحدث البارز.
تميّز ردّ واشنطن على حادثة سقوط مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه شمال غربي إيران، بترقب شبه صامت ومفتوح على التأويل. الرئيس الأميركي جو بايدن الذي كان في طريقه إلى مهرجان انتخابي اكتفى بأخذ العلم. ووزارة الخارجية بقيت في حدود "متابعة الموضوع من كثب"، ثم لاذت الإدارة الأميركية بالصمت التام بعد أن أكدت طهران مقتل رئيسها ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، في حين طغى الحدث على العناوين والمداولات الجارية من جهة ربطه بشكل ما بأوضاع المنطقة بحكم دور إيران فيها.
ولذلك، ارتسمت منذ البداية علامات استفهام ضمنية حول التفسيرات المناخية التي قيل إنها كانت السبب في سقوط المروحية، خصوصاً أن هذه التفسيرات بدت غير متماسكة ومتباينة أحياناً وبما أعطى المزيد من الذخيرة للتشكيك في الرواية التي ربطت بين سوء الأحوال الجوية والحادثة، منها أن الطائرة كان برفقتها طوافتان للحراسة تسيران على الخط الجوي ذاته لمروحية الرئيس إبراهيم رئيسي وفي الحالة الجوية الضبابية الماطرة ذاتها ومن دون أن تتعرضا لأي خطر. كما كان لافتاً أيضاً الفارق بين التوصيف الأولي للحادثة على أنها حصلت نتيجة "هبوط حاد " للمروحية وبين التقرير النهائي الذي تحدث عن اصطدامها برأس الجبل لانعدام الرؤيا.
ومع أن مثل هذه التحليلات قد تكون اجتهادات غير مبنية على وقائع ثابتة، إلا أن الغموض وتباين المعلومات في ظل التوتر الإقليمي السائد الذي تشكّل إيران أحد أطرافه حمل البعض على عدم استبعاد أن تكون حادثة مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه مرتبطة بأجواء هذا التوتر وتصفية حساباته.
وزير الدفاع الأميركي السابق مارك آسبر، وخلال مقابلة أُجريت معه، أمس الأحد، حول هذا الموضوع، أشار إلى مثل هذا الاحتمال ولو على سبيل التخمين، على أساس أن مفاجأة بهذا الحجم وبالظروف المحيطة بها تحتمل فرضية أن يكون أحدهم مثل "إسرائيل" أو غيرها وراء العملية. افتراض يستدعي الوقوف عنده بحكم الموقع الذي شغله الرجل مؤخراً في إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وما عزّز عدم استبعاد فرضية مارك آسبر، أن اسرائيل سارعت مبكراً إلى التنصل وإعلان عدم علاقتها بحادثة سقوط مروحية إبراهيم رئيسي ومرافقيه في إيران، مما أثار التساؤل حول دوافع تطوعها في إعلان براءتها مسبقاً ومن غير أن يوجه أحد أي تهمة ضدها.
ومن المتوقع أن يكون للبيت الأبيض والخارجية كلام حول هذا الموضوع، الاثنين، خلال الإحاطة الصحافية. كما أن من المتوقع أيضاً أن تتكشف معلومات إضافية في هذا الخصوص من أكثر من مصدر إقليمي ودولي وبما يساعد على توضيح الصورة لهذا الحدث الذي هبط من المجهول، والذي ينقسم المراقبون حول تقييم تداعياته، بين من يستبعد حصول أي تحول في السياسة الخارجية الإيرانية، خصوصاً في شقها الإقليمي بعد غياب اثنين من أركان النظام، وبين من يعتبر هذا التغييب بمثابة صدمة لا بدّ أن يكون لها صداها في هذا المجال.