أعلنت الحكومة في توغو، اليوم الأربعاء، أن ثمانية جنود قُتلوا وأصيب 13 آخرون، في هجوم بشمال البلاد، فيما قد يكون أول هجوم دام على أراضيها يشنه متشددون قتلوا الآلاف في دول مجاورة.
وأفادت الحكومة في بيان بأن مجموعة مدججة بالسلاح نصبت كميناً قبل الفجر لنقطة تابعة للجيش في محافظة كبندجال بالقرب من الحدود مع بوركينا فاسو.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم. وألقت الحكومة باللوم على "إرهابيين" من دون تقديم تفاصيل. وقال محللون أمنيون إن الهجوم نفذه على الأرجح فرع محلي لتنظيم "القاعدة" مقرّه مالي، لكنه تمدّد جنوباً في السنوات الأخيرة إلى بوركينا فاسو.
ويأتي الهجوم بعد نحو أسبوع على موافقة رئيس توغو فور غناسينغبي، على أن يحل وسيطاً في الأزمة السياسية في مالي، حيث يواجه المجلس العسكري الانقلابي ضغوطاً لإعادة الحكم المدني.
يأتي الهجوم بعد نحو أسبوع على موافقة توغو التوسط في الأزمة المالية
وأعلن وزير خارجية مالي عبد الله ديوب بعد لقائه نظيره التوغولي روبير دوسي، في لومي، في 4 مايو/أيار الحالي، أن غناسينغبي قبل المهمة.
وقال ديوب أثناء زيارته لومي: "طلبنا، نيابة عن رئيس المرحلة الانتقالية (أسيمي غويتا)، من الرئيس فور غناسينغبي تسهيل الحوار مع الجهات الفاعلة الإقليمية، وعلى نطاق أوسع الحوار مع المجتمع الدولي بأسره لإيجاد حل وسط يمكن أن يسمح لنا بالخروج من الأزمة".
واعتبر أن الوضع في مالي "يتطلب اتباع نهج سياسي خلاق". وقصد ديوب التواصل مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) التي فرضت عقوبات على مالي، بعد رفض العسكر إجراء انتخابات في فبراير/شباط الماضي، وتسليم السلطة للمدنيين، بل اقترحوا فترة انتقالية تمتد لـ5 سنوات.
وتُعد توغو من أكثر البلدان هشاشة في غرب أفريقيا، وتطلّ على المحيط الأطلسي، وتجاورها بنين شرقاً وغانا غرباً، فضلاً عن بوركينا فاسو شمالاً.
ساحة نزاع جديد
ويُظهر الهجوم الأخير أن تحول البلاد إلى ساحة نزاع جديد في منطقة الساحل، سيدفع إلى تمدد الحيّز الأمني للصراع من جهة، ويسمح للمتشددين بالتوغّل حتى المحيط من جهة أخرى، الأمر الذي لم يتمكنوا من فعله مع الدول الكبرى في الإقليم مثل السنغال وغينيا وساحل العاج. وهو ما يخشاه مراقبون.
وتتمتع توغو باقتصاد مستقرّ بفعل كونها رابع أكبر دول العالم في إنتاج الفوسفات، لكنها شهدت انقسامات سياسية عدة، فضلاً عن انتهاكها حقوق الإنسان.
يُخشى البعض تمدّد نزاع الساحل الأفريقي إلى توغو
ومن شأن التوتر الأمني في توغو أن يؤدي إلى تدخل بنين وغانا فيها، لمنعها من التحوّل إلى بؤرة انطلاق إليهما. وهو ما قد تسعى إليه الجماعات المسلّحة، على وقع بروز عوامل عدة، بدءاً من الانسحاب الفرنسي من مالي، مروراً بدخول عناصر "فاغنر" إلى الساحل الأفريقي، وصولاً إلى المناخ الانقلابي الذي يبرز مجدداً في غرب أفريقيا، كما حصل في مالي وغينيا وبوركينا فاسو في العامين الأخيرين.
مع العلم أن رئيس توغو يمسك بالسلطة منذ عام 2005، وفاز بالانتخابات الأخيرة في عام 2020 وسط تشكيك بشرعيته من معارضيه، وعلى رأسهم أغبيومي كودجو.
(العربي الجديد، رويترز)