مقتل شاب سوري تحت التعذيب في سجون النظام بعد ترحيله من لبنان

29 يونيو 2024
شاحنات تحمل سوريين مرحلين من لبنان، البقاع 14 مايو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الشبكة السورية لحقوق الإنسان أعلنت وفاة أحمد عدنان شمسي الحيدر، لاجئ سوري تم ترحيله قسرًا من لبنان واعتقاله بدمشق، في إطار حملة ضد اللاجئين السوريين.
- أحمد منع من التواصل مع عائلته وتوفي تحت التعذيب والإهمال الصحي في فرع الأمن العسكري بدير الزور، وفقًا للشبكة السورية لحقوق الإنسان.
- الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وهيثم رحمة يدينون التعذيب الذي يمارسه نظام الأسد، مطالبين بتحقيق دولي ومحاسبة المتورطين في جرائم ضد المعتقلين.

كشفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن وفاة شاب سوري، كان لاجئاً في لبنان، داخل سجون النظام السوري بعد أن قامت السلطات اللبنانية بترحيله قسراً قبل قرابة شهرين، فيما أكد الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن مئات السوريين كانوا ضحايا التعذيب الوحشي في سجون النظام السوري بسبب مواقفهم السياسية أو مشاركتهم في التظاهرات السليمة.

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير صدر أمس الجمعة، إن الشاب أحمد عدنان شمسي الحيدر، المنحدر من مدينة البوكمال شرقي محافظة دير الزور، اعتقلته قوات النظام السوري في إبريل/ نيسان العام الجاري 2024، عند مروره على إحدى نقاط التفتيش التابعة لها في مدينة دمشق، واقتيد إلى فرع فلسطين (235) التابع لشعبة المخابرات العسكرية في مدينة دمشق. وبينت الشبكة أن أحمد كان لاجئاً في لبنان، وفي إبريل الماضي، قام عناصر الأمن العام اللبناني باعتقاله وإعادته قسراً إلى الحدود السورية مع مجموعة من اللاجئين، في إطار حملة أمنية شنَّتها السلطات اللبنانية منذ بداية عام 2024 ضد اللاجئين السوريين في لبنان.

وأكدت الشبكة أن أحمد اعتُقل فور إعادته من لبنان من دون إصدار مذكرة اعتقال قانونية أو إبلاغ ذويه، ومنع من التواصل مع عائلته أو محام، وتمكن ذووه من معرفة أنه نُقل من فرع فلسطين في دمشق إلى فرع الأمن العسكري في دير الزور، ومنذ ذلك الوقت، أصبح في عداد المختفين قسراً. وأشارت الشبكة إلى أنه في 25 يوليو/ حزيران الجاري، تلقت عائلة الضحية أحمد بلاغاً من أحد عناصر قوات النظام السوري، أعلمهم فيه بوفاة أحمد داخل فرع الأمن العسكري في مدينة دير الزور، ثم سُلِّم جثمانه من مشفى أحمد الهويدي العسكري في مدينة دير الزور في اليوم التالي للعائلة التي لفتت إلى أن لديها معلومات تُفيد بأنّ أحمد كان بصحة جيدة عند اعتقاله، مما يرجح بشكلٍ كبير وفاته بسبب التعذيب وإهمال الرعاية الصحية داخل فرع الأمن العسكري في مدينة دير الزور.

وأدانت الشبكة جميع ممارسات الاعتقال والتعذيب التي تقوم بها قوات النظام السوري، وبشكل خاص بحقِّ العائدين من النازحين واللاجئين، وطالبت بفتح تحقيق فوري مستقل في جميع حوادث الاعتقال والتعذيب التي وقعت، وبشكلٍ خاص هذه الحادثة الهمجية، داعية إلى ضرورة محاسبة المتورطين فيها كافة، بدءاً ممَّن أمر بها حتى المُنفّذين لها، ويجب إطلاع المجتمع السوري على نتائج التحقيق والمحاسبة، وفضح وفصل كل من تورَّط في ممارسات الاعتقال والتعذيب على مدى جميع السنوات الماضية وتعويض الضحايا كافة عن الأضرار المادية والمعنوية التي تعرضوا لها.

إلى ذلك، قال الأمين العام للائتلاف الوطني السوري هيثم رحمة، في بيان على موقع الائتلاف، إن مئات آلاف السوريين والسوريات كانوا ضحايا التعذيب الوحشي في سجون نظام الأسد، بسبب مواقفهم السياسية أو مشاركتهم في التظاهرات السلمية في مختلف المحافظات السورية، موضحاً، أنهم لا يزالون إلى الآن يعانون مختلف أنواع التعذيب الجسدي والنفسي بسبب إخفاق الجهود الدولية في إنقاذ المعتقلين أو الكشف عن مصيرهم. وأشار رحمة إلى أن التراخي الدولي في التعامل مع نظام الأسد مكنه من استخدام الوحشية المفرطة بحق المعتقلين والمعتقلات في السجون، حتى باتت مسالخ بشرية كما وصفتها منظمة العفو الدولية، وكما أثبت عشرات التقارير والأدلة الموثقة ذلك، ومن بينها الصور التي سربها قيصر والتي لا تزال عالقة في أذهان العالم لكونها تظهر ضروب المعاملة القاسية والمهينة والتعذيب الذي يصل إلى الموت في سجون النظام.