قُتل شخصان في درعا الخاضعة لسيطرة النظام السوري، في وقت جدد فيه الطيران الحربي الروسي غاراته على إدلب موقعًا قتيلًا وعشرات الجرحى، تزامناً مع قصف مدفعي من قوات النظام، عقب تصريحات للمبعوث الروسي ألكسندر لافرنتييف تؤكد زعم بلاده "مواجهة الإرهاب" في إدلب بشكل خاص.
وقال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن مجهولين هاجموا سيدة في مدينة نوى بريف درعا الغربي، ما أدى إلى مقتلها.
ونفذ الهجوم، بحسب الناشط، بسلاح ناري من قبل ملثمين على دراجة نارية بالقرب من منزلها في الحي الشمالي من المدينة.
وكان مجهولون قد هاجموا، الليلة الماضية، سيارة إياد بكر، أحد أعضاء اللجان المركزية في بلدة المزيريب بريف درعا الغربي، بواسطة عبوة ناسفة، ما أدى إلى مقتله بعد إسعافه إلى المستشفى.
واضاف الحوراني أن بكر من القياديين السابقين في فصيل "المعتز بالله" الذي كان ضمن صفوف "الجيش السوري الحر"، وخضع لاتفاقية التسوية والمصالحة مع النظام، وانخرط في اللجان المركزية التي شكلها النظام عقب الاتفاقية في درعا.
وتشهد درعا، مهد الثورة السورية، ارتفاعاً ملحوظاً في عمليات التصفية والاغتيال التي تحدث في ظل سيطرة النظام على المحافظة عقب إخضاعها باتفاقات التسوية منذ سبتمبر/ أيلول الماضي.
توتر بين اللواء الثامن والمخابرات الجوية
وفي درعا أيضاً، اقتحمت قوات تابعة لـ"اللواء الثامن" الذي يتزعمه أحمد العودة (القيادي السابق في المعارضة السورية)، المنضوي ضمن "الفيلق الخامس" المدعوم من روسيا، مساء اليوم، حاجزاً أمنياً يتبع لـ"المخابرات الجوية" (أحد أفرع النظام السورية الأمنية) عند مثلث خربة غزالة بالريف الشرقي من محافظة درعا، وذلك بعد وقوع ملاسنات بين عناصر الحاجز مع عنصر من "اللواء الثامن" رفض إشهار هويته الشخصية.
وأوضح الناشط أبو البراء الحوراني، عضو "تجمع أحرار حوران" (تجمع صحافيين وناشطين يعملون في الجنوب السوري)، لـ"العربي الجديد"، أن الخلاف تطور إلى عراك بالأيدي بين عناصر الفيلق الثامن والمخابرات الجوية، وذلك عقب وصول تعزيزات عسكرية للواء الثامن من عدة بلدات إلى موقع الحاجز، إضافة لوصول تعزيزات للمخابرات الجوية على رأسهم المقدم علاء مسؤول حواجز المخابرات الجوية في الريف الشرقي لدرعا.
وأشار الحوراني إلى أن "ملاسنات حدثت بين المقدم علاء والرائد طارق مسؤول حاجز مثلث خربة غزالة، بسبب تعنت الأخير ومحاولته التصعيد في موقع الحادثة.
قتيل بقصف روسيا والنظام في إدلب
من جهة أخرى، قال فراس الخليفة عضو المكتب الإعلامي لمنظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء)، في حديث لـ"العربي الجديد" إن شخصاً قُتل، وأُصيب 3 آخرون، نتيجة قصف مدفعي لقوات النظام وروسيا استهدف قريتي معربليت ومنطف في منطقة جبل الزاوية جنوب محافظة إدلب".
كذلك، أصيب 3 مدنيين، بينهم طفل، بجروح إثر قصف الطائرات الحربية الروسية بأربع غارات جوية بناء داخل مزرعة لتربية الدواجن على أطراف مدينة معرة مصرين شمالي إدلب.
وأكدت "الخوذ البيضاء" أن خمسة أطفال أًُصيبوا أحدهم بحالة حرجة، إثر انفجار جسم من مخلفات الحرب، أثناء لعبهم في قرية معبطلي في منطقة عفرين الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "غصن الزيتون" شمال محافظة حلب.
وقال الناشط مصطفى المحمد"، في حديث مع "العربي الجديد"، إن الطيران الحربي الروسي قصف، عصر اليوم الاثنين، بـ6 غارات، مواقع في منطقة الشيخ بحر قرب معرة مصرين بريف إدلب الشمالي الغربي، حيث تسيطر "هيئة تحرير الشام"، مضيفاً أن القصف أسفر عن أضرار مادية فقط.
وجاء القصف عقب تصريحات ألكسندر لافرنتييف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي، إلى سورية نقلها إعلام النظام والإعلام الروسي، قال فيها إن الدول الضامنة مباحثات أستانة تعمل على زيادة فعالية عمليات مكافحة "الإرهابيين" في سورية، وتقليل مستوى التصعيد في البلاد.
وذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام أن لافرنتييف شدد في مقابلة مع وكالة أنباء "تاس"، الاثنين، على "وجوب مواصلة الحرب على ما تبقى من المظاهر الإرهابية في سورية، نظراً لأنه لا يزال عدد كبير من الجماعات المتطرفة والإرهابية في إدلب بشكل خاص".
وفي سياق متصل، أجرى فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة النظام السوري، مساء الإثنين، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف "ناقشا فيه تطورات الأوضاع في سورية والعالم".
وادعى المقداد، في مقابلة مع التلفزيون السوري، أن "من تدعمهم الولايات المتحدة الأميركية في سورية إنما تدعمهم لقتلهم في واقع الحال"، مهاجماً الحكومة التركية بأن "لها مصلحة في دمار وعدم استقرار سورية"، حسب تعبيره.
وتابع المقداد: "تنظيم "جبهة النصرة" ما زال ينتشر في شمال غرب سورية بدعم من النظام التركي، وتنظيم "داعش" في الشمال الشرقي بدعم من قوات الاحتلال الأميركي"، مشدداً خلال المقابلة على أن قوات النظام سوف تستعيد السيطرة على هذه الأراضي، سواءً إدلب أو المناطق الشمالية على الحدود السورية التركية.
وأضاف المقداد أن "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) لا تُسيطر على أي شيء"، مؤكداً أن السيطرة للقوات الأميركية التي تدعم "قسد"، مؤكداً أنه "لا يمكن لأي مشروع انفصالي أن يمر في سورية".
ومن جهة أخرى، زعمت "سانا" أن عدداً من مسلحي مليشيا "قسد" أصيبوا جراء هجوم نفذته "الفصائل الشعبية" بعبوة ناسفة، استهدف سيارتهم على طريق الخرافي شمال دير الزور.
ولم تؤكد مصادر "العربي الجديد" صحة هذا الخبر.
تطورات "عين العرب"
وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن سكاناً مناصرين لـ"وحدات حماية الشعب"، التي تقود "قسد"، اعترضوا طريق دورية روسية تركية مشتركة في محيط المدينة، احتجاجاً على قصف تركي طاول موقعاً في المدينة قبل يومين، وأدى إلى مقتل وإصابة 9 أشخاص من المنتسبين إلى تنظيم "الشبيبة الثورية" التابع لـ"حزب العمال الكردستاني".
بدوره، انتقد القائد العام لـ"قوات سورية الديمقراطية" مظلوم عبدي الاستهداف التركي لـ"حركة الشبيبة الثورية" في سورية، معتبراً أن ذلك "استهداف للأمن والأمان" في شمال وشرق سورية.
وقال عبدي، في تصريحات على "فيسبوك"، إن الغارة التركية التي استهدفت تجمعاً من 9 مواطنين من "تنظيم الشبيبة" في أحد منازل كوباني، وأدت لمقتل 5 "هي استمرار للسلوك الاحتلالي في التعامل مع القضية الكردية في سورية، واستهداف للأمن والأمان في شمال وشرق سورية"، بحسب تعبيره.
تدريب مشترك بين القوات الأميركية وفصيل معارض
في غضون ذلك، أعلن فصيل "مغاوير الثورة" التابع للمعارضة السورية والمدعوم من قبل قوات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة، اليوم الإثنين، عن إجراء تدريبات عسكرية مع القوات الأميركية في محيط قاعدة التنف ضمن منطقة الـ55 الواقعة جنوب شرقي سورية عند المثلث الحدودي مع الأردن والعراق.
وأكدت مصادر عسكرية، لـ"العربي الجديد"، أن "تدريبات مغاوير الثورة بدأت يوم أمس الأحد بمشاركة ضباط وعناصر من القوات الأميركية الموجودة ضمن قاعدة التنف، حيث أُجريت تدريبات عسكرية على بعض المدافع الثقيلة والرشاشات المتوسطة والعمليات الهجومية والدفاعية"، في حين أشار فصيل مغاوير الثورة، على معرّفه الرسمي في "تويتر"، إلى أن "جنوداً من جيش مغاوير الثورة والقوات الأميركية يجرون تدريبات على الأسلحة"، لافتاً إلى أن "العمل الجماعي ضروري استعداداً للمهمة".