تكبّدت قوات النظام السوري، مساء أمس الإثنين، خسائر بشرية عقب استقدام تعزيزات إلى ناحية عين عيسى، وفيما نفذت قوات التحالف الدولي إنزالا جويا ضد مجهولين في ريف الرقة الغربي، تجددت الاشتباكات بين "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) و"الجيش الوطني السوري" على محور تل تمر بريف الحسكة.
وتحدثت مصادر لـ"العربي الجديد" عن مقتل ضابط وثلاثة عناصر من قوات النظام السوري جراء انفجار عبوة ناسفة بهم بالقرب من مدينة عين عيسى شمال غربي الرقة.
وبحسب المصادر فقد انفجرت العبوة بسيارة عسكرية كانت متوجهة إلى اللواء 93 في المنطقة.
وكانت مصادر أخرى قد أفادت، مساء أمس، "العربي الجديد"، بأن قوات النظام جلبت مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى اللواء 93 الواقع ضمن مناطق سيطرة "قسد" في إطار التفاهمات بين الطرفين بهدف مواجهة التدخل التركي هناك.
إلى ذلك، قالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن قوات تابعة للتحالف الدولي ضد "داعش" داهمت بعملية إنزال جوي منزلاً في قرية التريجية بريف الرقة الغربي واعتقلت مجموعة أشخاص من المنزل، مضيفة أن العملية شارك فيها مجموعة من "قسد" ومن المرجح أنها طاولت متهمين بالانتساب لتنظيم "داعش".
وذكرت شبكة "الخابور" أن قوات التحالف أثناء عملية المداهمة طالبت الأشخاص المحاصرين بتسليم أنفسهم عبر مكبرات الصوت وفرضت أثناء العملية طوقاً أمنياً مشدداً في محيط المنطقة.
وكانت قوات التحالف قد نفذت عشرات العمليات المشابهة في مناطق سيطرة "قسد" طاولت قياديين وعناصر في التنظيم وآخرين متهمين بالانتماء للتنظيم أو التعاون معه.
اشتباكات على محور تل تمر
في غضون ذلك، دارت اشتباكات بين "قسد" و"الجيش الوطني السوري" على محور تل تمر شمال شرقي الحسكة القريب من ريف الرقة.
وذكرت مصادر، لـ"العربي الجديد"، أن الاشتباكات جاءت نتيجة تحركات من عناصر "قسد" بالقرب من نقاط تابعة للجيش الوطني، وكانت القوات التركية الداعمة لـ"الجيش الوطني" قد قصفت قبل منتصف الليل مواقع لـ"قسد" في محاور قرية صيدا ومحيط الطريق الدولي حلب الحسكة متسببة بأضرار مادية فقط.
قصف للنظام في جبل الزاوية
وفي شمال غرب سورية، جددت قوات النظام خرق وقف إطلاق النار، مستهدفة بالمدفعية والصواريخ مناطق في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي ومناطق في محيط قرية العنكاوي بريف حماة الغربي.
وقال الناشط مصطفى المحمد، لـ"العربي الجديد"، إن فصائل المعارضة قتلت عنصراً للنظام بعملية قنص على محور قرية بالا بريف حلب الغربي. في حين استمر تحليق الطيران الحربي الروسي فوق المنطقة بشكل مكثف دون تنفيذ غارات.
وكان ريف درعا قد شهد، أمس، هجوماً على قوات النظام أسفر عن خسائر بشرية في صفوفه وقابله النظام بقصف على مدينة نوى موقعا ضحايا بين المدنيين. كما شن حملة اعتقالات طاولت قرابة عشرين شاباً من أبناء المدينة.
قصف روسي على محور البادية
وفي محور البادية (وسط)، جدد الطيران الحربي الروسي منذ صباح اليوم، غاراته على مناطق متفرقة في محور بادية حماة الشمالية الشرقية ومحور جبل البشري على الحدود الإدارية بين الرقة ودير الزور، تزامن ذلك مع استمرار عمليات التمشيط البري من قوات النظام ضد خلايا تنظيم "داعش".
النظام يعتقل شباناً في دير الزور
إلى ذلك، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن النظام السوري اعتقل اليوم الثلاثاء، قرابة عشرين شخصاً في مدينة العشارة بريف دير الزور الشرقي، بهدف التجنيد الإجباري في صفوف قواته، مشيرة إلى أنه جرى اعتقال الشبان بعد خضوعهم للتسوية التي يجريها النظام في مناطق سيطرته.
وبدأ النظام منذ أسبوعين بالترويج لعملية مصالحة وتسوية في مناطق تخضع له وللمليشيات الإيرانية في دير الزور، وتقول مصادر محلية إن النظام اعتقل قرابة مائة شخص منذ إعلانه عن العملية وبدئها في مدينة دير الزور.
وفي الشأن ذاته، زعمت وكالة "سانا" التابعة للنظام، أن الأخير واصل اليوم عمليات التسوية والمصالحة في مدينة الميادين بريف دير الزور الجنوبي الشرقي، مضيفة أن التسوية تشمل المدنيين المطلوبين والعسكريين الفارين والمتخلفين عن "الخدمتين الإلزامية والاحتياطية".
وبحسب الوكالة، فإن ذلك يأتي في إطار الجهود المبذولة لإتاحة الفرصة "أمام كل من لم تتلطخ يداه بالدماء للعودة إلى حضن الوطن"، مضيفة أنه تمت تسوية أوضاع نحو 4 آلاف شخص في مركز مدينة الميادين.
وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن النظام يقوم بالتسوية لأفراد مطلوبين للتجنيد الإجباري، وليست لهم أي علاقة بأي نشاط معارض للنظام، وكانوا فارين من التجنيد، وجرى إغراؤهم والالتفاف عليهم من قبل وجهاء محليين، والنظام غدر بهم بعد إجراء التسوية وساقهم إلى التجنيد الإجباري.
قوات النظام تعترض رتلاً أميركياً
وفي غضون ذلك، اعترض حاجز لقوات النظام السوري في قرية تل الذهب بناحية القامشلي، رتلاً أميركياً كان يجري دورية اعتيادية في المنطقة، وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن الرتل الأميركي غيّر وجهته ولم يشتبك مع قوات النظام، لأن الأخير جلب مدنيين أطفالاً ونساءً إلى الحاجز، وجعلهم يقذفون الحجارة على الدورية.
وأضافت المصادر أن الدورية كانت مؤلفة من أربع عربات دفع رباعي وترافقها مروحيتان، ومهمتها مراقبة الوضع الأمني في محيط المناطق النفطية واستطلاع المناطق التي تخضع للنفوذ الأميركي.
وبحسب المصادر، فقد أطلق بعض الجنود الأميركيين النار في الهواء لإرهاب المدنيين وإبعادهم عن طريق الدورية عند اقترابها من قرية الدميخة أيضاً.
وأشارت المصادر إلى أن الدورية لم تدخل في مشاحنات مع عناصر النظام الذي يحاول في كل مرة استفزاز الدوريات عن طريق الشبيحة والمدنيين. وكان اعتراض شبيحة النظام لدورية أميركية قد أسفر سابقاً عن وقوع خسائر بشرية في صفوفهم.