قُتل 13 مدنياً وجُرح آخرون، اليوم الأحد، إثر انفجار لغم أرضي بمجموعة من جامعي نبتة الكمأة في بادية الرصافة، جنوبيّ الرقة، شماليّ سورية.
وقال مراسل "العربي الجديد" إنّ ما لا يقلّ عن 13 مدنياً قُتلوا في انفجار لغم أرضي بسيارة كان على متنها مدنيون يتنقلون في البادية بحثاً عن الكمأة، قرب جبل الطار السبيعي في بادية الرصافة، كذلك جُرح آخرون ونُقلوا إلى مشافي مدينة الرصافة.
ونقلت إذاعة "شام إف إم" الموالية، عن محافظ الرقة قوله إن لغماً أرضياً انفجر بسيارة تُقلّ جامعي كمأة بالقرب من بلدة الرصافة، ما أدى إلى مقتل 10 على الأقل.
ويوم أمس السبت، قُتل 5 مدنيين جراء إطلاق النار عليهم من قبل مسلحين، يُرجَّح انتماؤهم إلى تنظيم داعش، في محيط منطقة تل سلمة بريف سلمية شرق حماة، خلال عملهم في جمع الكمأة، وفق إذاعة "شام إف إم". كذلك قُتل 3 عناصر من مليشيات "الدفاع الوطني"، أمس السبت، إثر انفجار لغم أرضي في أثناء بحثهم عن الكمأة في بادية دير الزور، بحسب مصادر محلية.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ 15 فبراير/ شباط الجاري، مقتل 31 شخصاً، بينهم 3 من قوات النظام، و8 من "الدفاع الوطني"، في البادية بسبب انفجار ألغام خلال البحث عن الكمأة.
محفزات لجمع الكمأة
وتنشط عمليات جمع الكمأة في المناطق الصحراوية في مثل هذه الأوقات من العام، ويخرج الكثير من أهالي المناطق المجاورة للبادية بحثاً عنها، لارتفاع أسعارها، إذ يصل سعر الكيلوغرام الواحد منها إلى 500 ألف ليرة، أي ما يعادل تقريباً ضعف الراتب الشهري لموظف حكومي.
والعام الفائت قُتل ما يزيد على 130 سورياً في هجمات وانفجارات ألغام طاولت الباحثين عن الكمأة، في حين تلجأ بعض المليشيات المنتشرة في المنطقة إلى استهداف المدنيين عمداً لمنعهم من قطاف الكمأة، والاستحواذ عليها.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أكد قبل أيام أن الفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام نشرت مجموعات عسكرية في البادية للبحث عن الكمأة.
النظام يعلن إسقاط طائرات مسيّرة للمعارضة
وفي تطورات المعارك العسكرية، أعلنت وزارة الدفاع التابعة للنظام السوري أن قواتها أسقطت عدداً من الطائرات المسيّرة التابعة لفصائل المعارضة في الشمال السوري، في وقت يتزايد فيه اعتماد الجانبين، النظام والمعارضة، على الطائرات المسيّرة تفادياً لتصادم مباشر.
وقالت الوزارة في بيان لها، اليوم الأحد: "قواتنا العاملة على اتجاه ريفي حماة وإدلب، تمكنت من إسقاط وتدمير سبع طائرات مسيّرة للإرهابيين حاولت الاعتداء على نقاطنا العسكرية، والقرى والبلدات الآمنة في المناطق المحيطة".
وفي المقابل، وثّقت فرق "الدفاع المدني السوري" 13 هجوماً شنته مسيّرات انتحارية تابعة لقوات النظام وروسيا والمليشيات الإيرانية على مناطق شمال غرب سورية، منذ بداية العام الحالي وحتى الـ22 من الشهر الجاري.
وقال الدفاع المدني، في تقرير له الخميس الماضي، إن قوات النظام وروسيا والمليشيات الإيرانية، صعّدت "بشكل خطير وغير مسبوق هجماتها بواسطة طائرات مسيّرة انتحارية، في نهج جديد باستهداف المدنيين في شمال غرب سورية وتهديد حياتهم، وتقويض سبل عيشهم ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم الزراعية واستثمارها لتزيد هذه الهجمات تدمير مقومات الأمن الغذائي في مناطق شمال غرب سورية".
وأضاف أن فرقه وثّقت ست هجمات بواسطة طائرات مسيّرة انتحارية انطلقت من مناطق سيطرة النظام، واستهدفت منطقة سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، الخميس الماضي، وسبّبت مقتل وإصابة عدد من المدنيين، مشيراً إلى أن الهجمات بالمسيّرات الانتحارية تركزت على منطقة الغاب، وهي من أخصب المناطق الزراعية في سورية، ويوجد في المنطقة سد القرقور ويرتاده مدنيون لاصطياد الأسماك، وتهدد هذه الهجمات عدداً كبيراً من العائلات بفقدان مصدر رزقها.
"أكثر دقة وأقل كلفة"
وفي حديثه لـ"العربي الجديد"، قال القيادي في فصائل المعارضة، العقيد مصطفى بكور، إنه لا يعلم مدى صحة إسقاط النظام المسيّرات التابعة للمعارضة، "لكن من الطبيعي أن الطرفين، النظام والمعارضة، يسعيان لاستخدام أسلحة أكثر دقة، وأقل كلفة، والطائرات المسيّرة تلبي هذا المطلب".
وحول الميزات الفنية والقتالية الموجودة في مسيّرات لدى كل من النظام والمعارضة، قال بكور: "منطقياً، لا يمكن المقارنة بين قدرة النظام وداعميه الروس والإيرانيين من جهة تصنيع وإنتاج أو شراء المسيّرات، وبين قدرات المعارضة، فهناك نتحدث عن دول كبرى تمتلك إمكانات كبيرة في التصنيع والتمويل، وهنا نتحدث عن فصائل ثورية ذات إمكانات محدودة ومحاصرة، وليس لديها بنية تحتية لمثل هذه المشاريع، تصنيعاً أو شراءً".
ولفت بكور إلى أن تكثيف استخدام المسيّرات في الآونة الأخيرة من جانب قوات النظام يعود "إلى سيطرة المليشيات الإيرانية على القرار العسكري، فتعتمد هذه المليشيات على هذه الأنواع من الطائرات لكونها تصنيعاً إيرانياً"، مشيراً إلى أن أغلب الأهداف التي تقصفها تلك الطائرات "مدنية، ولن يحدث استخدامها فارقاً كبيراً من الناحية العسكرية بالنسبة إلى فصائل المعارضة"، وفق قوله.
ويقول ناشطون في المنطقة إن كلا الجانبين، النظام والمعارضة، باتا يعتمدان بشكل متزايد على سلاح المسيّرات، بديلاً من خوض صدامات مباشرة، بالنظر إلى التقييدات من جانب الراعيين، الروسي والتركي، اللذين يحاولان تثبيت التهدئة في المنطقة.
وتزامن إعلان النظام مع مواصلة قواته قصفها المدفعي والصاروخي على بلدات وقرى في ريف إدلب الجنوبي وريف حلب الغربي.
وذكر مراسل "العربي الجديد" أن قوات النظام استهدفت، الأحد، بقذائف المدفعية الثقيلة، أطراف بلدات وقرى كنصفرة والرويحة ومعربليت في جبل الزاوية جنوبيّ إدلب، إضافة إلى استهداف محاور بلدتي البارة ومجدليا في جبل الزاوية بالصواريخ وقذائف الهاون. كذلك طاول القصف المدفعي أطراف قرية كفرعمة في ريف حلب الغربي المجاور الذي تسيطر عليه "هيئة تحرير الشام".