شكك ناشطون سوريون في جدوى اجتماع وزراء داخلية كل من الأردن ولبنان والعراق، ووزير الداخلية في حكومة النظام، في عمان، يوم أمس السبت، لمواجهة عمليات تهريب المخدرات في المنطقة، وذلك بالتزامن مع إحباط الأردن عملية تهريب على الحدود السورية اليوم.
ووصف وزير داخلية النظام السوري، محمد خالد الرحمون، اليوم الأحد، الاجتماع الوزاري بأنه "كان إيجابياً جداً".
وقال الرحمون لصحيفة "الوطن" المقرّبة من النظام إنه "جرى الاتفاق على التنسيق بين هذه الدول والتواصل المباشر بهدف الوصول إلى نتائج ملموسة".
ومن جهته، قال الناشط أيمن أبو محمود، الناطق باسم "تجمع أحرار حوران"، إن "مثل هذه الاجتماعات ليس لها إلا تأثير محدود في مجريات الأحداث على أرض الواقع"، وأضاف لـ"العربي الجديد" أن "الجهات الفاعلة في تصنيع المخدرات وتهريبها على الجانب السوري لم تكن ممثلة باجتماع عمان التنسيقي، وهذه الجهات تملك سلطة ونفوذاً أكثر من وزير داخلية النظام السوري، ومن غير المحتمل أن تتقيد بأية تعهدات أو التزامات يقدمها أي مسؤول في النظام خلال الاجتماعات الإقليمية".
وأوضح أبو محمود أن تجارة المخدرات "هي مصدر دخل للعديد من أركان النظام وحلفائه، مثل الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق رئيس النظام ماهر الأسد، ورؤساء الأفرع الأمنية في الجنوب السوري، فضلاً عن "حزب الله" والمليشيات المدعومة من إيران"، مشيراً إلى أنه "من الصعب أن يتخلى هؤلاء عن العوائد الضخمة لهذه التجارة، ما لم يجدوا دخلاً موازياً بديلاً، خاصة في ظل العقوبات الدولية المفروضة على نظام الأسد منذ سنوات، وحالة التردي الاقتصادي التي تعيشها البلاد".
وأضاف أن "النظام في دمشق يستخدم مسألة المخدرات أيضاً في إطار الابتزاز السياسي لبعض الدول العربية، خاصة الخليجية، باعتبارها الوجهة النهائية للمخدرات، من أجل تعويضه عن أرباح هذه التجارة وتسريع خطوات تطبيعها مع النظام".
وكان وزير الداخلية الأردني، مازن الفراية، قد أعلن أمس السبت تأسيس خلية اتصال مشتركة مع سورية والعراق ولبنان لـ"تبادل الخبرات والتدريب والقدرات ومتابعة المعلومات والتسليم والمراقبة، أي تتبع الشحنات الخارجة من الدول إلى وجهتها النهائية".
مقتل 5 مهربين
وفي السياق نفسه، أعلن الجيش الأردني، اليوم الأحد، مقتل خمسة مهربين وإصابة أربعة آخرين وضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة قادمة من الأراضي السورية.
وقال مصدر عسكري مسؤول، بحسب الموقع الرسمي للقوات المسلحة الأردنية، إن "المنطقة العسكرية الشرقية، وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية العسكرية وإدارة مكافحة المخدرات، أحبطت فجر الأحد، ضمن منطقة مسؤوليتها، محاولة تسلل وتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة قادمة من الأراضي السورية".
وأكد المصدر أن "القوات المسلحة ماضية في استخدام جميع القدرات والإمكانيات المتوفرة للضرب بيد من حديد لكل من تسوّل له نفسه العبث بالأمن الوطني الأردني".
سورية.. مصدر تصنيع المخدرات وتهريبها
وفي السنوات الأخيرة، أصبحت سورية مصدراً لتصنيع المخدرات وممراً لتهريبها، خاصة في المناطق التي تخضع لسيطرة النظام والمليشيات المرتبطة بإيران. وخلال حملات سابقة، ضُبطَت شحنات كبيرة من المخدرات قادمة من سورية باستخدام أساليب متنوعة.
وكانت عمّان بدأت التحرك عسكرياً لمكافحة تهريب المخدرات على حدودها مع سورية، في ظل عدم تعاون النظام السوري، المتّهم أساساً بإدارة تجارة المخدرات والكبتاغون.
وفي هذا السياق، تعهّد العاهل الأردني عبد الله الثاني، في مايو/ أيار الماضي، بمواجهة "عصابات المخدرات المحلية والإقليمية" بقوة، مهدداً بـ"اتخاذ إجراءات صارمة لحماية أمن المملكة والاستقرار الإقليمي بقوة وحزم".
وأظهر تقريران صادران عن إدارة المعلومات الجنائية التابعة لمديرية الأمن العام، الأول بعنوان "مقارنة الجرائم المرتكبة في الأردن خلال الفترة 2018 – و2022"، والآخر بعنوان "التقرير الجنائي لسنة 2022"، أن مجموع جرائم الاتّجار بالمخدرات وحدها بين 2018 – 2022، بلغ 20 ألفاً و281 جريمة، و75 ألفاً و130 جريمة حيازة لهذه المواد المخدرة وتعاطيها.