كشفت مصادر سورية لـ"العربي الجديد"، أن مليشيا "الحرس الثوري الإيراني" سحبت، اليوم الإثنين، قواتها بالكامل من مواقع عسكرية تابعة لها في ريف محافظة الحسكة نحو مدينة القامشلي تمهيداً لنقلها إلى مطار دير الزور العسكري، شرق سورية.
وقال الناشط أبو عمر البوكمالي، لـ"العربي الجديد"، إن القوات الإيرانية انسحبت، ظهر الإثنين، من الفوج 123 المعروف باسم "فوج كوكب" باتجاه مطار القامشلي العسكري الذي تُسيطر عليه القوات الروسية بريف الحسكة الشمالي، تمهيداً لنقلها باتجاه مطار دير الزور، مؤكداً أن "150 عنصراً من الحرس الثوري وحزب الله اللبناني سحبوا كامل عتادهم بعد تفاهمات بين الجانبين الروسي والإيراني".
وفي السياق، أكدت مصادر مُطلعة لـ"العربي الجديد"، أن تعزيزات عسكرية روسية، بالإضافة إلى تعزيزات عسكرية أخرى تابعة لقوات "الفيلق الخامس" المدعومة من روسيا، وصلت، الإثنين، نحو عدة مناطق شرق الفرات بريف محافظة دير الزور، شرق البلاد، موضحةً أن التعزيزات تزامنت مع زيارة جنرالات من قاعدة "حميميم" الجوية الروسية إلى مركز المصالحة الروسي شرق الفرات.
وكانت روسيا قد رفضت مؤخراً طلباً من قادة مليشيا "الحرس الثوري الإيراني" بإنشاء مركز لها شرق الفرات في محافظة دير الزور، وذلك بُغية إخفاء الوجود الإيراني في المنطقة، ومنع استهداف تلك المراكز من قبل طائرات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.
من جهة أخرى، دفعت القوات الأميركية بتعزيزات عسكرية جديدة، الإثنين، ضمت عربات من نوع "برادلي" من قواعدها العسكرية بريف محافظة الحسكة، باتجاه حقل "كونيكو" النفطي، وحقل "العمر" النفطي (أكبر قاعدة للتحالف الدولي في سورية) بريف دير الزور الشرقي.
بدوره، قال الناشط أمجد الساري، المتحدث باسم شبكة "عين الفرات"، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات التحالف كثفت من دورياتها وانتشارها في محيط حقل العمر وحقل كونيكو، وبدأت عمليات تدريبية لعناصر محليين في مناطق محيطة بالحقل بالتنسيق مع قوات سورية الديمقراطية (قسد)"، لافتاً إلى أن "ذلك يأتي عقب القصف الذي نفذته قوات النظام واستهدف منطقة معيزيلة المأهولة بالنازحين، المهجرين من قرى شرق الفرات، رداً على استهداف حويجة قاطع شمال مدينة دير الزور".
وكانت طائرات تابعة للتحالف الدولي قد استهدفت السبت الفائت، جسراً ترابياً أنشأته المليشيات الإيرانية في منطقة حويجة قاطع، لترد الأخيرة بهجوم صاروخي مشترك مع قوات النظام على منطقة معيزلية القريبة من حقل كونيكو.
في سياق منفصل، انسحبت جميع المنظمات الإنسانية المحلية والدولية العاملة ضمن القطاع الخامس في مخيم "الهول" الذي يضم عوائل من تنظيم "داعش" شرق محافظة الحسكة، شمالي شرق البلاد اليوم الاثنين، إثر هجوم نفذه مجهولون ملثمون على مركز "المجلس النرويجي للاجئين" ضمن القسم.
وقال أحد الإداريين العاملين ضمن إحدى المنظمات المحلية، والذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، لـ"العربي الجديد"، إن "الملثمين المجهولين اقتحموا مقر القسم القانوني في مركز المجلس النرويجي للاجئين وخطفوا أحد الموظفين العاملين ضمن المركز، ومن ثم أخذوا الهواتف النقالة من جميع الموجودين ضمنه، إضافة إلى الحواسيب المحمولة"، مُشيراً إلى أن "الموقع المستهدف يشهد حتى الآن استنفاراً أمنياً كبيراً لقوى الأمن الداخلي (الأسايش)، لا سيما مع تفاقم التجاوزات في المخيم خلال الأشهر الأخيرة، وبالأخص في القطاعين الخامس والرابع، اللذين شهدا عمليات قتل مجهولة الفاعلين".
ويحتوي مخيم الهول، الذي يبعد نحو 40 كيلومتراً شرق الحسكة، على 52 منظمة وجمعية حقوقية وخدمية، باعتباره يضم 15431عائلة بعدد أفراد يبلغ 56773 فرداً، بينها 2423 من عائلات قتلى ومعتقلي تنظيم "داعش" الأجانب المُنحدرين من نحو 60 دولة، حسب آخر إحصاءات إدارة المخيم.